أطلقت الحكومة اليوم صندوق التنمية السوري الخاص بجمع التبرعات بهدف إقامة مشاريع الخدمية وتحسين البنى التحتية بكافة المحافظات من مساعدة الناس للعودة إلى قراهم ومدنهم.
عن أهمية هذا الصندوق ودوره في تفعيل التكافل الاجتماعي والاقتصادي تحدث لصحيفتنا “الحرية” الباحث الاقتصادي فاخر القربي الذي أكد أن هذا الصندوق يأتي في إطار الجهود الوطنية المبذولة من قبل الحكومة للمساهمة في إعادة الإعمار وترميم وتطوير البنية التحتية في سوريا، إضافة إلى الاهتمام بقطاع الخدمات والمرافق الحيوية مثل الطرق، الجسور، شبكات المياه والكهرباء، المطارات، الموانئ، وشبكات الاتصالات، إضافة إلى تمويل المشاريع عبر القروض الميسرة
تحريك عجلة الاقتصاد
أما من الناحية الاقتصادية فأوضح القربي أن للصندوق دوراً هاماً من خلال تحريك عجلة الاقتصاد عبر ضخ السيولة في مشاريع البنية التحتية مما يحفز على ضخ دماء جديدة في القطاعات الإنتاجية والخدمية، ويوفر فرص عمل جديدة، ما ينعكس إيجاباً على معدلات النمو الاقتصادي، كما يسهم هذا الصندوق في جذب الاستثمارات بسبب عودة الثقة لدى المستثمرين المحليين والأجانب في بيئة الأعمال السورية، ويشجع على ضخ رؤوس الأموال في مشاريع استراتيجية نتيجة لوجود مؤسسة مستقلة تعمل بشفافية ومصداقية عالية، لافتاً إلى أن الصندوق يعمل على تعزيز الاستقرار المالي حيث أن استقلاليته تتيح له إدارة موارده بكفاءة، بعيداً عن البيروقراطية التقليدية، ما يزيد من فعاليته في دعم أولويات التنمية
إعمار المناطق المتضررة
وأشار القربي إلى أن الصندوق يرفع من الفوائد في القطاع العقاري ويسهم في عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة عبر تمويل مشاريع البناء والترميم مما يسرّع في عودة الحياة إلى المناطق التي دمرتها الحرب، ويعيد القيمة للعقارات المتضررة، مضيفاً أنه يشكل حافزاً لسوق العقارات من خلال زيادة الطلب على مستلزمات البناء والخدمات الهندسية مما ينعش حركة البيع والشراء، ويرفع من قيمة الأصول العقارية، منوهاً بأن الصندوق قد يكون الحضن الأبوي للمواطنين عبر توفير السكن الميسر من خلال تمويل مشاريع الإسكان بالقرض الحسن حيث يتيح لشريحة أوسع من المواطنين امتلاك منازل، ما يخفف من أزمة السكن ويعزز الاستقرار الاجتماعي، ويبقى هذا الصندوق هو الإطار الشامل لتطوير البنية التحتية الداعمة للعقار.
التعافي الوطتي
وأضاف القربي تبقى الآمال كبيرة بهذا الصندوق على المدى القريب والبعيد حيث يكون النبض في عملية التعافي الوطني و أداة مركزية في تنفيذ خطط إعادة الإعمار، ما يقلل من الفجوة بين المناطق المتقدمة والمتضررة، ويكون داعماً للتنمية المستدامة عن طريق: التركيز على مشاريع البنية التحتية يضع أساساً متيناً لنمو اقتصادي واجتماعي مستدام، ويكون المصدر الأساسي في تعزيز الشفافية والحوكمة: ارتباط الصندوق برئاسة الجمهورية واستقلاله المالي والإداري يضمنان رقابة فعالة وحوكمة رشيدة في إدارة الموارد.
وختم بالقول: إن إحداث صندوق التنمية يمثل خطوة جبارة واستراتيجية في مسار إعادة إعمار سوريا، ويوفر آلية عملية لتحريك الاقتصاد، لكن نجاح الصندوق سيعتمد على وضوح الرؤية، الشفافية في التمويل، والتكامل مع سياسات الإصلاح الاقتصادي والإداري الأوسع في البلاد…
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية