| السويداء – عبير صيموعة
دفع الوضع المعيشي السيئ في ظل تدني الدخل للكثير من المدرسين إلى تقديم استقالاتهم، ولجوء عدد كبير منهم إلى السفر خارج البلاد بحثاً عن فرصة عمل لتحسين أوضاعهم المعيشية الأمر الذي أدى إلى نقص ملحوظ بعدد المدرسين في مدارس السويداء في اختصاصات مختلفة وخاصة الاختصاصات العلمية من الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها.
كما أدت الاستقالات تلك إلى إرباك العملية التعليمية في المدارس ودفعت كثيراً من إدارات المدارس إلى إغلاق شعب الفرع العلمي ضمنها وخاصة ضمن مدارس الريف ما شكل ضغطاً كبيراً على مدارس التعليم الثانوي في المدينة وزاد من إرباك الأهالي والتربية على حد سواء.
وسجلت العديد من المدارس استقالات من مدرسي الاختصاص لمصلحة المدارس الخاصة في المدينة لارتفاع أجور المدرسين فيها مقارنة بالمدارس الحكومية والذي أدى بدوره إلى رفع أقساط تلك المدارس إلى حدود المليون ليرة للطالب الواحد تحت ذريعة استقبالها أفضل المدرسين على ساحة المحافظة، فضلاً عن لجوء الكثير من الأهالي إلى نقل أولادهم إلى تلك المدارس بحثاً عن المستوى الأفضل للمدرسين القائمين على العملية التدريسية وخاصة ضمن شعب الفرع العلمي للشهادة الثانوية.
وأكد كثير من مديري مدارس التعليم الثانوي النقص الكبير من مدرسي الاختصاص للفرع العلمي ومحاولتهم تعويض ذلك النقص بالمدرسين الوكلاء، علماً أن خبرة البعض منهم لا يمكن مقارنتها بخبرة المدرسين الأصلاء، مشيرين إلى أن المسابقات التي لجأت إليها مديرية التربية لتعويض النقص بالمدرسين أصحاب الاختصاصات العلمية من رياضيات وفيزياء وكيمياء لم تستطع أن تسد النقص الحاصل من جراء الأعداد القليلة التي تقدمت للمسابقة ضمن تلك الاختصاصات.
مؤكدين أن مجمل تلك الأسباب انعكست سلباً على العملية التدريسية، حيث أشار عدد كبير من العاملين في القطاع التربوي ممن التقتهم «الوطن» إلى أن أسباب تقديم استقالاتهم إنما تعود إلى الأوضاع الاقتصادية وغلاء كل سبل المعيشة وعدم تحقيق الراتب حالة الاستقرار المعيشي مع الالتزامات المادية الكبيرة المطلوبة مع عجز الراتب عن تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية من مأكل وملبس وطبابة، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى بأعمال إضافية لسد العجز في المصاريف، إضافة إلى البحث عن فرص عمل خارج البلاد بعقود عمل مقبولة من جراء فروقات أسعار الصرف بين عملة تلك البلاد وقيمة الليرة.
مصدر مسؤول في مديرية تربية السويداء أكد لـ«الوطن» أن النقص بكوادر التدريس وبكل الاختصاصات واقع مفروض وليس بجديد وتعود أسبابه الرئيسية إلى صعوبة الوضع المعيشي وتدني الدخل مع اضطرار جميع المدرسين للعمل بأعمال إضافية خارج ساعات الدوام الرسمي أو اللجوء إلى الدروس الخصوصية أو معاهد التقوية الخاصة أو تقديم استقالاتهم.
دائرة الشؤون الإدارية في مديرية تربية السويداء أوضحت لـ«الوطن» أن تقديم طلبات الاستقالة بات واقعاً ضمن القطاع، موضحة أن معظم الاستقالات كانت لمعلمين تجاوزت سنوات خدمتهم الوظيفية الـ25 سنة مع تأكيدها على قبول الاستقالة للراغبين، وذلك في حال وجود كوادر كافية ضمن القطاع التربوي قادرة على ملء الأماكن الشاغرة، مع إشارتها إلى أن الاستقالات التي يتم التوقف عندها أو رفضها إنما تعود لأصحاب الاختصاص ممن لا تجد مديرية التربية بديلاً عنهم مثل مادة الرياضيات أو مواد علمية أخرى.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن