صندوق للزراعات المحمية ..!؟

سلمان عيسى 

رغم أن الزراعات المحمية توفر الكثير من القطع الأجنبي نتيجة عم استيراد الخضار في غير موسمها، ما يعني مساهمتها إلى حد كبير في تحقيق الأمن الغذائي .. فقد نهضت هذه الزراعة بقليل من الدعم الحكومي وبكثير من الجهد والإصرار من قبل الفلاحين .. ورغم مساهمتها بكل ماذكر ومنذ ثمانينات القرن الماضي لم تقدم الحكومة اي دعم يذكر لهذه الزراعة .. لا بذار ولا مبيدات ولا شرائح النايلون. . بل وفي كثير من الأحيان تعرض أصحابها للخسائر بسبب سوء التسويق، وانعدام الحماية الحكومية للمنتجات الزراعية الباكورية .. هي من الزراعات المكلفة ماديا وخسائرها قد لا تعوض بموسم أو مواسم .. الرياح الشديدة والصقيع .. وآخطرها التنين البحري الذي ضرب هذا الموسم المنطار وريف بانياس وسهل حصين البحر والخراب وسهل يحمور وزاهد والدكيكة وغيرها حيث أخرج التنين مئات البيوت البلاستيكية والتي هي في طور الإنتاج من الخدمة نهائيا .. أي أنه تم تدمير هذه البيوت من الحديد إلى النايلون إلى أدوات الري بالتنقيط إلى اقتلاع شتلات الخضار .. مثلا في دير البشل بريف بانياس تم القضاء على كل البيوت المزروعة بالكوسا وعلى 80 بالمئة من البيوت المزروعة بالبندورة .. وسينتظر أصحاب هذه البيوت، وكل البيوت التي تضررت ما تمن عليهم الحكومة من تعويض من خلال صندوق تخفيف الكوارث .. وهي كالعادة مبالغ زهيدة لا تساوي كلفة زراعة الموسم ناهيك عن مستلزمات الإنتاج ..

 منذ عدة أعوام قدم المحامي صفوان ابو سعدى محافظ طرطوس مذكرة إلى الحكومة يقترح فيها أحداث صندوق خاص بالزراعات المحمية، يمول ذاتيا من خلال مساهمة أصحاب البيوت البلاستيكية وتشرف عليه وزارة الزراعة، من مهام الصندوق هو تعويض الأضرار التي تصيب هذه الزراعات خاصة أن صندوق التخفيف من الكوارث لا يشمل سوى أضرار التنين البحري .. أما الصقيع والأمراض فهي دون تعويض وهذا ما ارتكزت عليه مذكرة المحافظ .. في طرطوس حوالي 145 الف بيت بلاستيكي .. يمكن في حال الاتفاق على الصندوق اولا ثم الاتفاق على المبلغ المترتب على كل بيت بلاستيكي حينها وعلى مدار أعوام يمكن أن تكون موجودات هذا الصندوق كافية لتمويل مشروعات زراعية أخرى. . وهذا ما طلبه المحامي محمود بلال عضو مجلس الشعب الاسبوع الماضي حينما كان المجلس يناقش أداء وزارة الزراعة عندما أكد على أن يتم احداث هذا الصندوق الأهلي بامتياز .. فهل تستجيب وزارة الزراعة ..!؟

(سيرياهوم نيوز21-1-2022)