آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » طوفان الإبداع الفني تقديم وقراءة.. أقوى 16 عملا غنائيا واكبت طوفان الأقصى

طوفان الإبداع الفني تقديم وقراءة.. أقوى 16 عملا غنائيا واكبت طوفان الأقصى

حسن الوفيق

من أعمال الفنانة التشكيلية الفلسطينية وفاء الأدهمي

1- مقدمة

جاء “طوفان الأقصى” ، إبداعا مذهلا، على جميع المستويات. ولا يزال لحد الآن، يتدفق ويمتد، بعد أزيد من شهرين، ويكشف عن قدرات إبداعية فوق التصور، لدى شعب محاصر، ممنوع من مقومات الحياة. إبداع حاز إعجاب الشعوب، ولقب “النصر الاستراتيجي”، “الأسطوري”، “الإبداعي”، “الخارق”، و”المعجزة”..

طوفان تاريخي، أظهر قضية الأمة، على مستوى العالم. وكما صحّح الصورة، وغيّر مفاهيم كثيرة، عسكرية وسياسية وعقائدية،.. فتح الباب واسعا، أمام طوفان من الإبداع الفني، منذ اللحظة الأولى. وسيشهد المزيد من الإبداعات مع الوقت، ما سيجعله كما سماه البعض، مدرسة الانتصارات الكبرى، في تاريخ الإنسانية.

وقد جعلنا نعيش حقيقة قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره ۚ إنه كان توابا) . يقول أهل التفسير: (إضافة “نصر” إلى “اللَّه” تشعر بتعظيم هذا النصر وأنه نصر عزيز خارق للعادة اعتنى الله بإيجاد أسبابه ولم تجر على متعارف تولد الحوادث عن أمثالها) .

وكما وَحّد “طوفان الأقصى” فصائل المقاومة، سنية وشيعية وقومية.. وَحّد أيضا الشارع الغربي والعالمي المناهض للإبادة في غزة، والرافض للسياسيات التي تدعمها، عسكريا وإعلاميا. شارع لا يزال يتظاهر، تحت شعار: “لن نصفح أبدا”، ويدعو إلى إعادة فلسطين إلى أهلها الأصليين، و”من البحر إلى النهر”.

وقد أصبح “طوفان الأقصى”، ملهما لشعوب العالم بأسره. فمن كان يتصور شعبا محاصرا، بإمكانات متواضعة، يمكنه أن يقهر إسرائيل، وينتزع (النصر من بين أنياب المستحيل) ، ويبقى عصيا على الكسر رغم الدمار -إلقاء ما يعادل ست قنابل نووية-؟ ويُقدم الضحايا تلو الضحايا، وهو يلهج بالرضا عن الله؟

2- مقالات سابقة

من أهم المقالات التي تناولت الإبداع الفني، الذي واكب “طوفان الأقصى”، مقالة تحت عنوان: “طوفان الأقصى، يفجر طوفان الفن” . نشرت المقالة، في الأيام الأولى، يوم 10 أكتوبر، وتناولت الألوان التعبيرية التالية: الكاريكاتير، الرسم، والشعر. بعد ذلك، توالت المقالات، حول الأعمال الفنية الداعمة للمقاومة.

في 10 نونبر، نشرت مقالة تحت عنوان: “سلاح المستضعفين للسخرية.. الكاريكاتير يقاتل دفاعا عن غزة” ، تناولت تأثير الكاريكاتير كسلاح، قبل أن تعرض بعض الأعمال الفنية، من مصر ودول أخرى، شاركت في معرض كاريكاتير “غزّة في قلوبنا” بالقاهرة، الذي بدأ التحضير له منذ اليوم الأول لـ “طوفان الأقصى”.

وحول مسايرة العمل الغنائي الفلسطيني لـ”طوفان الأقصى”، نشر موقع الجزيرة، مقالة تناولت: “جفاف الحنجرة.. أين ذهبت الأغنية الفلسطينية في معركة “طوفان الأقصى”؟” ، على شكل تقرير، يرصد الحالة الفنية، ويبحث أسباب غياب الأغنية الفلسطينية، عن معركة كبرى، على غرار حضورها سابقا في الميدان.

كما تناولت المقالة، دور الأغنية الفلسطينية، في التدوين التاريخي للجهاد الفلسطيني، بأشجانه وأحلامه، وانكساراته وانتصاراته،.. وهو دور لم يتغير، مع تغير الأذواق والأشكال والمدارس الفنية. كما ذكر التقرير، طائفة من الأغاني، أنتجت لمعركة “طوفان الأقصى”، وهي في أغلبها من خارج فلسطين المحتلة.

3- الأعمال المستهدفة

في المقالة الحالية، نتناول الإبداع الفني، الذي واكب المعركة، في مجال الغناء والإنشاد. وبما أن المقالة، لا تتسع لجميع الإبداعات، سنختار الأعمال الجيدة والمؤثرة، من بين الأعمال المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونُعرّف بها من خلال: تقديم سريع للعمل، الرابط، الكلمات، هندسة القصيدة الغنائية.

وقد اعتمدنا طائفة من المعايير الأساسية، لاختار الأعمال الجيدة والمؤثرة: – التزام العمل بموضوع الحدث. – أصالة العمل وتميزه بالإبداع. – الرصانة. – التصوير الجيد والمثير للشعور، كلمة ولحنا، من أهم المعايير. – الأداء الجيد مع الإحساس. ونركز على الأعمال بالعربية، ونادرا باللغة الإنجليزية –عمل واحد أعتقد-.

والتزام العمل بموضوع الحدث، أن لا يخرج عن أحد الجوانب:

– الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وتمسكه بالأرض والمقدسات.

– شغف الشعب الفلسطيني بالمقاومة، ودعمها بلا قيد ولا شرط.

– إظهار وحشية المحتل، ومن يسانده من القوى الغربية.

– كشف دعاوى الحرية والمساواة وحقوق الإنسان.

– التبشير بالانتصار الحتمي للأمة على الأعداء.

– الدعوة إلى وحدة الأمة وتلافي التشرذم.

وفي الأخير، لا بد من الإشارة إلى ما يلي: 1- تبقى طريقة الاختيار ذاتية، وفي حدود ما اطلعنا عليه من أعمال. 2- عرض الأعمال المختارة بالترتيب، لا نريد به الأفضلية. 3- نفتتح بعمل غنائي، تحية من أرض اليمن، إلى غزة الحرة، تليه الأعمال الغنائية التي يصدرها محور المقاومة، ثم تأتي باقي الأعمال.

4- الأعمال المختارة:

 غزة الحرة | عبدالقادر قوزع وسليمان العراقي

من اليمن، أرض الإيمان، جاء الثنائي عبد القادر قوزع وسليمان العراقي، بتحية إبداعية، تحت عنوان: “غزة الحرة”. من كلمات: دهاق الضبياني، وألحان: خالد زاهر. كلمات وألحان، قريبة من الوجدان، وأداء متميز للفنانين، نجح في توصيل التحية، بنكهة الانتصار، من الشعب اليمني الثائر، إلى غزة الحرة وشعبها الصابر.

https://www.youtube.com/watch?v=dKcOccwfym0

جينا جينا غزةْ الحرةْ .. جينا حيّينا الفرسانْ

جينا جينا مددْ ونُصرةْ .. وغزةْ للعزةْ عنوانْ

جينا جينا أحلى دارْ .. واحْنا أحفاد الأنصارْ

بالمحبةْ والأشواقْ .. جينا من أرض الإيمانْ

   يالله حيي الشعب الصابرْ ..  حيي كل ترابُه الطاهرْ

   بكرة ينعمْ بالحريةْ .. والمعينْ اللهْ والنّاصرْ

اليمنْ يا الغزّاويةْ .. حمّلونا لغزةْ تحيةْ

   مع سلام الشعب اليمني .. نسمة البُنّ.. يمانيّةْ

القصيدة من الشعر العمودي الغنائي، على منوال البحر المتدارك . ويسمى أيضا بحر الخبب ، لكونه سريع الحركة. بحر يناسب مشاعر الابتهاج والحفاوة التي تفيض بها القصيدة.  وتتألف القصيدة من أربع مقاطع. كل مقطع من بيتين، مع تنويع في القافية، من مقطع لآخر، وامتدادها بشكل متغير، إلى باقي الأشطر.

واختار الشاعر، المقطعين الأوليين لازمة، يُشيد فيها بفرسان غزة الحرة، وبمن جاءها بالتحية والمحبة، من أرض الإيمان، وهم أحفاد الأنصار. وتمتاز القصيدة بالمعاني الراقية، والروح الصادقة، والموسيقى الأخاذة، جراء الكلمات المتآلفة: “جينا جينا”، “غزة للعزة”،.. وجراء التنويع في القافية، في عذوبة واتساق مع المعنى.

 طوفان الأقصى | الجوقة العسكرية

أصدرت كتائب القسام، كليب “طوفان الأقصى” ، على شكل نشيد ثوري، يعكس قوة العملية العسكرية. يبدأ بمقطع من خطاب القائد محمد الضيف، الذي أعلن فيه انطلاق العملية، ويعرض مشاهد للهجوم، والظفر بالأسرى، مع موسيقى هادرة، يرافقها صوت الرصاص والقذائف، تحاكي تقدم المقاومة، برا وبحرا وجوا.

https://twitter.com/alwakeelnews/status/1714914635898294359

ملاحظة: حاليا، تم حذف الكليب من “اليوتيوب”، ومن “الساوند كلاود”. وجميع الأعمال الغنائية التي يصدرها محور المقاومة، تحذف من هذه المواقع ومثيلاتها، لا سيما إذا كانت مرفقة بالمشاهد المؤثرة لعملية الطوفان.

حدودُ النار تعرِفنا ..  تُسيّجها قذائفنا

وريح الموت تحملنا .. إليكم بالعذابْ

بأمر الله نحصدكمْ .. وننسف وَهْم دولتكمْ

ونقتلع الإطارْ

هذي جهنم شرّعت .. أبوابها غضبا

وستسمعون حسيسها .. إن جيشنا اقتربا

أشلاؤكم يوم اللقا .. تغدو لها حطبا

صَلْياتُنا رَشَقاتُنا .. فيها الردى انسكبا

مواقعكمْ سنقتحمُ .. وبِاسْمِ الله نلتحمُ

نمزقكمْ وننتقمُ .. هذا يوم الحسابْ

أتينا الحرب أصلابا .. لنصر الله طُلاّبا

عليكمْ ندخل البابا .. وإنّا غالبونْ

القصيدة من الشعر العمودي الغنائي، تعتمد هندسة خاصة، من وضع الشاعر. وهي من 5 مقاطع. الأول والثاني والرابع والخامس، على مجزوء الوافر . والثالث، على مجزوء الكامل . ويمتاز البحر الوافر بموسيقاه العذبة، ونغماته المتسارعة المتلاحقة، والبحر الكامل بالشدة أكثر من اللين. وهي خيارات تلائم مشاهد الطوفان. كما أن اعتماد البحر المجزوء/القصير، يناسب الإيقاع الثوري السريع.

واختيار التنويع في النغمة، من البحر الوافر إلى الكامل، ثم العودة إلى الوافر، له جمالية ملموسة. يضاف إلى ذلك، التنويع في القافية. والتي جاءت في المقطع الثالث، على شاكلة “انسكبا” . وفي المقاطع الأخرى، تتغير من مقطع لآخر، وتمتد إلى جميع أشطر المقطع، ما عدا الشطر الأخير منه. وهذا التشكيل الموسيقي، مدروس بعناية، بحيث يُضفي على القصيدة جمالا، ويشارك في الدلالة والإيحاء.

 على طريق القدس | حسين الأكرف وعلي العطار

من مدرسة المقاومة، أصدرت “آفاق التميّز”، نشيدا جديدا، نصرة لغزة وطوفان الأقصى: “على طريق القدس”، من كلمات: عبد الله القرمزي، ألحان: محمد العطار، وأداء: حسين الأكرف وعلي العطار. كلمات ثورية، تجسد وحدة المقاومة في مواجهة الطغاة، بكل ما أوتيت من بأس، في طوفان هائل يتشكّل، “مِن كُلِّ طفل نازفٍ، و”مِن سقفِ دارٍ دُمِّرا”، ومن دم الشهداء، ينذر بالسقوط المدوّي للعدو النازي.

https://www.youtube.com/watch?v=WOLjueQLDDA

الأرضُ أرضي والسماءُ سمائي .. والقدسُ داري والدماءُ دمائي

والنصرُ عيني والسلاحُ يميني .. والبرقُ تحتي والهوانُ ورائي

إني لغزةَ أنتمي .. وعلى الطغاةِ جهنمي

اليومَ يُهزَمُ جيشهم .. ولكِ العُلا فتكلمي

لا وقتَ عندي فالجحيم تَلَظّىٰ .. اليومُ يومي والفداءُ فدائي

مِن كلِّ جرحٍ فارَ تحتَ ضلوعي .. طوفانُ عزمي واشتعالُ إبائي

طوفانُنا الأقصى جرى .. وعلى العدوِّ تفجّرا

مِن كُلِّ طفل نازفٍ .. مِن سقفِ دارٍ دُمِّرا

الوقتُ مسرَىٰ والضمائر نارُ .. والأرضُ أسرى والمدىٰ أشلائي

أيُّ احتضارٍ للعدوِ يدوّي .. صهيونُ تهوي مِن دمِ الشهداءِ

من تحت عاصفةِ الدمِ .. هُزِّي القِلاعَ وقاومي

معك الشعوبُ تقدمتْ .. فارمي اللّظىٰ وتقدمي

القصيدة عمودية غنائية، تعتمد هندسة خاصة، من إبداع الشاعر. وهي على البحر الكامل، مرة جاء به تامّا وأخرى مجزوءا. ويمتاز البحر الكامل بالشدة أكثر من اللين، ويلائم تعبير الشاعر عن القوة، في التمسك بالوحدة، والقدس،.. وينتقل الشاعر، من الكامل التام، إلى الكامل المجزوء –قصير الوزن-، بطريقة تناوبية.

وقد أبدع في تغيير القافية، وتوزيعها على الأشطر، حتى يثري موسيقى القصيدة. فقد اختار للبحر الكامل التام، قافية على شاكلة  “سمائي”،.. وللكامل المجزوء قافية أخرى، على شاكلة “جهنمي”،.. كما راعى الموسيقى الداخلية، باختيار الكلمات المتناغمة، مع بعضها: “فارمي”، مع “تقدمي”، و”يدوّي” مع “تهوي”، وقوله: “إني لغزةَ أنتمي”، مع “وعلى الطغاةِ جهنمي”، و”الوقتُ مسرَى”، مع “والأرضُ أسرى”،..

وبهذا الإبداع الرائع، هندسة وأداء، استطاع الشاعر/والفنان، أن ينقلنا إلى عالم الطوفان، وما أحدثه وسوف يحدثه في الكيان. واستطاع تصوير مشاعره، وما يحتدم في صدره، من أنفاس حرىّ، وعواطف جيّاشة، وما يكنّه لغزة المقاومة.

 للقدس مسعانا / عبد السلام القحوم وأيمن قاطه

“للقدس مسعانا”: كليب جديد للمقاومة اليمنية، من كلمات: الحمزة المغربي، وأداء: عبد السلام القحوم وأيمن قاطه. تم حذفه على اليوتيوب، كسائر الأناشيد التي يصدرها محور المقاومة ويرفقها بمحتوى “الطوفان”. وهو حاليا موجود على موقع الإعلام الحربي اليمني ، قبل أن يتم حجبه، كموقع كتائب القسام.

النشيد يعكس انخراط اليمن المقاوم، لهجةً وصولةً، في مواجهة محور الغرب الاستعماري. نشيد ثوري حماسي، ينضح شهامة وكرامة وأخوّة. معاني ترجمتها المقاومة اليمنية، إلى واقع في الميدان، تماما كما عبّر عنها الشاعر: “لكْ يدّنا الطولى.. تثبتْ نوايانا”، حين وصلت يدها إلى عمق الكيان، وكان ما كان..

https://www.mmy.ye/300113

للمسجد الأقصى.. والقدس مسعانا

أفواج لا تحصى.. والله يرعانا

الله يلاقي المحور.. يجمع سريانا

والصهينة تقهر.. في يوم تلقانا

سبحان من أسرى.. بأطهر بشر جانا

واليوم يا المسرى.. بشراك نصرنا

بسورة الإسرا.. ميعاد ملقانا

والعاقل باه ببرا .. بالموت لأعدانا

يا قدس يا أول.. وأعظم قضايانا

والله ما تحول.. جيشك ولا توانى

طوفان ما تزور .. يسبق مطايانا

والكفر ما طول.. دمّه  بمرمانا

يقل للفلسطيني.. يشمخ ويتبعنا

في الواجب الديني.. لن نترك أقصانا

صراعنا كوني.. والله مولانا

ولكل صهيوني.. اليوم يخشانا

يا القبلةْ يا الأولى.. يا روح محيانا

لك يدّنا الطّولى..   تثبت نوايانا

نمضي مع السيد.. بأمجاد ذكرنا

والمسرى ليه موعد.. بساحة أقصانا

القصيدة عمودية على مجزوء الرجز . وهو بحر الأراجيز -الأناشيد- بامتياز. ارتبط بحر الرجز بتعليم العلوم وتيسيرها، لكنه يصلح لأغراض كثيرة، من (أهمها التعبير عمّا يجول في النفس عند حدوث المعارك أو الخطوب الجليلة. ونظرًا لسهولة وزن هذا الشعر، فإنّه أول ما يُدرج على لسان الشاعر عندما يحمى الوطيس) .

وقد اختار الشاعر، كتابة القصيدة بالدارجة، لمرونتها أكثر من الفصحى، وقربها من الجميع. والقصيدة غنية بالموسيقى، لاعتمادها: 1- قافية موحّدة حتى النهاية، في الشطر الثاني. 2– قافية متغيرة في الشطر الأول، تستمر كل شطرين أو أربع. 3– ألفاظا متآلفة: “أطهر بشر جانا”، “يا روح محيانا”، “يا القبلةْ يا الأولى”،..

 الطوفان | علي الحداد

عمل متميز، لحنا وأداء، من إبداع المنشد علي الحداد، من قطر تضامنا مع فلسطين. الشاعر: مبدع الكلمات غير معروف، كما في قصيدة القسام سابقا. القصيدة تُذكّر بالتاريخ الروحي والجهادي لفلسطين، في كلمات قوية موحية، تحض على المضي في ذات الطريق المقاوم. وقد تمكّن المنشد من تجسيدها بروحية عالية، موقنة بالنصر، تعبر من خلال طوفان الدماء والإباء، إلى صلاة “ركعة التحرير في الأقصى”.

https://www.youtube.com/watch?v=CoCOzaBdNEk

فلسطينْ..

فلسطينْ.. أرض الهدى

فلسطينْ.. عاد النِّدا

فلسطينْ.. حان الفدا

طوفانكِ الآتي من الأقصى بلون الدمْ

يا فيض أبواب السما يا سرّها الأقدمْ

من لم يكن في صفك مستبسلا يندمْ

هذا يوم الفرقانِ.. غضبٌ هاطلْ

قولي قد جاء الحقُّ.. زهق الباطلْ

لا تهدئي لا تسكتي يا صوت جبرائيلْ

لنرى من الفادي ومن في صف إسرائيلْ

فلسطينْ..

فلسطينْ.. نحن الحِمى

فلسطينْ.. هاكِ الدِّما

فلسطينْ.. وعدُ السّما

فلسطينْ..

ظنوا بأن الشعب بالصولات لن يبدأْ

لم يعلموا أن الردى شهدٌ على المبدأْ

واليوم طوفان الإبا دَوّى ولن يهدأْ

ثوري لا تخشي أبدا.. هذاك وذا

سحقا للإسرائيلي.. ومن استخذى

النصر آت أكملي للعالم القصةْ

حتى نصلي ركعة التحرير في الأقصى

فلسطينْ.. فلسطينْ

القصيدة من الشعر العمودي الغنائي، على بحر الرجز. وهو بحر غنائي، كثير الجوازات . وجاءت وفق الهندسة التالية: -أربعة مقاطع على مجزوء  الرجز. –ومقطعين على منهوك  الرجز. -ومقطعين على مجزوء  الرجز، مع إضافة تفعيلة إلى الشطر الأول. وفي كل مرة يأتي الشاعر بمقطع مغاير وقافية مختلفة. ويلتزم الشاعر، بشكل التفعيلات التي يختراها في المقاطع، حفاظا على الاتساق.

وهذا التنويع في الإيقاع وفي القافية، ينبع من عواطف الشاعر الجياشة، ما انعكس على القصيدة، معنى وموسيقى، وأضفى على القصيدة جمالا وجلالا، إلى جانب التصوير المكثف، كما في قوله: “لم يعلموا أن الردى شهدٌ على المبدأْ”، ما جعل مذاق الردى، عسلا مصفى، لعظمة الغاية، وسمو المبدأ. وقد أبدع الفنان في أداء النشيد، وهو يردد “فلسطين”، في هدوء وعمق، يناسب جوّها الروحي والجهادي.

 طوفان | محمد حسين خليل

قدّمت الساحة اللبنانية، أغاني كثيرة لـ”طوفان الأقصى”. من أبرزها: نشيد “طوفان” ، من أداء وألحان المنشد اللبناني، محمد حسين خليل. وقد استطاع المنشد، بقدراته المتعددة، أن يدمج بين الكلمات واللحن، اندماجا عجيبا، انعكس على أداءه الرائع. وهكذا جاء نشيد “طوفان”، وكأنه صلاة ومناجاة، جهادية روحية.

https://www.youtube.com/watch?v=lLfRxZJz3k8

غضبوا فانسكبوا

لهبا حمما

والله رمى الفجار

نهضوا وانتفضوا

سبقوا الزمن

فالحشر هنا والنار

اخرجوا فالأرض ضجت: قل هو اللهُ

اهربوا ما عاد يحميكمْ نتنياهو

جاء وعد الله  بل جاء نصر الله من دم الشهداء

لُعنت ملتكم

سقطت سقطت

والقادم عزرائيل

فَشِلت دولتكم

شبِعت وهنا

لا شيء هنا اسرائيل

 احذروا طوفان موسى والحقوا فرعون

اسمعوا هذا زفيري يا بني صهيون

كبّرت غزة، فاستقبلوا الهزة، أيها الجباء

القصيدة من الشعر الحر الموزون ، وتعتمد الهندسة التالية: المقطع الأول على بحر الرجز ، وهو من ست سطور، منتظمة كالتالي: 2+2+3+2+2+3 تفعيلات . وفي هذا المقطع، يعتمد الشاعر، الألفاظ العذبة المتناغمة، كما في السطور: “غضبوا فانسكبوا”، “نهضوا وانتفضوا”، وقافية على شاكلة “الفجار”.

والمقطع الثاني على بحر الرمل، وهو من سطرين، بـثلاث تفعيلات صحيحة ، يضيف إليه سطرا آخر على بحر الرجز، من ست تفعيلات . وينتقل الشاعر في هذا المقطع، من قافية موحدة في السطرين الأولين، إلى قافية مختلفة في السطر الثالث. بعد ذلك يعيد الشاعر، استعمال البناء ذاته، في المقطعين 3 و4.

وهذا التنويع، أضفى جمالا وإثراء للمعنى، يضاف إلى غنى الصور الشعرية، التي تطغى على أجواء القصيدة. فلا وجود فيها للوصف المباشر، ما جعلها حافلة بالمعاني والتفسيرات اللامتناهية. ابتداء من المطلع: “غضبوا فانسكبوا، لهبا حمما، والله رمى الفجار”، إلى نهاية القصيدة: “احذروا طوفان موسى والحقوا فرعون”.

 فلسطين بلادي | حمود الخضر

تحية للصمود الفلسطيني الملهم، ونصرة لقضيته، أصدر حمود خضر: “فلسطين بلادي”. وتعبّر عن التمسك بفلسطين وعودتها لأهلها، وكأنها جواب على النازية الجديدة، التي تريد إبادة الشعب، وإفراغ القطاع. كلمات: عجلان ثابت، ألحان وأداء: حمود الخضر، وإخراج: باسل ناصر، الذي نجح في اختيار المشاهد، للتعبير عن معاناة الشعب من جهة، والدعم الشعبي العالمي، حين رفع القضية عاليا، ولا يزال.

القصيدة مشحونة بمشاعر الألم والأمل، والإيمان واليقين، وهي تحلم بالوطن فلسطين، يعود حرا، يضم أطفاله مبتسمين في هناء، وأبنائه متّحدين في رخاء، ويشرق “بالجلال والجمال،..”، على حد تعبير نشيد “موطني”. لكنها تختلف عن الأعمال السابقة، التي تُمجّد المقاومة، وتهدّد العدو المحتل بوضوح، وإن كانت تَعِد بالفداء لتحيا فلسطين: “لن نسكتَ لن نستسلمَ لا.. لا لا لا، نفديكِ لنحيا يا فلسطينْ”.

https://www.youtube.com/watch?v=3UbjgjfYC-I

القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا

في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنينْ

الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا

لن تَذبُل فينا ورقةُ تينْ

ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ

عودتُنا إيمانٌ ويقينْ

لن نسكتَ لن نستسلمَ لا.. لا لا لا

نفديكِ لنحيا يا فلسطينْ

فلسطين بلادي

نحملُها جُرحاً أو أملا.. لا لا لا

ورَحْ نبقى فيها ليوم الدينْ

فلسطين بلادي

كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا

وينامَ صغارُكِ مُبتسمينْ

ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا

لعمارِ بُيوتٍ وبساتينْ

سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا

أحراراً نشدو متّحدينْ

القصيدة عمودية غنائية، على منوال المتدارك . لها هندسة خاصة، تتألف من أشطر منفردة، متوالية على الشكل التالي: شطر من 5 تفعيلات ، يليه شطر من  4 تفعيلات. وهذا التشكيل، له جرس جميل، لكنه لا يتغير. وقد أحسن المنشد برفع الإيقاع تدريجيا، حتى يتجاوز رتابة الشكل، وينجح في شد المتلقي، وإثارة مشاعره.

وساعد على هذه الإثارة، تحقيقا لهدف المؤازرة، عوامل فنية أخرى، على غرار ما شهدنا في الأعمال السابقة، من تركيز على الموسيقى الداخلية، وإبراز العاطفة عن طريق الخيال. ونذكر في هذا الإطار، الانتقال من القافية الخفيفة، على شاكلة “يافا”، “آلافا”، “تين، “جنين”، إلى قافية أقوى، على شاكلة “لا لا”، ثم العودة من جديد.

كما أن الصور الشعرية، التي استعملها الشاعر، بدل الوصف المباشر، زادت العمل جمالا إلى جماله، ودلالات متعددة، أكبر أثرا، لاسيما بعد إضافة الموسيقى المناسبة. من ذلك قوله: “القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا، في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنينْ”، للتعبير عن معاني التجذر في الأرض إلى حد التماهي، وفي قلب الأماكن الجريحة.

 تكبيرات الأقصى / محمد الوهيبي

“تكبيرات الأقصى”: عمل جميل، من أرض عُمان، إلى الشعب المجاهد. جميل في كلماته الموحية، وألحانه الشجية، وأدائه المتميز. من إنتاج “كَيان”، أداء: محمد الوهيبي، ألحان: عبد الحميد الكيومي، وكلمات: يوسف الكمالي. كلمات موحية، تصور الطوفان، نهرا هادرا، وزُمرا تترى، “ستغمر العدوّ”، مع تكبيرات الأقصى الثائرة.

https://www.youtube.com/watch?v=eJMZuWfEydw

يا رافع الاذانِ .. صوتا من الجنانِ

يعلو على الدخانِ .. الله أكبر

نهر الدماءِ روّى .. نهر الشعوب دوّى

سيغمر العدوّ .. الله أكبر

يا أيها المحتلُّ .. مهما استطال الظلّ

فالشمس لا تملّ .. الله أكبر

اللهَ يا أقصانا .. من وحّد الأوطانا

ولقّن العدوانا .. الله أكبر

أحرقتم الضميرَا .. فصْلوا بنا سعيرا

سنعلن التحريرا .. دينا ومذهبا

جباهنا الوفيةْ .. لن تخلع الكوفية

يا أمّنا المنفية .. من موطن الصبا

في حاجز التفتيشِ .. والصمت والتهميشِ

ما ثُرتِ كي تعيشي .. لكنه الإبا

والمسجد الميمونُ .. والتينُ والزيتونُ

والحب والحنينُ .. للقدس.. للربى

القصيدة عمودية غنائية، على مجزوء الرجز، ولها هندسة خاصة، تتألف من ثمان مقاطع،  متماثلة تقريبا. المقطع من بيتين. العروض والضرب، على وزن فعولن (//*/*) ، لكنها في الضرب الأخيرة، تصبح سببا خفيفا (/*) أو وتدا مجموعا (//*). وذلك حين يختم، بلازمة: “الله أكبر”، أو عبارة قصيرة مثل: “لكنه الإبا”. وكذلك القافية، تستمر ثلاث أشطر، ثم تتغير في الشطر الرابع، في تشكيل موسيقي مبتكر.

وقد اختار الشاعر مجزوء الرجز، للأسباب ذاتها التي تقدمت، لكنه أبدع في استعمال تفعيلة فعولن عروضا وضربا، وهي غير متداولة، ولها وقع جميل. وقد استطاع الشاعر، حشد الكثير من المعاني والرؤى، في أبيات قصيرة وصور معبرة، ولهجة قوية. فالشمس ترمز، للحق، الذي سيقضي في النهاية على الباطل/الظل. وعنوان الحق: الله أكبر. والقضية، قضية أمة تقاوم من أجل التحرير، لا مجرد العيش.

وما أجمل هذا المطلع الجامع، لطوفان الأقصى المتعاظم، الذي سيغرق العدو: “نهر الدماءِ روّى .. نهر الشعوب دوّى، سيغمر العدوّ .. الله أكبر”.

 طوفان أقصانا / قاسم حمادي

مع الساحة اللبنانية مرة أخرى، تدوّن طوفان الأقصى فنياّ، وتؤكد انخراطها الميداني، من خلال العمل الغنائي المتميز: “طوفان أقصانا”. نشيد يحاكي الطوفان، وصليات الصواريخ، ورجال المقاومة، “من الجنوب إلى الشمال”، “متشوقون إلى النزال”، “ترنو إلى الثأر”، و”تمضي إلى النصر”، من أجل القدس والحرية..

https://www.youtube.com/watch?v=aonoSil3NTM

الرعب أقبل والردى ** فالضيف قد لبى الندا

وعذاب ربك قد بدا ** مع صيحة الفجرِ

طوفان أقصانا هدرْ ** عهدا سنصليهم سقرْ

نحن العقاب ولا مفرْ ** من ضمة القبرِ

جئنا كما يوم الحسابْ ** آساد حرب لا تهابْ

وسواعد فيه العقابْ ** قدّت من الصخرِ

ركعت لنا هذي الحشود ** دسنا الجماجم والجنود

عدنا بهم عبر الحدود ** في قبضة الأسرِ

سنحطم القيد اللعين ** ونرحّل المستعمرين

من ينقذ المستوطنين ** من مخلب النسرِ

في ضفة الأحرار نار ** تغلي وإعصار وثار

هو شعبنا اتخذ القرار ** نمضي إلى النصرِ

ساحاتنا فيها الرجال ** متشوقون إلى النزال

ومن الجنوب إلى الشمال ** ترنو إلى الثأر

للقدس جدنا بالدماء ** ولها سنبقى الأوفياء

ومع الرسول لنا لقاء ** في موقف الحشرِ

القصيدة عمودية غنائية، على مجزوء الكامل، وتشبه إلى حد ما، هندسة قصيدة “تكبيرات الأقصى”. فهي من ثمان مقاطع، متماثلة عروضيا. المقطع من بيتين. العروض والضرب، على وزن متفاعلن، وفي الضرب الأخيرة، على وزن فَعْلُنْ. وقد أحسن الشاعر، في العودة إلى نفس القافية، في الشطر الرابع من كل مقطع، لتأتي كلماتها قوية مدوية: الفجرِ، القبرِ، الصخرِ، الأسرِ، النسرِ، النصرِ، الثأرِ، الحشرِ.

في حين، اختار الشاعر، قافية مختلفة لكل مقطع، تستمر ثلاث أشطر، وتتغير في الشطر الرابع. وتغيّر القافية من مقطع إلى آخر، يناسب المشهد الذي يصوره. وهكذا تنطلق العملية، عندما أعلن محمد الضيف، شارة البداية: “الرعب أقبل والردى، فالضيف قد لبى الندا،..”، ثم يتصاعد الغضب، تتبعه القافية، في المشهد التالي: ” طوفان أقصانا هدرْ، عهدا سنصليهم سقرْ،..”. ويمتد التصاعد إلى باقي المشاهد.

