| سلمان عيسى
في شباط من عام 2002 كنا في لندن بدعوة من شركة الطيران البريطانية ( بريتش ايروز ) .. لن اتحدث عن اهمية هذه الزيارة ولا القيمة المضافة التي حققتها لي .. بل ان ما لفت نظري ليس نهر التايمز الذي يخترق مدينة لندن، ولا حديقة التايمز او نقطة غرينتش .. مركز العالم .. لن اتوقف عند نظافة الشوارع او الالتزام بعدم التدخين في المطاعم والفنادق ووسائط النقل واماكن التجمعات .. ولا المترو والمطار وكثافة الطائرات التي تهبط وتقلع بالدقائق ..
ما لفت نظري هو حجم التنزيلات التي تعلنها محال بيع الألبسة والماركات الكبيرة والمولات الضخمة .. وكيف أن كلمة Sila. . أو صولد تزين واجهات هذه الأماكن وهي تنزيلات حقيقية وليس مزيفة كالأسلوب الذي يتبع عندنا .. أتذكر هذه الرحلة وصولداتها دون أن أعلم أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك هناك قد سمح لأصحاب هذه المحلات والوكالات والمولات بإجراء التنزيلات .. بعد عودتنا الى حضن الوطن في تلك الاثناء وجدنا غالبية محلات بيع الالبسة والاحذية والمولات ووكالات الشركات الاجنبية تعلن عن ( صولد ) اي ان هذا النموذج التجاري معمول به في كل دول العالم .. وهو اجراء رويتني لا يحتاج الى تعقيد في الموافقات او استثناء.. اي انه لا يسجل في سجل الانجازات والتطبيل والتزمير لمصدر الموافقة ان كان مديرا او وزير .. او تاجرا، هنا استغربت ان تتم الاشارة الى موافقة الوزير المختص لدينا بصولد الموالح والمكسرات والحلويات الخاصة بالعيد .. واستبعاد أسعار ( الفتيش ) والمفرقعات والألعاب النارية خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك حيث تكثر مشاغبات الاولاد ويكثر استهلاك هذه المواد مع انها مهربة وعلى عين الجمارك، لذلك هي تحتاج إلى ( صولد ) إيجابي من نوع آخر .. لكن شريطة أن لا يباع في صالات السورية وعلى البطاقة .. !؟
هناك الكثير من الأعمال تحتاج إلى وقت وتفكير وتدبير، أكثر من المكسرات .. لأنها في آخر اهتمام الأسرة التي من أولوياتها الخبز والزيت ..الخضار والفاكهة واللحوم .. وكلها بعيدة عن اهتمام التدخل الإيجابي. . وهناك صعوبات كبيرة في تأمين الخبز .. يا أصحاب السعادة والمعالي، المكسرات تلزم لسهراتكم الملونة .. ما يحتاج إلى صولد حقيقي هو طعام الفقراء .. ان وجدتم إليه سبيلا ..!؟
(سيرياهوم نيوز3-23-4-2022)