الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » ضربة الشمس أعراضها وأسبابها وطرق علاجها والوقاية منها

ضربة الشمس أعراضها وأسبابها وطرق علاجها والوقاية منها

الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة:

تحدث ضربة الشمس أو ضربة الحرارة عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، ويعجز الجسم عن تبريد نفسه والسيطرة على درجة الحرارة.
عادة ما تنتج ضربة الشمس عند التعرض لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة، سواء أثناء العمل، أو ممارسة الأنشطة البدنية، أو حتى عند الجلوس في أماكن ذات حرارة عالية.
وتعد ضربة الشمس حالة طارئة تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية وإجراء الإسعافات الأولية لها، وإذا لم تعالج بصورة سريعة فقد تحدث مضاعفات صحية عديدة قد تسبب تلفاً للأعضاء الحيوية في الجسم، وربما تؤدي إلى الوفاة
وتحدث ضربة الشمس عند عجز الجسم عن التكيف بشكل جيد مع الحرارة الناجمة عن بذل جهد في مكان حار أو رطب ، ففي درجات الحرارة العالية، يبرد الجسم نفسه عن طريق التعرق الذي يتبخر فتقل درجة حرارة الجسم. وعندما تكون الحرارة عالية، يحدث خلل في آلية التبريد هذه بحيث لا تعمل بشكل جيد، ويخسر الجسم مكوناته من السوائل والأملاح (الشوارد). وإذا ترافق ذلك مع تعويض غير كاف من السوائل قد يحدث اضطراب في الدورة الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث حالة مماثلة ومشابهة لصدمة متوسطة مع ظهور أعراض ضربة الشمس.
وتحدث ضربة الشمس لسببين رئيسيين هما:
التعرض لأجواء حارة: قد تسبب درجات الحرارة المرتفعة ضربة شمس للأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، حتى دون ممارسة أي نشاط بدني فبمجرد وجودهم في بيئة ذات جو حار قد يصابون بضربة حر، ويزداد هذا الخطر مع قلة شرب السوائل أو ارتداء ملابس ثقيلة تمنع وصول الهواء للجسم.
ممارسة الأنشطة البدنية في الطقس الحار: تزيد ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني في جو حار من احتمالية الإصابة بضربة شمس، وقد يؤدي تجاهل بعض الأشخاص أعراض ضربة الشمس المبكرة إلى تفاقمها.
أما عوامل خطر الإصابة بضربة الشمس فتؤثر ضربة الشمس على الأطفال وكبار السن الذين يعيشون في منازل سيئة التهوية، أو تصيب الأشخاص الذين لا يشربون كميات كافية من الماء، وغيرهم.
وترتبط ضربة الشمس بمؤشر الحرارة، وهو مقياس شعور الشخص بالحرارة، ويزداد الشعور بالحرارة عندما يكون الطقس حاراً مع رطوبة عالية 60% أو أكثر، حيث يقل معدل تبخر العرق فيقل فقد الحرارة، ومن ثم يزداد خطر الإصابة بضربات الشمس.
ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بضربات الشمس ما يلي:
العمر: يعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس، حيث أن استجابتهم للحرارة تكون أبطأ من باقي الفئات العمرية فتظهر عليهم أعراض ضربة الشمس بسهولة.
المشاكل الصحية: يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، والرئتين، وأمراض الكلى، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وكذلك الأمراض العقلية، وسمة الخلية المنجلية (بالإنجليزية: Sickle Cell Trait). كما يعد مدمنو الكحول، والأشخاص المصابون بحروق الشمس أكثر عرضة.
الرياضيون: خاصة عند ممارستهم الأنشطة البدنية في الأجواء الحارة.
الأشخاص الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة.
البقاء في السيارة: يزداد خطر الإصابة بضربة شمس عند الأطفال، والرضع، وكبار السن الذين يبقون في السيارات المغلقة، في الطقس الحار.
الأدوية: مثل مضادات الهيستامين، ومدرات البول، والمهدئات، والمنشطات، والأدوية المضادة للنوبات العصبية. وكذلك أدوية القلب وضغط الدم، مثل حاصرات بيتا، وقابضات الأوعية الدموية، بالإضافة إلى الأدوية النفسية، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والأدوية غير المشروعة مثل الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine)، والميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine).
اعراض ضربة الشمس
غالباً ما تحدث ضربة الشمس وتتطور بسرعة ، وعندما يشعر الشخص بالحر الشديد، ويفقد الماء والأملاح من جسمه، فإن الأعراض تبدأ عادة بالشعور بالتعب والضعف، وتشنج العضلات، وذلك بسبب الإجهاد الحراري، وإذا لم يستطع الجسم السيطرة على ارتفاع الحرارة، فإنها ستصل إلى درجات خطيرة.
وفيما يلي بعض أعراض ضربة الشمس للأطفال والكبار:
ارتفاع درجة حرارة الجسم: قد تصل درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وربما تصل إلى 41 درجة مئوية في الحالات الشديدة جداً وهنا تكمن الخطورة فقد يحدث فقدان للوعي وربما الوفاة.
التغيرات العقلية: تشمل أعراض ضربة الشمس المرتبطة بالتغيرات العقلية التهيج، والهلوسة، وصعوبة الكلام أو فهم ما يقوله الآخرون، وظهور النوبات خاصة عند الأطفال، وقد يحدث فقدان للوعي.
تغيرات في التعرق: في ضربة الشمس الناجمة عن الطقس الحار، يكون الجلد حاراً وجافاً عند لمسه، ومع ذلك، قد يبدو الجلد رطباً في ضربة الشمس الناجمة عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في الجو الحار.

