يونس خلف
طفح الكيل .. نعم طفح الكيل ليس الآن وإنما منذ زمن طويل ، لكن ربما اليوم نستذكر فقط أننا تأخرنا في استعادة قمحنا ونفطنا وموارد طاقتنا في ظل حصار يريدون به تركيعنا و إذلالنا ، أو قتلنا جوعاً .
طفح الكيل ليس اليوم .. وإنما منذ أن بدأت قوات الاحتلال الأميركي والعصابات التي تنفذ أوامرها بحرق المحاصيل والاستيلاء على أراضي الفلاحين وزراعتها وحصادها.. ومنذ أن بدأت الميليشيات التي تعمل بأوامر من الأميركي على اختطاف الشباب وتجنيدهم في صفوفها ، ومنذ أن بدأت تغلق المدارس الحكومية وتمنع تعليم المنهاج التربوي المعتمد من وزارة التربية ، صحيح ان المواطن في الحسكة استطاع أن يتعامل مع كل ذلك بحكمة وصبر ، واستطاع أن يتحمل كل الممارسات بما فيها قطع شرايين الحياة من مياه وكهرباء وطرق، لكن السؤال اليوم إزاء الحصار الجائر الذي تعاني منه مدينة الحسكة : ما العمل .؟
عندما يتم قطع الشوارع ومنع مرور السيارات ومنع المواطنين من تأمين احتياجاتهم الأساسية من الخبز والمواد التموينية ، هل نرضخ ونستسلم، ونكتفي بالتنديد. ؟ أو أننا نهرب حتى من التنديد لنرمي كرة من يفعل ذلك في مرمى الحكومة ونقول :إنها لا تستطيع تأمين الكهرباء والغاز والمازوت ، والمواد التموينية .
وماذا بعد ؟ هل نبقى متفرجين ونلوم بعضنا بعضاً ؟ ماذا بعد .. ونحن نعلم إنه بإمكاننا أن نكون فاعلين ومؤثرين عبر المقاومة الشعبية لمواجهة المحتل الأميركي وأدواته وميليشياته التي تحاصر المواطنين وتهددهم بالتجويع والاختطاف والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة .
لقد آن الأوان أن نطرد المحتل وأدواته ونستعيد مواردنا ، ونعيد الاستقرار لكلّ شبر من أرضنا ونتخلص من كل المنغصات الناجمة عن الاحتلال وتداعياته . ولكن كيف يتحقق ذلك بلا مقاومة ؟ وأين دور المؤسسات والفعاليات صاحبة الشأن في تفعيل المقاومة وتنظيم صفوفها ولماذا يستمر غياب هذه المؤسسات ودورها حتى عندما يطفح الكيل .؟!
(سيرياهوم نيوز-الثورة19-1-2021)