syriahomenews أخبار سورية الوطن
الدكتورة سلوى الهزاع، من أولى السعوديات اللواتي تم تعيينهن في مجلس الشورى السعودي عام 2013.
لُقبت بطبيبة عيون الملوك والأمراء، وطبيبة القارات الخمس كعضو تنفيذي للمجلس الدولي لطب العیون، فكانت السيدة الأولى والوحيدة من القارات الخمس في هذا المنصب لتُلقب بطبيبة القارات الخمس.
عام 2005، اختارتها مجلة “فوربس” العالمية كواحدة من “أقوى النساء العربيات تأثيراً”. ولعل آخر إنجازاتها تأسيسها “سدم”، الشركة السعودية المتخصصة بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الحياة.
في ظل مسيرة طويلة من النجاحات رغم التحديات الكثيرة في مجتمع حارب المرأة قبل أن يشرع أبوابه لها في كل القطاعات، تتحدث الهزاع اليوم لـ”النهار” بمناسبة اليوم الوطني السعودي عن المشهد الطبّي في المملكة، والإمكانات التي وفرتها “رؤية 2030” لهذا القطاع.
1. ماذا أضافت رؤية 2030 إلى طموحات الدكتورة سلمى الهزاع؟
رؤية السعودية 2030 شكّلت إضافة نوعية إلى طموحاتي كطبيبة ورائدة أعمال وباحثة وأكاديمية، إذ التقت مع مسيرتي الطويلة في الطب والبحث والتقنية والخدمة العامة. ففي مجال تمكين المرأة والقيادة، وفّرت الرؤية منصّات أوسع لمشاركة المرأة في مواقع اتخاذ القرار والبحث العلمي، وهو ما يتناغم مع مسيرتي.
ومن خلال محاور الاقتصاد المعرفي والصحة الرقمية، منحت الرؤية زخماً لمشاريع طموحة في الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، وهي مجالات لطالما دعوت إليها لتعزيز مكانة المملكة عالمياً.
كذلك، جعلت رؤية 2030 الطموح السعودي أكثر انفتاحاً على الشراكات الدولية، وأصبحت جهودي جزءاً من مشروع وطني أشمل.
لذا يمكنني القول إن رؤية 2030 لم تغيّر فقط حجم طموحاتي، بل وسّعت إطارها الوطني والعالمي، وحوّلت إنجازاتي الفردية إلى لبنات في مشروع وطني شامل للابتكار والتمكين.
2. ماذا غيّرت الرؤية في المشهد الطبّي العام في المملكة؟
رؤية 2030 أحدثت تحوّلاً جذرياً في المشهد الطبي، إذ انتقلت به من نموذج علاجي تقليدي إلى منظومة صحية مبتكرة ومتكاملة، يمكن تلخيصها في تغييرات عدة، أبرزها الانتقال من العلاج إلى الوقاية والكشف المبكر (الأمراض المزمنة، السرطان، أمراض العيون…) وإدماج منصات مثل صحتي وموعد، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتحليلات الطبية الضخمة لتسريع التشخيص وتحسين جودة الرعاية.
كذلك، بدأت المملكة تحفيز الاستثمار في الأدوية واللقاحات والتقنيات الحيوية، بدلاً من الاعتماد شبه الكامل على الاستيراد. هذا إضافة إلى تمكين الكفاءات الوطنية وفتح مسارات أوسع لتأهيل الأطباء والباحثين السعوديين، وتمكين المرأة خاصةً في مواقع قيادية وبحثية.
في المحصلة، غيّرت رؤية 2030 الطب السعودي من كونه خدمة صحية إلى كونه ركيزة استراتيجية للاقتصاد المعرفي وجودة الحياة.
3. كيف تصفين مستوى تبنّي التكنولوجيا الطبّية في السعودية مقارنةً بالمشهد الإقليمي والعالمي؟
التكنولوجيا الطبّية في المملكة متقدّمة إقليمياً وطموحة عالمياً.
فالمملكة تتصدّر المشهد الخليجي والعربي في رقمنة الخدمات الصحية مع وجود منصات وطنية مثل صحتي وموعد، واعتماد السجلات الطبية الإلكترونية على نطاق واسع، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض (مثل السكري وأمراض العيون)، جعلها مرجعاً لدول الجوار التي ما زالت في مراحل متفرقة من التحول الرقمي.
وعالمياً، لا تزال في طور اللحاق بالقوى الكبرى في مجالات مثل الطب الدقيق والجينوميكس العلاجية، وإن تكن حققت قفزات سريعة في سنوات قليلة، وصارت شريكاً في أبحاث وشراكات عالمية، خصوصاً في الذكاء الاصطناعي والطب الجيني.
ورغم التقدم، ما زالت هناك فجوات في توطين صناعة الأجهزة والتقنيات الطبية، وفي إعداد الكفاءات المتخصصة بما يوازي الطموح. وقد تصبح السعودية مركزاً إقليمياً للتقنيات الطبية المتقدمة خلال السنوات المقبلة إذا استمرت وتيرة الاستثمار والحوكمة الحالية.
4. هل يمكن أن تحدثينا عن بعض الابتكارات أو المشاريع الرائدة التي تشاركين في العمل عليها حالياً في مجال التكنولوجيا الصحية؟
شركة سدم التي أترأسها تشخّص الأمراض المزمنة عبر الذكاء الاصطناعي. فهي تلجأ إلى صور الشبكية (retinal imaging) لتشخيص مراحل مرض سكري العيون، ما يتيح الكشف المبكر.
وتعمل الشركة أيضاً على نماذج توليدية (Generative AI / Large Language Models) للإجابة عن استفسارات مرضى السكري، وتُخطّط لتطوير تشخيص أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع الضغط، الزهايمر، وأمراض الكلى، إضافة إلى أمراض عينية أخرى مثل الجلوكوما والتنكس البقعي المرتبط بالسن.
ويتعاون مركز الملك سلمان الاجتماعي و شركة سدم وجمعية أثر الصحية لتقديم فحص مجاني باستخدام تقنية “الفاحص الذكيّ” المبتكرة، التي صُمّمت خصيصاً للتشخيص المبكر لأمراض سكري العين، وهو ما يشكل خطوة حاسمة في الحد من انتشار العمى.
5. ما تمنياتك في اليوم الوطني السعودي؟
تمنياتي أن يحصل كل مريض مواطن ومقيم على حقه في التشخيص المبكر والعلاج الحديث دون تمييز في المكان أو القدرة المادية، وأن ينخفض عدد حالات فقدان البصر الناتجة عن أمراض يمكن الوقاية منها مثل السكري والجلوكوما بالفحص المبكر.
الى ذلك، أتمنى أن تصير مركزاً رائداً عالميّاً في أبحاث وابتكارات العيون والطب الدقيق، لا مجرد متلقٍ للتكنولوجيا، وأن أرى أبناء وبنات الوطن يقودون المشهد الطبّي والعلمي، مستفيدين من رؤية 2030 في تمكين المرأة والشباب.
باختصار، أتمنى أن أرى طبّاً سعودياً رائداً، ومجتمعاً يتمتع بصحة وجودة حياة عالية، وعالماً تُسخَّر فيه التقنيات الطبية لإنقاذ البصر والارتقاء بالإنسان أينما كان.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار
