إن الحرائق التي حصلت في غابات اللاذقية في أكثر من ٦٠ موقعاً خلال اليومين الماضيين، من بينها ثلاثون موقعاً حصلت بنفس اللحظة في مناطق متفرقة من المحافظة من البدروسية شمالاً عبر جبال القرداحة حتى الحفة جنوباً والمزيرعة شرقاً، يشير إلى أن هذه الحرائق ليست مفتعلة فقط، بل هناك جهة منظمة لديها الإمكانات اللوجستية والبشرية المختصة، خططت ونفذت وأشعلت هذه البؤر العديدة في رؤوس الجبال البعيدة عن بعضها عشرات الكيلومترات في الوقت المناسب من الطقس الذي يساعد على انتشار الحريق بسرعة،
وهدفها تخريبي بامتياز للقضاء على الثروة الحراجية في البلد.
ولا أستبعد أن يكون وراءها جهات أجنبية مساعدة،
وهذا ينطبق أيضاً على حرائق منطقة جبل الحلو في حمص، التي حصلت قبل حرائق اللاذقية، ولا أستبعد أن يقوموا بإشعال حرائق جديدة في مناطق أخرى.
ويجب البحث عن هؤلاء وعن الجهة التي يسّرت لهم هذا الأمر ومعاقبتهم بأشد العقوبات.
وهنا أود أن أؤكد على أربع مسائل أساسية، نأمل أن تعمل على تنفيذها الجهات الوصائية المختصة في الحكومة دونما إبطاء:
١— شق طرقات زراعية في كل مناطق الغابات، بحيث تستطيع فرق الإطفاء الوصول إلى أي منها عند حدوث الحريق، وتمنع انتشاره إلى مسافات أبعد.
٢— بناء خزانات تجميع مياه الأمطار في المناطق التي يصعب تأمين المياه فيها عند حدوث الحريق لاستخدامها عند الحاجة، ويفيد هنا أيضاً بناء السدات المائية في الأماكن الملائمة لذلك ، والتي حددنا بعضها في الدراسات التي قمنا بها في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد سابقاً للمنطقة الساحلية.
٣— تأسيس نظام إنذار مبكر لكشف حرائق الغابات اعتماداً على التقنيات الرقمية الحديثة، والتي فصلتها في مقالي الذي نشر في صحيفة تشرين في الأول من هذا الشهر.
٤— يمكن أيضاً اعتماد طريقة قشّ الأعشاب قبل يباسها من خلال إعطاء تراخيص نظامية للمواطنين، تعود نتيجتها في النهاية بالفائدة على الدولة والمواطن.
نأمل العمل سريعاً والأخذ بهذه التوصيات كي لا نعود في الأعوام المقبلة ونقع في نفس المطبات.
أحيي الجهود الكبيرة والعظيمة التي بذلت من قبل الدولة والمواطنين في إخماد هذه الحرائق.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين