آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » طاجيكستان نحو نهضة علمية شاملة
Screenshot

طاجيكستان نحو نهضة علمية شاملة

 

 

شهلا خان مراد علي

 

 

لقد جعلت جمهورية طاجيكستان، شأنها شأن سائر الدول فيالعالم، من النهضة العلمية الشاملة هدفًا من أهدافها الاستراتيجية. وها هي تمضي اليوم قدماً نحو تحقيق هذا الهدف عن طريق نشر التعليم العام والمهني والعالي، إيماناً منها بأن المواطن المثقف المتنور والممسك بناصية العلم هو الذي منوط به تكريس الاستقلال والسيادة وتعزيز الهوية الوطنية وضمان التنمية المطردة للبلاد.

هذا ما أكّد عليه فخامة رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان في اجتماعه الأخير مع أهل العلم وكوادر التعليم مشيراً إلى ما تقوم به الدولة من إجراءات وخطوات لرعاية هذا المجال الحيوي الاستراتيجي.

وبالتحديد، تم في السنوات الأخيرة اعتماد عدد من التشريعات، مثل قانون “حول العلوم وسياسة الدولة بشأن العلوم والتكنولوجيا”، وقانون “حول أكاديمية العلوم في جمهورية طاجيكستان”، وقانون “حول النشاط الابتكاري” لدعم العلوم، منها العلوم الأكاديمية ومجالاتها المختلفة.

كما ركّز فخامته في توجيهاته على التعمق في دراسة التاريخ وتسخير منجزات السلف لمصلحة مستقبل التقدم والازدهار، قائلاً “إن الأمة المنقطعة عن ماضيها كسفينة بلا بوصلة، تائهة في بحر من عدم اليقين، وأن العلماء والمثقفين هم بمثابة حراس الذاكرة الوطنية، ينقلون التراث والعلوم من جيل إلى آخر، ومن خلال دراسة التاريخ وتحليل الحاضر واستشراف المستقبل يسهمون في تعزيز الشعور بالهوية وبالقيم الوطنية”.

ولا شك أنه من أولويات سياسة الدولة في طاجيكستان تطوير قطاع التربية والتعليم لإعداد جيل المستقبل المتعلم المثقف الواعي المنفتح على العالم، والموهوب القادر على صنع الحاضر والمستقبل والتغلب على تحديات الزمن، وحمل رسالة وطنية سامية في إحراز التقدم والرقي. ويعتمد تحقيق هذه المهمة على خطط وبرامج ومشاريع تعليمية طموحة وسن تشريعات تنص على مسؤولية الأسرة والمجتمع والدولة في التربية والتعليم وبناء مؤسسات تعليمية من رياض الأطفال إلى مؤسسات التعليم العالي، وتحديث وسائلها ومناهجها التربوية والتعليمية.

يوجد اليوم في البلد حوالي 4 آلاف مدرسة للتعليم العام مع إلزامية التعليم 11 سنة بدلاً من 9 سنوات كما كان معمولا من قبل، ويزيد عدد المعلمين في البلد عن 130 ألف معلم ومعلمة وجميعهم متخرجون من كليات وجامعات التربية ومؤهلون لتعليم الجيل في حب الوطن وطلب العلم. كما أن عدد الجامعات التي لم يكن عددها يتجاوز قبل الاستقلال الآحاد، وصل اليوم إلى 40 جامعة منتشرة في العاصمة دوشنبيه ومختلف مدن طاجيكستان، وأعظمها جامعة طاجيكستان الوطنية العريقة بعلو شأن أساتذتها وكثرة عدد كلياتها وكراسيها، وأعداد أخرى من المعاهد والكليات المتخصصة الفنية والمهنية، وتتميز قاعات التدريس في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات بالأناقة وبالنظافة وبحداثة الوسائل والمقاعد.

إنها، فعلاً، صروح للعلم والتعليم تدل على مدى اهتمام الدولة بها والحرص على جعل التعليم منطلقاً إلى النهضة والتقدم، وأن يتم ترسيخ طلب العلم في نفوس جيل الناشئة كفريضة، ومن هنا نجد آلافاً وآلافاً من شباب طاجيكستان يطلبون العلم في الداخل وفي أشهر جامعات العالم في روسيا والصين ودول غربية، مما يبشر بالخير.

كما أنه من بشائر الخير إطلاق مبادرات لإقامة مسابقات سنوية بين طلبة المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها مثل “الكتابُ مشكاة صبح المعرفة” و”العلم مشكاة المعرفة” وهي تزرع في نفوس جيل الناشئة حب الكتاب والمطالعة واقتناء ناصية العلم، والتركيز على العلوم الطبيعية والدقيقة والرياضيات وترويج فكرة الابتكار والاختراع للحاق بركب التقدم العلمي والتقني العالمي، وتم في العاصمة بناء أكبر مكتبة وطنية تستقطب القراء بروعة مبناها وكثرة ما فيها من كتب، حيث أنها تحتوي على 6 ملايين كتاب، كما أن في طاجيكستان أكثر من 70 مكتبة مركزية و1290 فرع للمكتبات برصيد 16 مليون نسخة من الكتب وحوالي 4 آلاف مكتبة لدى المدارس و76 مكتبة للأطفال وأكبرها مكتبة ميرسيد ميرشكر للأطفال بمدينة دوشنبيه، وأعداد من المكتبات الشخصية.

ويصب في هذا الإطار تلك التشريعات الموجهة لمحاربة التطرف الديني، ومنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة والمؤسسات الاجتماعية وغير ذلك من قوانين تحد من تأثير رجال الدين على جيل الناشئة.

وليس ببعيد ذلك اليوم الذي نرى طاجيكستان فيه في صفوف الدول المتطورة بعلومها وإنجازاتها وابتكاراتها العلمية والتقنية.

 

شهلا خان مراد علي

باحثة في قسم الشرق الأوسط والأدنى

بمعهد دراسة قضايا بلدان آسيا وأوروبا

لدى الأكاديمية الوطنية للعلوم في طاجيكستان

* كتب هذا المقال على هامش اجتماع رئيس طاجيكستان بأهل العلم والتعليم في 30 مايو/أيار عام 2024

 

 

(موقع سيرياهوم نيوز الالكتروني-٣)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأمم المتحدة تنشر خمسة مبادئ عالمية لمكافحة التضليل عبر «الإنترنت»

نشرت الأمم المتحدة أمس خمسة مبادئ لمكافحة المعلومات المضلّلة التي تنشر عبر الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، ولإصلاح النموذج الإعلاني لشبكات التواصل الاجتماعي. وجاء في بيان للأمين ...