وقد استطاع الشاعر، رغم المسافات القصيرة للمجزوء، التعبير عن مشاعره الإيمانية الثورية، في صور شعرية رائعة، وكلمات رصينة، فإذا بها قطعة موسيقية مؤثرة، زادها جمالية وإثراء، ذلك اللحن المتناسق، والأداء المثالي للفنان.

 ابن فلسطين / كريم بركات

نحتاج فعلا إلى عمل غنائي عن ابن فلسطين. هذا المعدن الأصيل، الجميل، الذي أبدع فأدهش، منذ انتفاضة الحجارة 1987، وفي انتفاضة الأقصى 2000، حين واجه الدبابة بالحجر، من مسافة صفر. والذي شب عن الطوق، يقتحم مواقع العدو، المدججة بالتكنولوجيا، ويقتاد الأسرى بالمئات، في طوفان الأقصى.

من الأعمال الحديثة ، التي حاولت تعريف العالم، بمعجزة الفتى الفلسطيني، كليب: “ابن فلسطين”، كلمات: سبع عبد الرزاق، أداء: كريم بركات، وألحان: أحمد بركات، الذي تصرف في النص. وقد اعتمد الشاعر سبع عبد الرزاق على نشيد مشهور، أضاف عليه مقاطع جديدة، فجاءت كما لو أنه يتوقع الطوفان/سيلا. اللحن الأساسي يعود للنشيد السابق، وعليه اعتمد الملحن أحمد بركات، مع بعض الإضافات.

https://www.youtube.com/watch?v=ViluBsYlpAQ

قالوا من أنت؟ فقلت لهمْ

شبح سيظل يطاردكمْ

أنا نار إعصار بركـانْ

غضب يعصف في كل مكانْ

أنا معجزة القرن العشرينْ

ابن فلسطين سيسحقكمْ

ويُمَلّي جمرا أعينكمْ

هل أدركتم من صرت أنا؟

إني حرب.. بل سيل فنا

لا اسم.. لا حرف.. لا حينْ

مثل الملايينْ.. تتحدى كل المغتصبينْ

وسيأتي يوما تطردكمْ

إسمي حجر.. سيفي حجر.. قدري حجرٌ

من مقلع أرض بفلسطينْ

حجر سيظل يقاتلكمْ

يمكن القول، إن القصيدة من الشعر العمودي الغنائي، على بحر المتدارك مشطورا . ويمكن اعتبارها من الحر الموزون، لكونها لا تلتزم بالقافية من ناحية، ومن أخرى، تتجاوز أربع تفعيلات إلى ست –مرتين-. والقصيدة تعتمد تناوب القافية، بتغييرها كل شطرين، عدة مرات، ثم في شطر واحد، ثم في شطرين،…

والمتدارك غنائي بامتياز، وغالبا ما ينسج عليه، كُتاب الشعر الغنائي. يضاف إليه، ما جعل القصيدة أكثر غنائية، وهو التنويع في القافية، واعتماد الكلمات الموحية القوية، في التعبير عن معجزة “ابن فلسطين”، كما في قول الشاعر: “هل أدركتم من صرت أنا؟ إني حربٌ.. بل سيلُ فنا، لا اسمٌ.. لا حرفٌ.. لا حينْ”.

 صبرا أيا غزة / عمرو النشواتي

“صبرا أيا غزة”: عمل جديد، مخصص للطفولة المعذبة في غزة. وهو من إنتاج “ستديونا”، كلمات: يوسف محمد، ألحان: عمرو العقاد، وأداء الفنان الصغير: عمرو النشواتي. العمل على شكل نشيد، قريب من الطفل، لغة ولحنا، يحكي معاناة الصغار، ودموعهم وجراحهم، كما يعزز الاعتداد بالدين، والاستبشار بالنصر.

https://www.youtube.com/watch?v=CGqHKyr6Upw

يا طفلة شاختْ .. عجلى وما ذاقتْ

في لهوها خبزةْ

خاطت بدمعتها .. من شعر دميتها

لجرحها كَنزةْ

أطفالك سادوا .. عُمرٌ إذا قادوا

في بأسهم حمزة

لا الباغي زعزعهم .. فالله أوزعهم

في روعهم بأسهْ

صبرا أيا غزة .. فجر لنا آتي

بالنصر والعزة

يا حصننا الغالي .. وصوتنا العالي

بالدين معتزة

هزي جذوع البشر .. واستبشري بالصبر

وعانقي العزة

ثعبانهم يَذوي .. من خوفه يُفني

في جسمه وخزة

رسولنا أوصى .. لا تتركوا الأقصى

فلتلزمي غرزه

صبرا أيا غزة .. فجر لنا آتي

بالنصر والعزة

القصيدة عمودية غنائية، على منوال مجزوء الرجز، وتعتمد هندسة خاصة. وهي عبارة عن 10 مقاطع متماثلة. يتألف كل مقطع، من بيت وقافية مختلفة، وشطر منفرد بقافية على شاكلة “غزة”. التفعيلة الأخيرة من كل شطر قصيرة: فَعْلُنْ أو فَعِلُنْ . وهي تفعيلة خفيفة سريعة، كثيرة التوظيف في الشعر الغنائي.

تم اختيار القافية، في شطري البيت، بسيطة عذبة، على شاكلة “ذاقت”، “دميتها”، “قادوا”، “أوزعهم”،.. وفي الشطر المنفرد، تأتي على شاكلة واحدة: “غزة”، “عزة”، “حمزة”،.. حتى تترسخ في وجدان الطفل. كلمات الشاعر، واضحة صادقة، وضوح الطفولة وصدقها، ويستعين أحيانا بالصورة الشعرية، والتجسيد الحسي.

ومن أمثلة التجسيد الحسي، قوله: “ثعبانهم يَذوي .. من خوفه يُفني”، في تصويره للعدو الإسرائيلي، ثعبانا يذوي: في حالة ضعف، ومن خوفه: يلجأ إلى طبيعته القاتلة. والسبب وراء ذلك: وخزة/طعنة أصابته على حين غرة.

 انتفضي / مهدي فاعور

عمل متكامل، للمنشد السوري هادي فاعور. عمل، سخرت له إمكانات إبداعية عالية، على جميع المستويات: كلمات، وأصوات، وألحان، وإخراج، وموسيقى،.. في خدمة الكلمة الثورية: “يا غزة انتفضي”. ويركز العمل، في أسلوب جديد، على حرب الإبادة، التي شنها العدو المحتل، على قطاع غزة، بعد طوفان الأقصى.

