رشيد الحداد
انشغلت صنعاء، أمس، بصياغة رد على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تصنيف حركة «أنصار الله» منظمة إرهابية عالمية، والذي جاء على رغم خفض التصعيد في البحر الأحمر، بعد بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في قطاع غزة. وبحسب المتداول في صنعاء، فإن هذا القرار قد يدفع القوات المسلّحة اليمنية إلى العمل على فرض معادلات بحرية متقدمة تفوق توقعات الإدارة الأميركية الجديدة، والتي تضع الجانب الاقتصادي في قائمة الأولويات، وذلك في إطار اتخاذ إجراءات موازية لأي تداعيات إنسانية واقتصادية للتصنيف الجديد على الشعب اليمني.
وسبق لقادة في «أنصار الله» أن لوّحوا بإغلاق مضيق باب المندب في حال تضرّر اليمنيين من أي عقوبات أميركية، أو أي أعمال انتقامية تطاول اليمن على خلفية موقفه المساند من غزة. وقد جدّد عضو المكتب السياسي للحركة، حسين العزي، أمس، تأكيده أن «اليمن حتى الآن لم يؤذ أحداً. وفي حال تعرّض شعبه للايذاء سيتخذ القرار المناسب»، في حين قالت مصادر سياسية في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن «قرار تصنيف الحركة منظمة إرهابية لم يكن مفاجئاً، وكان متوقعاً بعد فشل الخيارات العسكرية الأميركية في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية وفشل التحالفات العسكرية الأميركية والأوروبية في حماية الكيان الإسرائيلي». وأشارت المصادر إلى أن دعوة قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، الشعب اليمني والقوات المسلحة إلى التحضّر لجولة قادمة من الصراع، عكست رؤية الحركة لمسار الصراع مع إسرائيل وأميركا. واعتبرت التصنيف الجديد، والذي يخلو من أيّ استثناءات، بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني، سيكون له ما بعده من تصعيد في إطار الدفاع عن النفس، «كون القوات المسلحة اليمنية ملتزمة بالدفاع عن الشعب اليمني وسيادته واستقلاله».
القرار بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني وسيكون له ما بعده من تصعيد في إطار الدفاع عن النفس
وقد دانت حكومة صنعاء قرار ترامب؛ وأكدت، في بيان، أن «الإرهابي الحقيقي هو أميركا التي تشارك العدو الإسرائيلي في قتل أطفال ونساء غزة منذ أكثر من عام»، مضيفة أن «التصنيف لن يزيد الشعب اليمني وقواه السياسية الحرّة، وفي المقدمة أنصار الله، إلا ثباتاً على الحق»، مشيرة إلى أن «القرار القديم الجديد لا يخدم الاستقرار في المنطقة وجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل للشعب اليمني».
في المقابل، احتفت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي بالقرار الأميركي؛ وأعلنت، في بيان، دعمها له، مؤكدة تعاونها الكامل مع الخارجية الأميركية لتنفيذه.
ووسط مخاوف المنظمات الدولية والمحلية من تأثيره على الملف الإنساني في اليمن، أبدت منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية قلقها من القرار الأميركي الجديد. وأوضح مدير شؤون السلام والأمن لدى الفرع الأميركي للمنظمة، سكوت بول، في بيان، أن القرار «سيزيد من معاناة المدنيين اليمنيين وسيتسبّب في تعطيل الواردات الحيوية من الوقود والدواء والغذاء». وقال إن «إدارة ترامب ستتحمل مسؤولية الجوع والمرض الذي سيترتب على القرار «
أخبار سورية الوطن١ الأخبار