syriahomenews أخبار سورية الوطن
بات واضحًا أنّ المثل القائل إنّ الصُراخ على قدّ الوجع ينطبِق على كيان الاحتلال وأقطابه كلّما دار الحديث عن السيّد حسن نصر الله، الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، الأمر الذي يؤكِّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ الرجل يقُضّ مضاجعهم ويؤرقهم، وعلى الرغم من أنّ السيّد حسن نصر الله ظهر هذا الأسبوع في خطابٍ تلفزيونيٍّ، تُواصِل إسرائيل مُجيّرةً ماكينتها الإعلاميّة لسكب الزيت على النار في حربها النفسيّة بهدف التأكيد لنفسها أولاً ولمؤيّدها من العرب والمُسلمين بأنّ (السيّد) في حالةٍ صحيّةٍ صعبةٍ، بهدف تثبيط العزائم ودسّ السمّ في صفوف عناصر حزب الله ومجاهديه تحديدًا.
وفي هذا السياق قال الجنرال المتقاعِد د. موشيه العاد، القائد السابِق لمنطقة جنين في جيش الاحتلال، قال إنّه “في الوقت التي يتعطش ملايين المسلمين الشيعة في أرجاء العالم لكل معلومة عن حالة حقيقية لزعيم (حزب الله) الشيخ حسن نصر الله، تستعد محافل الأمن الإسرائيليّة لتأهب كبير لليوم التالي. هم على ما يبدو يصلون لبقاء نصر الله على قيد الحياة في شكله الحالي كإنسان ينازع، حتى وإنْ أوضح هو نفسه بأنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق”، وفق مزاعمه في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة.
وتابع أنّ “(السيّد حسن)، كما يُسمّى في لبنان وفي العالم الشيعيّ، هو زعيمٌ أثر أكثر من أيّ زعيمٍ آخر على السياسة العالمية والشرق أوسطية، وعندما احتل عرش الأمين العام لـ “حزب الله” حين كان في الـ 32 من عمره فقط عقب تصفية الزعيم السابق عباس موسوي، لم يعرفه أحد ولم يقدر ما يمكن أنْ يحدثه في المنطقة.
ولفت د. العاد إلى أنّه “في العام 1992 اعتقدت أوساط شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) أن موسوي، الأمين العام الشاحب والمجهول، يهدد دولة إسرائيل بوجوده على حدود إسرائيل الشمالية، لكنه لا شيء مقارنة ببديله الكاريزماتي في المنصب”. يُشار إلى أنّ الكاريزما هي مصطلح يوناني مشتق من كلمة النعمة، ومعناها الحرفي الهدية أو التفضيل الإلهي، وهي تُعبِّر عن الصفات والمواهب غير العادية، ويمكن أنْ تأخذ معانٍ كثيرة منها: الإبداع، والتطلُّع الفكريّ، والقدرة على دراسة الأفكار وتحليلها وتوجيهها للآخرين بطريقة بسيطة وسهلة.
ورأى الجنرال الإسرائيليّ أنّ “ما سرق الأنظار كان تعيين حسن نصر الله بدلاً من موسوي زعيمًا للمنظمة وتحويل الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حدود دموية، وقد تلقّت المنظمة الشيعية المتطرفة من اللا مكان زعيمًا هو رجل دين متطرف، كاريزماتي، محبوب في لبنان وإيران على حدٍّ سواء، مليء بأموال الدعم الإيرانيّة، عالم وفضولي يعرف التجربة الإسرائيلية، وفوق كلّ شيءٍ، خطيب لاذع فائق، حدة وعمق لغته العربية الأدبية دارجة على لسانه”، كما أكّد.
وأشار الجنرال الإسرائيليّ في سياق مقاله إلى أنّه “بعد وقت قصير من تسلمه مهام منصبه في أيار (مايو) من العام 2000، ألقى نصر الله في بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان (خطاب خيوط العنكبوت)، وذلك عقب انسحاب الجيش الإسرائيليّ من لبنان. ففي خطابه، وصف إسرائيل بـ “عصبة مهاجرين مبحرين” ورغم كونها ذات قوة نووية فإنّ قوتها وحصانتها القومية تشبه خيوط بيت العنكبوت التي يمكن تمزيقها بسهولة، وبعد ستّة أعوامٍ من خطابه، حقق نصر الله تهديداته بسلسلة قصف على طول إسرائيل وعرضها في حرب لبنان الثانية”.
وزعم الجنرال أنّ “الذين دفعوا ثمن غرور نصر الله هم مواطنو لبنان الذين عقب مغامرة عديمة المسؤولية، وجدوا بلادهم مدمرةً ومنهارةً اقتصاديًا، وهي أمراض لم يشفوا منها حتى الآن”.
مع ذلك، شدّدّ الجنرال العاد على أنّه “بالمقابل، فإنّ الوجه الآخر لنصر الله هو وجه زعيم عقلاني، محسوب، يأخذ مخاطر محسوبة، وأنّ إسرائيل بحاجةٍ لزعيمٍ لبنانيٍّ مردوعٍ وليس آخر لم يُختبَر بالنار”.
وأوضح أنّ “زعيما جديدًا يحتاج ليثبت نفسه سيكون من شأنه أنْ يخطئ بالوهم فيهاجم إسرائيل كي يثبت مكانته، هاشم صفي الدين، قريب عائلة نصر الله، هو المرشح المتصدر ليحّل محلّه على رأس المنظمة”.
وخلُص إلى القول إنّه “بحسب التهديدات العلنيّة لصفي الدين بأنّه “ذات يومٍ سنعود لنسكن في فلسطين”، يمكن بالتأكيد أنْ تشتاق إسرائيل لاحقاً لنصر الله”، على حدّ قوله.
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم
