سلمان عيسى
في طرطوس اعلى برج في سوريا .. برج سكايا ٣٢ طابقا .. ويلحقه برج آخر ب ٢٦ طابقا .. وتتوالى الابراج .. ترتفع اسعار المساكن وبدلات الايجار ويعيش الناس ازمة سكن كبيرة خاصة بعد مضي اكثر من ١٧ عام على وضع حجر الاساس للسكن الشبابي .. على سبيل المثال .. قضت طرطوس على الأمية منذ اثني عشر عاماً .. وتسجل فيها أعلى نسبة تحصيل علمي ومازال هؤلاء ينتظرون للوقوف في طوابير المسابقات مرة .. ولتقديم الأوراق.. وقراءة النتائج.. وندب حظوظهم بعدها .. ومع انه صدر مرسوم باستملاك ارض مساحتها سبعين هكتاراً لجامعة طرطوس منذ حوالي خمسة عشر عاما.. مازال حوالي خمسة وثلاثين الف طالب وطالبة مشتتين في إحياء المدينة وريفها في كليات متناثرة ضمن أبنية هنا وهناك تفتقر لأدنى الخدمات العلمية والإدارية.. يتدافعون على السرافيس وباصات النقل الداخلي .. ويتحملون كل المشقات .. لأن ما يرصد لها سنويا لا يكفي لبناء ملحق خدمات في فيلا مسؤول رفيع .. لذلك فقد رفض رئيس الجامعة السابق منحة حكومية بمبلغ مليار ليرة .. تم انشاء كورنيشاً بحرياً .. شرقه الفقر .. وغربه الماء وارواد .. وعليه عشرات السيارات الفاجرة والكلاب والدراجات ..لكن المفارقة أن الروائح الكريهة مازالت ( تعبق ) منه بالقرب من ساحة المهرجانات و من خط الصرف بالقرب من نادي الضباط .. قد يبدو محظوظا من يستطيع الوصول الى الماء .. ويبلل قدميه بعد ان اصبحت الشواطئ المفتوحة .. مغلقة الا بدفع المال خاصة بعد بناء سور في أول الأحلام.. ولا يمكنك الدخول الا من الباب ولم يتم تحديد الفئة النقدية .. رغم أن الكمية المعطاة لطرطوس من الطاقة الكهربائية هي قليلة جدا فهي على هذا الحال لأشهر طويلة دونا عن غيرها فهي تعبر أسلاك منزلك اربع مرات يوميا .. قد تكون لساعة أو ثلاثة ارباعها أو نصفها .. وتبقى الخطوط الساخنة القائمة حاليا تسحب الكثير منها .. ما يعادل ثلث حصة المحافظة .. والمتوقع أن تسحب كميات أخرى اذا ما تمت الموافقة على تشميل مشاريع سياحية أخرى.. لأن تجميل الكورنيش سيغطي العيوب الظاهرة شرقه ويطمس مظاهر فقر السكان .. فالمحافظة تصنف سياحية في بعض الوقت .. وزراعية بعض الأحيان وصناعية اذا لزم الامر .. وهنا يمكن تمديد الخطوط الساخنة .. لكن ورغم أن طرطوس تسجل أعلى نسبة هطل مطري، الا أن العطش يخيم على غالبية مناطقها حتى في عز الشتاء .. رغم ذلك فإن مشاريع ربط مضخات المياه بالكهرباء متعذراً.. ليس العطش وليد اليوم بل أن المحافظة تعاني منه من عشرات السنين ايام كانت العقود توقع ويعطى أمر المباشرة في جلسة شاي ..! تناوب على كرسي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك اربع أشخاص خلال حوالي ستة أشهر.. ارتفعت فيها الأسعار وغابت عنها الرقابة .. فحش التجار وأصبحت اسعار الخضار فيها مثلا اغلى من أي محافظة أخرى.. مع انها محافظة إنتاج.. يرسل القرار بالواتس .. أو عبر الفاكس .. وعليكم التنفيذ .. لا يهم السوق ولا الأسعار.. المهم راحة التجار بعد أن انصب جهد الرقابة على افران الدولة وصالات السورية للتجارة .. وتركت الأسواق على غاربها.. لا حسيب ولا رقيب ..! في طرطوس أكبر مركز للتنمية الريفية في التون الجرد سرقت منه أكثر من خمسين بطارية للطاقة الشمسية وقد كتبنا أكثر من مرة عنها .. لا سؤال .. لا جواب وكأن أحد لم يقرأ .. والظلام يستر أصحاب النوايا الخبيثة .. زوايا اخرى تتعلق ببلدية طرطوس قد تجد طريقها إلى النشر قريبا .. استثمار الكراج الجديد مثالا ..!؟
(سيرياهوم نيوز٦-العاشر من حزيران٢٠٢٢)