سعاد سليمان
هل يعقل أن نسمع أن بعض أحياء في مدينة طرطوس هي اليوم عطشى , وتحتاج إلى مياه للشرب بينما نرى مشاهد لنساء , أو رجال يقومون بغسل مداخل بيوتهم والرصيف الملاصق لها باستخدام ” النبريش “,الأنبوب المطاطي الطويل و تسيل المياه في الشارع المجاور كسيل جارف , والحجة تنظيف مدخل البيت , والرصيف الملاصق له فقط , حيث يتحول هذا الرصيف إلى غرفة جلوس هربا من حر الصيف داخل المنزل !! ؟
ظاهرة تدعو للتساؤل : أين بلدية طرطوس من هذه الظاهرة , وقد كنا نسمع عن عقوبات رادعة لمثل هذا الفعل فيما مضى , ومنذ سنوات خلت !!
خاصة وأننا نسمع اليوم عن عطش أصاب بعض القرى , وبعض أحياء المدينة !!
سؤال آخر يطرح نفسه في غمرة الظواهر العجيبة اليوم !!
هل يعقل أن تتكوم أكياس القمامة لأيام متتالية في شارع سياحي مثلا , أو مقابل فندق يأتيه زبائن من محافظات أخرى للسياحة , أو أمام حديقة عامة , مقابل الكورنيش البحري الذي يعتبر الملجأ , والملاذ لراغبي السياحة المجانية حيث البحر الجميل , والرصيف الواسع لأناس من مختلف المحافظات السورية , يجمعهم بمحبة .. وحيث تفرح القوارض ليلا , وتنتشر لتلم رزقها ببساطة , وأمام زوار الحدائق دون خوف !!
وسؤال يتكرر : أين عمال النظافة , بل أين الجهات المختصة التي تمنع هذه الظواهر المؤذية , والمؤلمة معا .
والأهم .. ظاهرة تفشي استغلال الحدائق العامة , لتتحول إلى مقاهي بطاولات , وكراسي بلاستيكية تملأ الأمكنة , وتقديم الطلبات للزبائن على أصوات موسيقا مرتفعة متدنية الحدود حتى مستوى لقلة الاحساس , والذوق , في زمن الانحطاط الذي نعيش , واقع يمنع رواد الحدائق من الجلوس على مقعد الحديقة الذي وضع للزوار دون مقابل , وموسيقى تمنع سكان الشارع من النوم حتى ساعة متأخرة من الليل !!
والأهم ..
أمام الكورنيش البحري الجميل ما تزال تقف بحزن البيوت التالفة , أما أصحابها فيلفهم الحزن من واقع لا يعرفون له نهاية , ولا حلا ..
وقد غادرهم من غادرهم من أصحابها الأولين إلى ديار الحق هم , وأحلامهم الوردية .. إلى متى ؟!
طرطوس .. المدينة الجميلة ببحرها , بطبيعتها الساحرة تحتاج لمن يحبها , لمن يرى بعين الواجب , والحق , وبقوة القانون فقط .
(سيرياهوم نيوز1)