آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » طارت الموازنة .. !! 

طارت الموازنة .. !! 

 

سلمان عيسى

 

من يتابع تصريحات بعض الوزراء يقتنع تماما ان هناك هوة واسعة جدا .. وتتوسع كل يوم بين الواقع والتصريحات .. ويقتنع ايضا ان ( يد الله ) في كل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية .. وان عموم المواطنين هم عالة على هذه الحكومة التي تعمل ليل نهار لتضليلنا ..

نعلم ان مجلس الشعب ناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام الحالي قبل بداية هذا العام ووافق عليه كما وصله من الحكومة .. حيث بلغت الموازنة العامة هذا العام ٣٥ الف مليار وخمسمائة مليار ليرة بالتمام والكمال .. ولشدة ما تفاءلنا، قلنا وقت اعلانها ان ( سورية ستقبر الفقر ) .. وبدأنا ننتظر الى ان طالعنا وزير الكهرباء في تصريح ناري : الحكومة تدعم الكهرباء ب ١٨ الف مليار ليرة .. اي بأكثر من نصف الموازنة، ورغم كل هذا الدعم فان نظام التقنين لم يتغير، ساعة وصل وخمس ساعات قطع – الا في اليومين الاخيرين حيث تم زيادة ساعة وصل – واعتقد انها حالة مؤقتة ..

وخرج علينا بعدها وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ ايام في تصريح اشد ايلاما يقول : ان الحكومة تدعم الخبز ب ١٣ الف مليار ليرة – الخبز فقط ..؟

اذا الحكومة تدفع ٣١ الف مليار ليرة لدعم مادتين هما الكهرباء والخبز .. وقد نسي وزير التجارة الداخلية ان يذكر ما يقدم للسورية للتجارة من مبالغ .. ضمن موازنتها .. او على شاكلة اعانات حكومية، لدعم المواد الاساسية.. ارز وسكر وزيت فقط .. وما تبيعه من منتجات التجار الكاسدة في صالاتها ..

طارت الموازنة .. ونحن مجبرين على ان نعيش بأربعة آلاف ونصف المليار للرواتب والتعويضات واذونات السفر وولائم السادة الوزراء ..

نحمد الله ان السيد وزير التربية لم يصرح عن المبالغ التي تدعمها الدولة في طباعة المناهج وتكلفة الامتحانات .. وان وزير النفط لم يمننا حتى الآن بارقام دعم الغاز والبنزين ومازوت الزراعة والتدفئة والمشافي والافران ..

ومازال وزير الزراعة يلتزم الصمت حيال دعم الاعلاف والسماد والبذار والمبيدات .. ولم يتحدث وزير الاتصالات عن دعم قطاع الاتصالات رغم ارتفاع اسعار خدمات الاتصالات بشكل متكرر وكبير .. وزير الري .. ووزير الصناعة .. اما الصحة فهنا دعم قطاع الدواء من معامل ومستودعات .. وخدمات المشافي المدعومة جدا، لذلك فقد اقترح الوزير منذ ايام ان تكون خدمات المشافي والمراكز الصحية، من استشفاء وعمليات مجانية.. مأجورة ،لكنه لم يحدد لنا البرنامج الزمني للتنفيذ حتى نمرض ونستفيد من الخدمات المجانية قبل ان يعمل على خصخصة الخدمات في هذه المرافق ..

بعد ان يعدد السادة الوزراء ارقام الدعم والوسائل والبنود المدعومة سنصل الى نتيجة لا مفر منها .. ان الدولة تستدين ( دون علم مواطنيها .. وحتى لا تنغص عليهم حياتهم – تستدين حتى لا يشعر المواطن بالفرق .. وبمدى الجهد الذي تقدمه الحكومة لإسعادهم ..)!

لذلك فأنني اقترح ان تنزل كل فئات الشعب – خاصة الفقيرة منها ، الى الشوارع للشحادة .. نعم ان يشحد كل الفقراء في الشوارع والساحات .. المؤسسات والوزارات .. المديريات والجوامع .. المراكز الصحية والمشافي .. ويقدمون المبالغ التي حصلوا عليها الى الحكومة حتى ( تشيل ) عنها بعض هم الدعم الذي قال عنه السيد رئيس الجمهورية ( ان هناك الكثير من الملاحظات على اساليب الدعم لأنها قد تؤدي الى الفساد ) .. خاصة في الخبز والسورية للتجارة -وهذا رأينا ومن خلال متابعتنا – في اكياس النايلون والخميرة .. وتهريب الدقيق التمويني .. وللعلم فأن سعر الكيس الطحين المقدم للأفران العامة والخاصة ١٥٠٠ ليرة .. ويباع ب ٣٠٠ الف ليرة تهريبا .. وال ١٥١٠٠ كغ ( الطرطوسية ) اليومية خير دليل .. وهناك الكثير لنقوله .. وسنقوله .. والنايلون .. قريبا ..؟!

 

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...