الغثيان: يشعر المصاب بالانزعاج أو الرغبة في التقيؤ.
الصداع: وهو من الأعراض الشائعة التي تترافق مع ضربة الشمس.
زيادة سرعة التنفس: تزداد سرعة التنفس، ويشعر المصاب بضيق التنفس.
تسارع ضربات القلب: تزداد سرعة ضربات القلب لتبريد الأعضاء، مما يشكل ضغطاً على القلب.
احمرار الجلد: يصبح لون الجلد أحمر وشديد السخونة.
فقدان الوعي بصورة مفاجئة: يعد فقدان الوعي من أخطر أعراض ضربة الشمس، حيث يهبط ضغط الدم الانقباضي إلى ما دون 100 ملم زئبقي، ويصبح النبض ضعيفاً.
وعادة ما تستمر أعراض ضربة الشمس من 24 إلى 48 ساعة إذا لم تحدث مضاعفات خطيرة، و يشخص الطبيب الإصابة بضربة الشمس بناء على الأعراض الظاهرة على المصاب، ومع ذلك قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية لتقييم حالة المريض واستبعاد أي حالة مرضية أخرى قد تتشابه أعراضها مع أعراض ضربة الشمس.
ومن هذه الفحوصات ما يلي:
تحليل الدم: لقياس مستويات البوتاسيوم والصوديوم في الدم، للكشف عن وجود أي تلف في الجهاز العصبي المركزي.
تحليل البول: للكشف عن وظائف الكلى، وقد يشير البول الداكن إلى وجود مشاكل مرتبطةبالحرارة مثل الجفاف.
فحص العضلات: للكشف عن أي ضرر في أنسجة العضلات.
فحص الأشعة: إذ يلجأ الطبيب إلى فحص الأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أي ضرر قد يلحق الأعضاء الداخلية.
ينبغي طلب المساعدة الطبية لنقل المصاب إلى المستشفى، ولكن هناك بعض النصائح الهامة لإسعاف المصاب والسيطرة على أعراض ضربة الشمس قدر المستطاع، ريثما يتم إسعافه.
تهدف هذه الخطوات الإسعافية لتبريد حرارة المصاب، وتشمل:
إبعاد المصاب عن أشعة الشمس، ووضعه في مكان مظلل أو مكيف، وينصح باستخدام مروحة ووضعها بجانب المصاب، إذ تساعد التهوية في تحفيز التعرق والتبخر.
وتبريد حرارة المصاب، وذلك من خلال إزالة الملابس غير الضرورية، ووضع المصاب في حمام بارد، أو سكب الماء البارد على جسمه، أو وضع ملابس مبللة بالماء عليه.
وتجدر الإشارة إلى أهمية قياس درجة حرارة المصاب بميزان حرارة، والتوقف عن تبريد الجسم إذا هبطت درجة الحرارة وأصبحت بين 38.3 إلى 38.8 درجة مئوية.
ومساعدة المصاب على شرب السوائل الباردة، مع تجنب أي مشروبات تحتوي على الكافيين أو الكحول.
كما يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص الإصابة بضربة الشمس، كما يجب الانتباه إذا ظهرت أي من أعراض ضربة الشمس عند الأطفال، أو الرضع، أو كبار السن خاصة في موجات الحر الشديدة، وفي حال الخروج في الأجواء الحارة ينصح باتباع الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص ضربات الشمس مثل :
ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، فالملابس الداكنة تمتص أشعة الشمس بينما تعكس الملابس الفاتحة أشعة الشمس، بالإضافة لأهمية ارتداء قبعة، أو استخدام مظلة للوقاية من حرارة الشمس.
وشرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم للوقاية والتخفيف من أعراض ضربة الشمس المبكرة، إذ يتسبب الجفاف ونقص الأملاح في الإصابة بالعديد من مضاعفات ضربة الشمس، ويلجأ الرياضيون عادة لشرب المشروبات الرياضية؛ لتعويض نقص الأملاح أثناء التعرق.
وينبغي أن تشرب السوائل كل 15-20 دقيقة، حتى لو لم يشعر الشخص بالعطش.
والجدير بالذكر أن لون البول الفاتح يشير إلى أن الشخص يشرب كميات كافية من السوائل، أما البول الغامق فهو إشارة إلى معاناة الجسم من جفاف، وينصح بتقليل المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي أو القهوة، وكذلك تقليل الكحوليات.
مع تجنب التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة قدر المستطاع، وجدولة أوقات الخروج من المنزل لتكون قبل العاشرة صباحاً وبعد السادسة مساء، وإذا كان لابد من الخروج في أوقات الظهيرة، فينصح بأخذ أكثر من استراحة أثناء المشي أو ممارسة أي نشاط بدني.
والحرص على تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء شديدة الحرارة كالمشي مسافات طويلة، كما ينبغي على الأشخاص غير المعتادين على درجات الحرارة العالية أن يكونوا بمنأى عن أشعة الشمس المحرقة، ونيل فترات متقطعة من الراحة في مكان بارد، وتناول كميات وافرة من السوائل للوقاية والتغلب على أعراض ضربة الشمس المبكرة حال ظهورها.
والحرص على عدم ترك الأطفال أو كبار السن في سيارة مغلقة، حتى وإن كانت الشبابيك مفتوحة، فارتفاع الحرارة يكون سريعاً وخطيراً في أيام الصيف، وارتبط ذلك بالعديد من حوادث وفيات الأطفال بسبب حدوث ضربة شمس عند الأطفال.
والحرص على مراقبة أعراض ضربة الشمس المبكرة والعمل على معالجتها بالسرعة اللازمة.
ووضع واق شمسي يحتوي على عامل حماية (بالإنجليزية: SPF) يعادل 15 أو أكثر عند الخروج وقت النهار.

وتوخي الحذر عند تناول أي من الأدوية التي تؤثر على قدرة الجسم في الحفاظ على رطوبته والتخلص من الحرارة، ومن هذه الأدوية؛ بعض المضادات الحيوية، ومضادات الهيستامين. وكذلك بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأدوية القلب، مثل حاصرات بيتا، وقابضات الأوعية الدموية، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والأدوية المضادة للصرع، ومدرات البول، والملينات، بالإضافة إلى بعض حبوب تخسيس الوزن، وأدوية علاج حب الشباب التي تصرف بوصفة طبية، والأدوية غير المشروعة مثل الكوكايين و دمتم بصحة و أمان .

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فوائد تناول الكمون على معدة فارغة: تأثيره على الصحة والوزن

يعتبر الكمون من التوابل الشائعة التي تضيف نكهة رائعة للأطعمة، بالإضافة إلى أنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم. ولكن ماذا عن ...