ويؤكد النشيد على حتمية زوال الاحتلال، لأن هذه سنة كونية، ولأن دماء الأبرياء، ستكون الطوفان الموسوي الذي سيغرق الطغاة. فالأبرياء: (أشلاؤهم ضجتْ، من هولها ارتجتْ، سبعٌ من الأرضونْ، لن تنفع الذكرى، بل بطشة كبرى). والانتقام قادم: (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) . فسّر ذلك ابن مسعود بيوم بدر .

https://www.youtube.com/watch?v=gVT9_HgqGsw

لا لجدالْ

صبرا ونضالْ

لاشك سيسقط في خسرٍ

ذا مغتصب الأوطانْ

رغم المذابح والعنا ..  يا غزة انتفضي

هزي كيان الغاصب .. بالطول والعرض

قولي لهم جذري هنا .. والمقدس أرضي

أبقى ويبقى موطني .. والمعتدي يمضي

لن أنحني ذَرةْ .. أقسمت بالدُّرةْ

لا لا أهاب النارْ

إن رُمت بالقصفِ .. يا معتدي خوفي

فاقصف فلن أنهارْ

لا خنوعْ

بل لا لخضوعْ

الرأس سيبقى مرفوعا وسيندحر العدوانْ

مستشفياتُ استهدفت والفاعل الأفعى

ذاك المُسمى باللعين يا مقت ما يُدعى

وحشيّة ما مثلها في لحظة شنعا

منها مئات سقطوا في دمّهم صرعى

أشلاؤهم ضجّتْ .. من هولها ارتجّتْ

سبعٌ من الأرضونْ

لن تنفع الذكرى .. بل بطشة كبرى

صبرا بني صهيونْ

لا لن يطولْ

حتما سيزولْ

وكيان المحتل الغاصبِ

ماض نحو الخسرانْ

من يمسح الدمع الذي قد سال في الأجفانْ

من يغسل الدّم الذي قد صبّغ الجدرانْ

من يجمع الأشلاء بل من ينقذ الرضعانْ

يا قدسنا في أرضكِ ما قيمة الإنسانْ

قولي عن المحتلْ .. وحشٌ ولا يخجلْ

أن يقتل الأطفالْ

الساقط الأرذلْ .. يبطش في العزّلْ

ينأى عن الأبطالْ

يستعمل الشاعر، ثلاث أنواع من المقاطع، يناوب بينها جيدا، وفق هندسة متميزة. النوع الأول من الشعر الحر الموزون، على بحر الرجز . النوع الثاني من الشعر العمودي الغنائي، على الرجز ، وضربه: فعْلن/فعِلن. النوع الثالث، من الشعر العمودي الغنائي، على الرجز أيضا، لكن عروضه مثل ضربه: فعْلن/فعِلن.

القصيدة رائعة، تستمد روعتها، من التنويع في الوزن، والقافية المؤثرة، وتوزيعها بشكل موسيقي، بحيث تمتد إلى شطري البيت، وتختلف في الشطر المنفرد، في المقاطع القصيرة، وتقتصر على الشطر الثاني، في المقاطع الأطول. ويعود إلى اعتمادها على التشخيص، كقوله: “مستشفياتُ استهدفت والفاعل الأفعى”، وعلى التصوير الساخر، كقوله: “ذاك المُسمى باللعين يا مقت ما يُدعى”، يقصد باللعين: نتنياهو.

 حكاية فرح: أنا يا سادتي طفلة / محمود الحمود

انضم محمود الحمود، بصوته العذب الشجي، وروحانيته العالية، إلى المقاومة بالكلمة، مع طوفان الأقصى، من باب التضرع إلى الله، نصرة للإسلام وفلسطين. من أعماله “ستفرج إن شاء الله والسعد يعاد”، و”يا رب تعلم محنة الأقصى”. ومؤخرا، قدّم عملا مؤثرا، حول معاناة الطفولة، في غزة الأبية، تحت عنوان: ” حكاية فرح”.

القصيدة من كلمات: عبد المعطي الدالاتي، أداء وألحان: محمود الحمود. وهي حكاية مرة، غاية في الأسى والحزن، عن طفلة تدعى فرح، وجدت نفسها بلا عائلة ولا مأوى، بلا كتب ولا لعب، بلا دولة ولا أمة،.. غاب الفرح عنها، وكأنها فقدت روحها. وهي اليوم، تُساءل الأطلال، والدموع تنسكبُ: “أين تبخر العربُ؟”.

https://www.youtube.com/watch?v=4RRJbkJQkQ0

أنا يا سادتي طفلةْ

وقومي، اِسمُهم عرَبُ

أنا من أمّة القِبلةْ

وللمليار أنتسبُ

وكانت هاهنا دولةْ

نناجيها: “فلسطينُ”

وأمّي كنت أذكرها

تناديني: أيا فرحُ

وكان هنا لنا بيتُ

يضمّ أبي.. يضمّ أخي

وأختي.. ماتت الأختُ

..

ونامت تَحلـُم الدارُ

بأحضان فلسطين ِ

فجاء ذئابهم ليلا

وما من حارسٍ دوني

فضاعت كلّ أحلامي

بليل الظالم الدامي

فلا بيتٌ ولا سكنُ

ولا أهلٌ ولا وطنُ

كذلك تـُصنَعُ المحنُ

..

ترَوْني اليومَ يا سادةْ

بلا أهلٍ.. بلا أمل ِ

وكفّي وسَّدتْ خدّي

على قربٍ من الطللِ

أناجيهِ.. أسائلهُ..

ولا رجْعٌ ولا أملُ :

تكلـّمْ أيها الطللُ

وخبّرني عن الأهلِ :

تـُراهمْ أين قد رحلوا ؟!

وخبّرني عن العربِ

وكيف تبخّرَ العرَبُ؟

..

أنا ما عندي يا سادةْ

سوى دمعٍ على الخديْن ينسكبُ

وما عندي أيا سادةْ

سوى عينٍ إلى المجهول ترتقبُ

ولم يبقَ هنا أختٌ ولا لعَبُ

ولم يبق لنا بيتٌ ولا كتبُ

ولم تبق سوى طفلةْ

تريد اليوم سجّادةْ

وتسألكم عن القِبلةْ

فدلـّوني أيا سادةْ

لأسجدَ في مدى الصبرِ

وأدعو الله في سرّي

..

ومن يدري؟!

فقد أبكي مدى الدهر ِ

على الأصحاب والأهل ِ

على الزيتون والنخل ِ

على كتبي.. على لُعَبي

على المليار والعربِ

القصيدة من الشعر الحر الموزون ، على البحر الوافر. وجاءت على الشكل التالي:  سطور شعرية متوالية، من تفعيلتين غالبا . والقافية تلقائية، لا تتبع صورة موحدة. لكن الشاعر، يعود بين الفنية والأخرى، إلى قوافي بذاتها، قريبة من الألفاظ، التي بنى عليها القصة، وهي: طفلة، قبلة، لعب كتب، الأهل، النخل،..

ويمتاز البحر الوافر كما رأينا سابقا، “بموسيقاه العذبة، ونغماته المتسارعة المتلاحقة”. واعتبره البعض: “ألين البحور، يشتد إذا شددته، ويرِقّ إذا رققته”. وقد طاوع الشاعر، في التعبير عن حسرته وحزنه، لواقع الطفولة في غزة، على لسان طفلة بريئة، تحكي قصتها للعالم، واجتماع الرزايا عليها، وتطلب الصلاة دامعة في محراب الصبر.

لذلك جاءت القصيدة، على شكل همسات حزينة. ويعكس تغير القافية، وطول السطور، حالة الطفلة المبعثرة، بين بين ذكريات الماضي السعيد، والجرح المفتوح على مستقبل، لا أفق له، ربما: (ومن يدري؟!، فقد أبكي مدى الدهرِ، على الأصحاب والأهلِ، على الزيتون والنخلِ، على كتبي.. على لُعَبي، على المليار والعربِ).

 بحر غزة / أبو حمزه الحنفاشي – محمد أحمد الرازحي

يدهشك الشعب اليمني بإيمانه وحماسته، واستعداده للعطاء بلا حدود. شعب عزيز، ينضح عزة وكرامة، وغيرة وشهامة. وقد قدمت الساحة اليمنية، في المجال الإنشادي، أعمالا كثيرة حول طوفان الأقصى. وقصيدة “بحر غزة”، غيض من فيض تلك الأعمال الإنشادية. عمل جميل، من جميع الجوانب، يهز كيان الإنسان.

“بحر غزة”، من أداء: أبو حمزه الحنفاشي ومحمد أحمد الرازحي، وكلمات: أمين خالد. موسيقى ثورية إبداعية، وكلمات قصار، قوية عاصفة، ولحن متقن، وأداء يرشح صدقا، يضعك في صورة الطوفان، ترى جموع اليمنيين، رافعة صوتها: “مــوت لأمريكا، مـوت لإسـرائيل”، واثقة في “بحـر غـزه” الذي “فـاض”، “يقضي امراً قاض”.

https://www.youtube.com/watch?v=3uMDiCbY5i0

شـب صـوت الـنـارْ

واعـلـن استــنـفــارْ

لـ قصى خط احمرْ

قــبــلـة الاحـــــرارْ

ما نهاب من المـوت

كـبـروا بــالـصــوت

مــوت لأمــــريـكــا

مـــوت لإســرائيـل

الــجــهــاد ابــــرق

حـــرب دق الـــدق

قــودهــا وازحــف

فــك ذات الـحَـلّـقْ

طمئن فـلســطـيـن

للـقـدس متجـهين

نـفــديـهــا بالـــدم

بالروح وبـالـعـيـن

ساعـة الطـقــات

نعشق الـفزعـات

مــن يـــعـاديـنـا

مات بالـحسرات

للالـــه جــنــود

نعـشق البـارود

لادخلنا حــرب

قـدهـا وقـدود

بـحـر غـزه فـاض

يقضي امراً قاض

تغـرف امـواجـه

من بعـمقه خاض

فتح الاقصى حان

بيدين الشـجـعـان

يا معـانـد لك بـحر

قـدامـك طـوفـان

مـن يوطي الراس

بالــقـدم يـنــداس

واحنا حد الـغـيم،

رافـعـيـن الــراس

لامـنـاص الـيــوم

ويش بقى يا قوم

نصـر او شـهــاده

امــرنا محــسـوم

 فلسطين سوف تتحرر / ماهر زين

إنه البطش ذاته يتكرر، ويتضح اليوم أكثر وأكثر..

“فلسطين سوف تتحرر”: إبداع جميل، للمنشد ماهر زين، صدر سنة 2009، ولا زال يسري على مشاهد اليوم، ما دفعه لنشره مرة أخرى، بعد الطوفان مباشرة، وذلك يوم 8 أكتوبر، 2023. وهو عبارة عن صرخة قوية -بالإنجليزية-، تستنهض العالم، لنصرة المظلوم، وتؤكد على الحقيقة الحتمية: “فلسطين غدا ستصبح حرة”.

إبداع جميل، تتضافر فيه الكلمات مع الموسيقى، وأداء الفنان بروحه وجوارحه، ومع الصورة، للتعبير عن الحزن، والإباء، والثقة بالنصر. الإخراج: رسومات تعكس معاناة شعب، من خلال طفل أعزل، يقاوم المحتل القائم على البطش، ويصل في الأخير للحرية، التي طالما حدثنا بعضنا بها: “لأن روح-ـهُ- ستبقى دائما حية”.

https://www.youtube.com/watch?v=aaL5MdGL4nU

كل يوم نقول لبعضنا البعض

أن اليوم سيكون

سيكون الأخير وأننا غدا

سنتمكن من العودة إلى وطننا أحرارا

وأخيرا كل هذا سينتهي

فلسطين غدا ستصبح حرة

لا أم ولا أب لكي يمسحا لي دموعي

لهذا لن أبكي

أشعر بالخوف لكني لن أظهر مخاوفي

أُبقي رأسي مرفوعا

لا أحمل أدنى شك في أعماق قلبي

أن فلسطين غدا ستصبح حرة

رأيت الصواريخ والقنابل تبرق في السماء

كقطرات مطر لامعة في ضوء الشمس

تأخذ مني كل شخص محبب إلى قلبي

وتدمر أحلامي في غمضة عين

أين ذهبت حقوقنا كبشر؟

أين ذهبت قداسة وحرمة الحياة؟

وكل تلك الأكاذيب الأخرى؟

أعرف أني ما زلت طفلا صغيرا

لكن أما زال ضميرك حيا؟

أه، نعم

سأعانق بيدي العارتين

كل حبة رمل ثمينة

كل حجر وكل شجرة

لأنهم مهما فعلوا

فلن يستطيعوا أبدا إيذاءك

لأن روحك ستبقى دائما حية

فلسطين غدا ستصبح حرة

 دحية طوفان الأقصى / فريق الوعد الفني

نختم بالفرح، والنصر الحتمي، وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى، من أي وقت مضى. مع فريق الوعد الفني، الذي قدم للنشيد المقاوم: “طوفان الأقصى” ، “أكتوبر أم الملاحم” ،.. الذي تبنته المقاومة رسميا. مع فريق الوعد في “دحية طوفان الأقصى”. وهي أغنية بدوية تحكي عن المقاومة الربانية، وإبداعاتها الميدانية الأخيرة.

أسلوب شعي ساخر، وكلمات أبلغ من السيف، للشاعر: أبو المعتصم، وألحان: من التراث الفلسطيني، تتحدى المحتل، وتُشيد بالشعب، وأداء القائد محمد الضيف، وإخوانه في كتائب القسام. إبداع ينضح جمالا، يأخذ بتلابيب القلوب. وما حذفُ أعمال فريق الوعد الفني حول الطوفان على اليوتيوب، إلا دليل آخر على فاعليتها.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...