|عبير سمير محمود
مع دخولها البورصة الفلكية للأسعار، تحولت المنتجعات والشاليهات على شاطئ اللاذقية إلى حلم مستحيل لذوي الدخل المحدود، لتبقى حكراً على فئات معينة من الناس تصنيفها كما تصنيف المنشآت السياحية من 5 نجوم.
مواطنون اشتكوا من «حرارة أسعار الشواطئ»، مطالبين بتوفير مكان يسبح فيه الفقراء ولو لليلة واحدة من دون عناء الذهاب والعودة باليوم نفسه، وتقول السيدة زهرة وهي مهجرة من ريف حلب، إنها لطالما كانت تحلم بأن تقضي عطلة العيد الصيفية على شاطئ البحر إلا أن ارتفاع إيجارات الشاليهات التي وصل سعر بعضها في المدينة إلى 800 ألف ليرة، جعل حلمها يغرق في البحر!.
وذكر رامي – موظف بمؤسسة حكومية – أن الشاليهات في البسيط ووادي قنديل التي كانت تعرف بأنها ملاذ الفقراء والبعيدة عن المدينة، باتت أرقاماً فلكية بدءاً من أجور الطريق التي صارت الرحلة فيها تكلف من مدينة اللاذقية إلى وادي قنديل حوالي 150 ألف ليرة «سرفيس ذهاباً وإياباً» في حين لم تكن تتجاوز 6 آلاف ليرة قبل نحو 4 سنوات، مضيفاً: إنه في حال قرر ترفيه عائلته برحلة يومين إلى وادي قنديل سيدفع 200 ألف ليرة أجور طريق إضافة لإيجار كوخ عائلي بين 100 حتى 150 ألف ليرة حسب الموقع سواء كان نسقاً أولاً أم ثانياً، لتضاف إليها مصاريف الطعام والشراب وتكاليف أخرى فتصل الحسبة إلى ما يقارب نصف مليون ليرة في حال لم «تبعزق» عائلته بالترفه ودفع أجور ألعاب شاطئية وغيرها.
وتعتبر إحدى السيدات أن الجلوس فقط على الشاطئ في أحد المواقع السياحية المستثمرة على أنها شعبية ومن دون أن تعتمد على المبيت أو المنامة في مكان الاصطياف، يتطلب مبلغاً يتجاوز 100 ألف ليرة لعائلة مكونة من 6 أشخاص، باحتساب إيجار طاولة على البحر بسعر يبدأ بحوالي 5 آلاف ليرة، والكرسي للشخص الواحد يتراوح بين 4 – 7 آلاف ليرة في حال كانت «بيدين أو دونهما»، والمظلة بأجر 5 – 7 آلاف ليرة حسب حجمها.
وفي المنتجعات ذات التصنيف السياحي حسب الفئات من 5 نجوم، تبدأ أسعار أجور الشاليهات من 700 – 850 ألف ليرة حسب الإطلالة سواء كانت أرضية أم بلكوناً، والغرف حسب الإطلالة والسعة تتراوح بين 350 – 850 ألف ليرة، و«السويت» بحوالي 1.150 مليون ليرة في أحد المنتجعات بالمدينة، مع الإشارة إلى أن الحجوزات متوقفة حالياً لأن نسب الإشغال 100 بالمئة في جميع الفنادق والمنتجعات خلال عطلة عيد الأضحى وفقاً لمصادر من هذه المنشآت، مشيرين إلى أن جميع الغرف والشاليهات و«السويتات» ممتلئة بالزبائن طوال أيام عطلة العيد.
وعلى هامش زيارة الوفد الحكومي لمحافظة اللاذقية، بيّن وزير السياحة محمد رامي مارتيني لـ«الوطن»، أن الموسم السياحي مبشّر وجيد ولم يتأثر لا بالعاصفة الأخيرة التي ضربت المحافظة في 25 حزيران الماضي، ولا برفع تعرفة الكهرباء للمنشآت المعفاة من التقنين الكهربائي.
وأوضح مارتيني أن رفع أسعار الكهرباء شمل 5 بالمئة فقط من المنشآت السياحية وليس جميع المنشآت، ويزيد الرسم الكهربائي بما يقارب سعر التكلفة على المنشآت التي تشترك بخط معفى من التقنين وفق ما يُطلق عليه البعض اسم «الخط الذهبي» وعددها لا يتجاوز 40 منشأة من المنشآت السياحية ولا يتجاوز رفع الأسعار 10 -15 بالمئة لمنشآت الإطعام ومنشآت المبيت بين 15 – 20 بالمئة سواء كانت موسمية أم ضمن المدن الرئيسية.
وأكد وزير السياحة دعم الحكومة والتركيز الوزاري على فئة السياحة الشعبية، مشيراً إلى أهمية هذه السياحة والاهتمام الحكومي بها بشكل كبير لتطويرها ودعمها بكل الإمكانيات.
من جهته، بيّن مدير السياحة في اللاذقية فادي نظام لـ«الوطن»، أن المديرية وبشكل دوري تعمل على المتابعة والرقابة المشددة بموسم الأعياد وتكثيف الجولات الرقابية على كل المنشآت السياحية للتأكيد على النظافة والإعلان عن الأسعار إضافة للأمور الصحية، مشيراً إلى عمل الضابطة السياحية على مدار الساعة وتلقي شكاوى المواطنين سواء كانت خطية أم شفهية والعمل على معالجتها باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال نظام: إن السياحة الشعبية تحظى باهتمام الحكومة وتوليها تركيزاً كبيراً لتفعيل هذه السياحة ودراسة أسعارها بشكل جيد جداً لتناسب المواطنين، لافتاً إلى العمل ضمن خطة وزارية للتدخل الإيجابي لدور السياحة الشعبية إضافة للاهتمام بالاستثمارات السياحية لمشاريع سياحية بالتوازي مع الاهتمام بقطاع التدريب والتأهيل لرفع جودة الخدمات بالقطاع السياحي.
وفيما يخص الأسعار المرتفعة، أشار إلى أنه يتم تصديق الوزارة على الأسعار للمنشآت ذات تصنيف 5 نجوم وفقاً للكلف التشغيلية لهذه المنشآت وباقي الأسعار فيها قرار وزاري يحدد بدل الخدمات والإقامة والإطعام وما يجب تقاضيه ضمن المنشآت السياحية من مستوى نجمة حتى 4 نجوم.
ونوّه بالتحضير للموسم السياحي الحالي منذ نحو 3 أشهر لتأهيل المسارات السياحية من مواقع الاصطياف وذلك بالتعاون مع المحافظة ومجلس المدينة والجهات الأخرى من كهرباء ومحروقات وزراعة، لافتاً إلى إعداد مسارات زيارة جديدة ضمن المناطق الأثرية ومنها مسار أوغاريت بعد أن تم في فترات سابقة تفعيل مسار قلعة صلاح الدين.
وكشف نظام عن طرح فكرة لمشروع إنشاء جسر بري يربط بين الكورنيش الجنوبي والبصة وذلك بالتنسيق مع هيئة التخطيط الإقليمي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن