طرطوس _ ربا احمد
قد لا يذكر الكثيرون أن محافظة طرطوس عاشت سنوات بانتظار إقلاع معمل وادي الهدة لمعالجة النفايات الصلبة أملا بالتخلص من ٦٢ مكباً للقمامة كانت تشكل كارثة بيئية وصحية على كافة المناطق المحيطة بها.
واليوم وبعد اقلاعه بخمس سنوات واغلاق ٣٠ مكبا تعود المحافظة الى نقطة الصفر من جديد وتطرح فكرة إقامة مطامر صحية للنفايات التي لا يستطيع المعمل استيعابها ومعالجتها كأحد الحلول الاسعافية ، سيما بعد حادثة شهر آب وتسرب رواسب القمامة المجمعة في المعمل الى المياه الجوفية وتلوثها وحالة الإحتجاجات الشعبية التي حصلت وقتها كون كمية النفايات الواردة تقدر ب ٦٥٠ طن والكمية المعالجة ٤٥٠ طن اي هناك ٢٠٠ طن يوميا يجري طمرها في المعمل بينما تبلغ كمية النفايات الإجمالية في المحافظة ٨٥٠ طن.
وللوقوف عند خطط إدارة النفايات الصلبة بطرطوس للمشكلة التقت “الوطن” مدير الدائرة م.وسام عيسى الذي أكد أن معمل معالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة غير قادر على معالجة كامل كمية النفايات الواردة اليه الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية مستقبلا لذلك سعت إدارة النفايات الصلبة إلى التفكير بحلول لمعالجة هذا الواقع أحدها القيام بإعداد دفاتر شروط فنية لاستثمار معمل وادي الهدة من أجل تحسين المعالجة وزيادة الطاقة الإنتاجية وتخفيض نفقات التشغيل وهو قيد الاعلان حاليا.
والحل الاخر سيكون بإقامة مطامر صحية في المناطق البعيدة لتخفيف أعباء نقل القمامة إلى معمل وادي الهدة وتخفيض كميات النفايات الواردة إلى المعمل.
ويجري حاليا البحث لتخصيص موقعين أحدهما في منطقة مشتى الحلو وآخر في منطقة القدموس بحيث تكون مطامر لقمامة المنطقتين فقط كي لا تنقل الى المعمل.
وعن إمكانية توفر الشروط الفنية والصحية فيها ، لفت عيسى إلى أن الاراضي ستكون أملاك دولة وبمساحات كبيرة قد تبلغ كما أرض منطقة مشتى الحلو /٥٠/دونم وستطبق فيها الشروط الصحية من مواد كتيمة وتعقيم بحيث لا تلوث المياه الجوفية ولا تكون بيئة للروائح أو الذباب ، مع العلم بأن كافة المحافظات السورية تستخدم المطامر الصحية وطرطوس كانت السباقة في إنشاء معامل فرز وسماد.
واما الخيار الثالث فهو إمكانية إقامة معمل جديد يتم من خلاله معالجة كميات القمامة الزائدة وذلك من خلال بعض العروض الإستثمارية التي تقدم إلى المحافظة.
وعن سبب التريث بتخصيص محافظة طرطوس بألف دونم في بادية حمص لتكون مطمرا صحيا لنفايات طرطوس أوضح عيسى أن السبب يعود لعدم وجود جدوى اقتصادية والكلف المرتفعة للمشروع.
ولكن السؤال أيّ مطامر هذه في منطقة سياحية وزراعية ؟؟ ولماذا القطاع الخاص قادر على تشغيل المعمل وادارته عاجزة عن ذلك ؟؟؟؟ ولماذا دائما ننتظر المشكلة لتحصل لنتعامل معها ولا نستبق عدم حصولها أصلا ؟؟؟؟
(سيرياهوم نيوز-الوطن11-11-2021)