غانم محمد
ما في بصل.. قسم كبير من صالات السورية للتجارة تعطيك نفس الجواب!
القصة ليست كبيرة جداً، فالمواطن لن يموت من دون البصل، لكن أن يتحول البصل إلى محور تصريحات رسمية خلال الأيام القليلة الماضية، ويطغى على أخبار المنكوبين بالزلزال، ويأتي الحديث الرسمي على أنّ توزيع البصل عبر البطاقة الذكية هو ذكاء كبير، وكأنه (فتح مبين)، فهذا والله موجع جداً..
المستهلك أيّها السادة موجود أيضاً في الريف، وليس لدى كل أبناء الريف أراض زراعية، ومن حقه أن ينعم بـ (رائحة البصل) بعد أن نسيَ رائحة (الشواء) مثلاً، فأين بصلكم الموعود؟
على فكرة، وكما قادوا (أزمة المتة) وحتى الآن لم تصل رسالة المتة على بطاقتهم الذكية، فإن البصل يسلك الطريق ذاته، فقط يطلقون (بوالين) ويعتقدون أن المشكلة انتهت..
للمرّة المليون نقول إن نظام (البطاقة الذكية) من حيث الفكرة جيد جداً، لكن العيب في التنفيذ، وفي قدرة السورية للتجارة على تغطية كل القطر، وتحقيق العدالة في طرح كل السلع في كل صالاتها!
في مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك يتحدثون عن تدخلهم (الإيجابي) ويضحكون على أنفسهم بأن كل الشعب يستفيد من هذا التدخّل، والحقيقة أن هذا التدخل مقتصر على 10% أو أقلّ من عدد صالات السورية للتجارة، ومن يقول غير هذا فهو خارج الواقع…
حتى الآن لم نرَ البصل، وسابقاً لم نحصل على المتة، ولا على الفروج، ولا على الخضار، والسبب أن تصنيفنا الإداري ريف وليس مدينة، وإذا ما أردنا الحصول على البصل علينا أن نقطع 30 كم حتى نحصل على (2 كغ) منه، فتصوروا يا رعاكم الله.
من يستمع إلى تصريحاتهم يعتقد فعلاً أنّهم لا ينامون من أجلنا، وأنّهم فعلاً لا يجدون بصلة في بيوتهم، ونحن الشعب، نسرف في نقّنا ولا شيء يعجبنا.. (شعب بدو عفو الله)!
(سيرياهوم نيوز1-خاص)