“عبور جديد”.. هكذا وصف سياسيون وخبراء عملية “طوفان الأقصى” التي فاجأت بها حماس دولة الاحتلال الإسرائيلي ردا على الحكومة الإسرائيلية الأشد إجراما وتطرفا وعنصرية،وما تقوم به من اعتداءات وتطهير عرقي.
الكل بات مترقبا لتوابع الحدث الجلل الذي أصبح حديث العالم شرقا وغربا.
في البداية يؤكد المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين أن أصحاب الحق يستردون حقهم وإن صمتوا، مؤكدا أهمية مراكمة بطولات صغيرة وصولا إلى الانتصار الكبير.
ويضيف ياسين لـ “رأي اليوم” أن الاعتداءات على الأقصى لا تردها التصريحات الخجول وإنما تردها القوة العسكرية التي لا تفهم إسرائيل لغة سواها.
وقال إنه فوجئ بهذا المستوى الذي وصلت إليه المقاومة، مؤكدا أن صاحب الحق لا ينام، منددا بالذين لا دور لهم سوى اكتناز المساعدات.
ياسين قالها صراحة ودون مواربة: الولايات المتحدة هي عدونا الرئيسي، والصهيونية وأتباعها هم عدونا المباشر.
ولفت إلى توقيت العملية 6 أكتوبر له دلالة لا تخفى.
وقال ياسين إن حكام السعودية يقدّمون ذرائع لا تخيل على أحد، مشيرا إلى أن ما يحدث ليس تطبيعا، بل هو ” تضبيع” (أخذ الضبع الفريسة) أو تتبيع ( تبعية كاملة لاسرائيل )، لافتا إلى أن من يطبع مع إسرائيل فهو يتبعها.
واختتم مؤكدا أنه لا تطبيع مع العدو.
يوم تاريخي
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وصف ما حدث بأنه يوم تاريخي مشهود للنضال الفلسطيني المسلح ضد بطش الاحتلال الاسرائيلي وقمعه وجبروته ووحشيته ضد شعب اعزل يدافع عن حقه في الحياة وتقرير المصير.
وأضاف مقلد أن ما يحدث منذ صباح اليوم من انتشار واسع ومنسق في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة في موجة غضب عارمة، يكاد يكون حدثا نضاليا غير مسبوق في قوة زخمه، واتساع مداه، وفي دقة تخطيطه وتنفيذه، وهو ما أذهل الاسرائيليين وفاجأهم بما لم يحتسبوا.
وقال إن نجاح هؤلاء المناضلين الشجعان في أسر عدد من جنود الاحتلال سوف يكون ورقة رابحة في الضغط علي الاسرائيليين لاطلاق سراح الأسري الفلسطينيبن المحتجزين في المعتقلات الاسرائيلية بلا محاكمات، وكثير منهم لم يعد يعرف مصيرهم.
وأوضح أن القمع والقهر والاذلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني في اراضيه المحتلة بلغ أقصي مداه، مذكّرا بقول الشاعر : اخي جاوز الظالمون المدي فحق الجهاد وحق الفدا، فجرد سلاحك من غمده فليس له بعد ان يغمدا.
واختتم مؤكدا أنه ليس هناك من طريق آخر امام الفلسطينين، غير طريق النضال المسلح مهما تكن ضريبته مكلفة وفادحة، مشيرا إلى أنه ليس لدي الفلسطينيين ما يخسرونه بعد ان فقدوا ديارهم وضاع منهم وطنهم وقتلوا لهم خيرة شبابهم وحولوا لهم مدنهم ومخيماتهم الي سجون كبيرة، لافتا إلى أن الخسارة ستكون أفدح وافظع وأشد وطاة عند الاسرائيليين، متوقعا توقف تيار الهجرة اليهودية الجديدة اليهم، وكفاهم ما هم فيه اليوم من ذعر ورعب وهلع والحرائق تشتعل في مستوطناتهم، والانفجارات تدوي في كل مكان، حتي لم يعد الاسرائيليون ينامون ليلهم ولا يعرفون كيف سيطلع عليهم نهارهم.
وأنهى قائلا: “العنف لا يولد الا العنف، وخطاب الكراهية لا ينتج سوي التطرف والرفض، والعنصرية لا تقود الا للخراب والدمار، والضغط يولد الانفجار.. واعان الله الفلسطينيين علي استكمال طريقهم حتي نهايته.”
من جهته علق عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق على عملية “طوفان الأقصى” بقوله: “35 أسيرا اسرائيليا أخذتهم حماس هذا الصباح،
حديث عن عشرات القتلى حديث عن معارك في 21موقعا بعد تسلل عشرات المقاتلين الفلسطينين الي داخل اسرائيل آلاف الصواريخ الفلسطينية تقصف أهدافا اسرائيلية
فإذا كانت حرب 2006 بين حزب الله وبين اسرائيل التي دامت أكثر من أسبوعين ترتبت علي أسر ميليشيات الحزب لثلاثة جنود اسرائيليين فقط بعملية اختطاف دون قتال، وإذا كان قد ترتب علي تلك الحرب القضاء علي مستقبل إيهود أولمرت وحزبه وكذلك وزير دفاعه عمير بيريتس رغم تدمير شبه شامل لمرافق لبنان، فما الذي سيترتب اسرائيليا وفلسطينيا وإقليميًا علي ضربة اليوم من المقاومة الفلسطينية لإسرائيل بضخامتها وفجائيتها؟”.
وقال حماد إنه لا يستطيع التكهن أو الإجابة، مشيرا إلى أن المؤكد أن هناك فشلا استخباراتيا اسرائيليا و نجاحا تكتيكيا ملحوظا للفلسطينيين.
وتوقع أن ترد اسرائيل عسكريا بلاحدود ما قد يترتب عليه أزمة إقليمية واسعة النطاق لا يمكن توقع مداها الآن.
نتنياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قال بعد صمت 5 ساعات: هجوم مباغت مميت ضدنا ونحن في حالة حرب.
في ذات السياق علق الأديب المصري عباس منصور على عملية ” طوفان الأقصى ” بقوله إنه بعد خمسين سنة من ضرب إسرائيل في سيناء هاهم أبطال فلسطين يواصلون حرب التحرير والكرامة على أقذر عصابة عرفها التاريخ البشري.
السياسي المصري زهدي الشامي قال إن ما يحدث فى مواجهة الفلسطينيين مع إسرائيل مفاجأة مدوية لم يكن يتخيلها أحد ولاتقارن سوى مع مفاجأة العبور المصرى.
الكاتب الصحفي الأديب أسامة الرحيمي ذكّر بقول الله تعالى “ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.
من جهته علق الخبير التربوي د.كمال مغيث على العملية الكبرى بقوله: “فلسطين عربية وحرة”.
الهروب الكبير
مشاهد فرار المستوطنين الاسرائيليين مذعورين في غزة والقدس تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها بشائر نصر بات فوق الرؤوس.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم