أحمد يوسف داود
يُحاولُ الصهاينةُ المُحتلّونَ لِقِسمٍ من فلسطينَ أن يوهِموا العالمَ (بِحقِّهم!) في مايُسمّونَهُ (وَطنَهم القَوميَّ، أَيْ: في فلسطينْ!)، ولا يَملِكُ قادتُهم منَ الاشكنازيم ذوي الأُصولِ الخَزريَّة، حسبَما أَوضَحْنا قَبلاً، أن يُثبِتوا أَنَّ أحداً من قادةِ أَسلافِهم قد عاشَ يَوماً واحداً في (فلسطينَ المُحتَلّةْ) قَبلَ النِّصفِ الأَولِ منَ القَرنِ العِشرينْ – مِثلَما هيَ حالُ قادةِ الولاياتِ المُتَّحدةِ الآنْ: قبل أوائِلِ القرنِ السابعَ عَشرَ معَ الهُنودِ الحُمرْ! – لكنَّ الزمانَ والمَكانَ غيرُ قابِلَينِ لاستِمرارِ قَبولِ بَقاءِ يَهودِ الخَزرْ وتوسُّعِ استِيطانِهم في المَجالِ الحَيويِّ الواسِعِ: (منَ الفُراتِ إلى النّيلْ!) حَسْبَ ادعاءاتِهِم، وَفقَاً لطُموحهِمُ المُعلَنْ، لكنَّ العَربَ – بَدءاً بالفِلسطينِيّينْ – لَيسوا كالهُنودِ الحُمرْ، وبالتالي ليس استِيطانُ الأرضِ العَربيّةِ – في نِهايَةِ المَطافْ – قابِلاً للتّحقُّقِ كما كانَ استِيطانُ أَميركا على وَجهِ الإجْمالْ!.
وتَبدو الحَربُ الآنَ ونَتائِجُها: بَينَ بَعضِ سُكانِ فِلسطينَ وبَينَ غُزاتِها منَ الصّهايِنةِ وداعِميهِم في أوروبا وأَميركا، دَليلاً مُؤكَّداً على أَنَّ ماكانَ من تَخطيطِ (يَهودِ الخَزرِ) ومن يَدعَمونَهم في الولاياتِ المُتحدِةِ خصوصاً، وفي أَوروبا عُموماً، لن تَكونَ لهُ أَيّةُ جَدوى في نِهايةِ المَطافْ!.
إنّ وجودَهم الرّاهنَ قد كَشفَتْ جُملةُ الأحداثِ القَويّةِ الأخيرةِ التي فَجرَتْها (كتائبُ القَسّامِ) عن مَدى هَشاشَةِ أَوضاعِ (الدّولةِ الصَّهيونيّةِ) التي كانتْ قد فَبرَكتْ إنشاءَها إنكلترا بعدَ الحَربِ العالَميّةِ الأولى، وَهيّأَتْ معَ الوِلاياتِ المُتّحدَةِ أًمرَ إِعلانِ قِيامِها (كَدَولةٍ!) في فِلَسطينَ: ذاتِ (قُوةٍ خارقَةٍ) لايُمكِنُ للعَربِ مُواجَهتُها، أو مُقاومَةُ تَمدُّدِها من الفُراتِ إلى النّيلْ، حَسبَما يَزعَمونْ!.
على أَيّةِ حالْ، قد لاتَكونُ نَتائِجُ ماقامت به (كتائبُ القَسّامْ، وسرايا القُدسْ) ذاتَ جَدوىً حاسِمةْ، لكنّ الواقِعَ يَدُلُّ على أَنَّ طُرُقَ الجهادِ ستظلُّ مَفتوحَةً على احتِمالاتِ طَردِ الغُزاةِ بِصورةٍ تَبدو الآنَ بالغةَ الصّعوبَةْ، لكنَّها ستَكونُ مُؤكَّدةً في قادم الأيامِ تأكيداً لالَبسَ فيهِ مهما طالَ أَمَدُ تَحقُّقِهْ، لأنّهُ (لايَموتُ حقٌّ وَراءَهُ طالبٌ) كَما قيلَ قديماً، ولايَزالُ يُقالُ.. وسيَبقى يُقالْ، كما إنّ طالبي الحَقِّ المُؤكَّدِ يَظلّونَ يتَناسَلونَ جيلاً بَعدَ آخَرَ حتى يَتمَّ الانتِصارُ لأهلِ هذا الحَقِّ بأمرِ اللهْ، (واللهُ غالِبٌ على أَمرِهْ)!.
وحاشا للحقِّ أَنْ يَستَعصِيَ على طالِبيهْ!.
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)