آخر الأخبار
الرئيسية » الإفتتاحية » ضعف المتابعة الفاعلة

ضعف المتابعة الفاعلة

هيثم محمد 10 آذار/مارس 2021

بات المواطن يشكّك إلى حد كبير وأكثر من أي وقت مضى في جدوى العديد من التشريعات التي تصدر والكثير الكثير من القرارات التي تتخذها الجهات العامة، والندوات وورشات العمل التي تعقدها هذه الجهة أو تلك، والوعود والتصريحات التي يطلقها هذا المسؤول أو ذاك، والسبب يعود لعدم تنفيذها كما بجب ومن ثم عدم ترجمتها على أرض الواقع نتيجة ضعف المتابعة من قبل أصحاب القرار وغياب آليات العمل التي يفترض أن تؤدي إلى تنفيذ التشريعات أو القرارات أو المقترحات الصادرة أو المتخذة.

وضمن إطار ماتقدم أشير إلى أنه تم في منتصف 2010 إحداث مكتب في رئاسة مجلس الوزراء سمي ( مكتب المتابعات ) .. وحددت مهام هذا المكتب بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، لمتابعة تنفيذ القرارات والإجراءات الحكومية الصادرة عن الاجتماعات النوعية لرئيس مجلس الوزراء .. والقرارات المتعلقة بالمشروعات التنموية ( الاقتصادية – الخدمية ) ذات الطابع الاستراتيجي.. ومتابعة تنفيذ ملفات التعاون الدولي المتعلقة بالاتفاقات ومذكرات التفاهم وبرامج العمل التنفيذية والقروض والمنح والهبات.. إضافة لمتابعة الموضوعات والقضايا التي يرى رئيس مجلس الوزراء ضرورة متابعتها لتحقيق الأهداف المرجوة.

لكن بعد كل هذه السنوات أستطيع القول من خلال التواصل مع الكثير من المعنيين في أجهزة الدولة المختلفة والتواصل مع الكثير من المعنيين بقضية هنا وموضوع هناك.. أن عمل هذا المكتب لم يرتق إلى المستوى المطلوب منه.. وأن آلية عمله ومتابعته بقيت روتينية وبالتالي لم يشعر الكثير من المسؤولين المقصّرين في عملهم بوجود جهة تتابعهم وتساءلهم وتقول لهم: هنا قصرتم في تنفيذ هذا القرار.. وهناك تأخرتم في إنجاز هذا التكليف….الخ وحتى أن بعض الأمور التي لها صفة العجلة لم يتم التعامل معها ومتابعة إنجازها على هذا الأساس .. ونعتقد أن عدم تحديد مواعيد محددة لإنجازها وعدم وجود آلية جادة وفاعلة لمتابعتها من قبل المكتب أو غيره ساهم في هذا الواقع الذي انعكس وينعكس سلباً على المصلحة العامة.

وهنا أعود للقول إن نجاح هذا المكتب في تحقيق المهام التي أحدث من أجلها متوقف على أمور كثيرة، منها تفعيله وتأمين كل متطلبات ذلك وإحداث دوائر أو مكاتب في الوزارات والجهات العامة ( محافظات – مؤسسات – شركات – مجالس مدن وبلدات – بلديات – مديريات .الخ ) ضمن هيكلية ومهام وكوادر محددة.. وهذه الدوائر أو المكاتب تكون مرتبطة في عملها بشكل غير مباشر (عبر المسؤولين عنها) مع مكتب المتابعات في رئاسة مجلس الوزراء وبحيث تعمل جميعها ضمن سيمفونية أو آلية متكاملة، مع ضرورة استجابتها وبكل شفافية لطلبات وسائل الإعلام بخصوص عملها، وبحيث تنعكس متابعاتها وماتنشره وسائل الإعلام سلباً أو إيجاباً عنها بشكل إيجابي على العمل وتنفيذ الخطط والبرامج المقررة.. وبالمحصلة على مصلحة الوطن والمواطن.

وأعتقد أن عدم التفعيل المطلوب وعدم إحداث مثل هذه الدوائر أو المكاتب في جهاتنا العامة تكون مرتبطة بصاحب القرار مباشرة، ومن ثم بالمكتب الموجود في رئاسة مجلس الوزراء.. إضافة لغياب مبدأ المساءلة والثواب والعقاب ،من شأنه عدم تحقيق النتائج المرجوة أبداً.. وبقاء الأمور تدور في حلقات مفرغة إلى حد غير قليل تماماً كما يحصل الآن في الكثير من القضايا والموضوعات التي نقرأ ونسمع في اعلامنا عن قرارات واجراءات اتخذت بشأن معالجتها لنفاجأ بعد فترات قصيرة او طويلة انها لم تعالج لأسباب غير مبررة بمعظمها ولا داعي للأمثلة فهي أكثر من تعّد وتحصى !

(سيرياهوم نيوز-الثورة10-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“زيتون طرطوس”..!

  رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد   رغم أن الدراسات التاريخية والاكتشافات الأثرية أثبتت أن سورية هي الموطن الأصلي لزراعة الزيتون التي يعود تاريخها لنحو ستة ...