عاصفة من الجدل تشهدها مصر بعد إعلان وزير التعليم عن تعديلات في النظام التعليم الثانوي يقضي أحد البنود فيها بإضافة مادة الدين للمجموع، وهو الأمر الذي استحسنه قوم، واستنكره آخرون.
الإعلامي إبراهيم عيسى كان أبرز المعترضين على التعديل، وقال ما نصه: “انتوا بتتكلموا بجد؟ هتدخلوا الدين في المجموع؟
تصريح #رئيس_الوزراء أن هدف نظام #الثانوية_العامة الجديد التخفيف عن الأسرة المصرية مصيبة.
هدف أي نظام تعليمي في أي دولة محترمة تأهيل المجتمع للمستقبل وإعداد جيل جديد لتحمل المسؤولية.
نحن أمام مجموعة من محدودي الكفاءة فشلوا في الحاضر ويضيعوا المستقبل.
pic.twitter.com/wTuHd8wmtR— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) January 9, 2025
انتوا مين بالظبط؟
أنتم فين؟: عيسى اعتبر القرار مثيرا للفتنة ويتعارض مع مدنية الدولة، وقال صراحة: “طب إحنا دلوق تي داخلين على فتنة. انت بتعمل حاجة غريبة جدا وبتحول التعليم إلى مادة مذاكرة وحفظ.
وبينما قاعدين تقولوا..خوتونا بالكلام عن مادة الأخلاق..وهنعمل مادة للأخلاق.
على الجانب الآخر استحسن كثيرون القرار، مؤكدين أن القرار صائب والعودة للحق فضيلة.
أحد المستحسنين للقرار قال إن الدين الاسلامي والقرآن الكريم دستور كامل من القوانين الأخلاقية والمدنية والاجتماعية وهو دستور يضبط سلوك المسلمين في جميع أفعالهم.
من جهته اعترف عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق بأن ربط البعض بين إدخال درجات التربية الدينية في مجموع (البكالوريا !) ومشروع الديانات الإبراهيمية (لدونالد ترامب )لم يخطر في باله، مشيرا إلى أنه ربط يبدو معقولا في غيبة أي تفسير رسمي آخر.
نظام التعليم المصري الجديد. pic.twitter.com/wUB9vRxWc5
— محمد مكاوي𓂆 (@mekaw9) January 9, 2025
ودعا حماد للوضع في الاعتبار أن فكرة الديانات الإبراهيمية مثلها مثل غيرها من مشروعات السياسة الخارجية الأمريكية من تصنيع مراكز الفكر الاستراتيجي الكبري هناك، لافتا إلى أن هذه المراكز مشغولة جدا بالتعاون مع نظيرتها الإسرائيلية بتغيير المنطقة من كل الوجوه لحساب المشروع الصهيوني.
واختتم قائلا: “وإذا كانت خطط التغيير قد نجحت عسكريا وسياسيا فقد بقي أن تنجح ثقافيا وشعبيا وأقصر وأفعل طريق لذلك هو الدين “.
في ذلت السياق قال د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن قضايا قومية مصيرية خطيرة مثل التعليم واصلاحه لتخليصه من عيوبه ونقائصه وسلبياته التي اوصلته الي حاله الراهن من التدهور والضعف والتدني، يجب ان تناقش من منظور قومي استراتيجي شامل، وفي دوائر مجتمعية واسعة يكون لاساتذة وخبراء التعليم الثقل الاكبر فيها.
التعليم المصري يستعد لتطبيق #البكالوريا.. نظام دراسي جديد يتضمن دمج المواد الدراسية وامتحانات دولية مرتين سنويًا ومرونة في إعادة الاختبارات بهدف تعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب وتأهيلهم للمنافسة عالميًا.#عينك_على_العالم #مصر #الثانوية_العامة pic.twitter.com/3l79WahZnC
— العين الإخبارية (@AlAinNews) January 9, 2025
وأضاف أن هذه ليست قضية عادية ينفرد بالقرار فيها وزير أو مسئول واحد لتصبح قراراته بعدها نهائية ونافذة ولا تقبل التراجع عنها، مشيرا إلى أن ربط التعليم بالتنمية البشرية أمر لا خلاف عليه، مؤكدا أن التعليم هو الوعاء الرئيسي للتنمية البشرية ، لكن العبرة هي بالكيفية التي يتم بها هذا الربط بينهما حتي تؤتي العملية التعليمية افضل ثمارها في دعم وتعزيز اهداف التنمية البشرية المنشودة والدفع بها للامام في مجتمع اصبحت التنمية البشرية فيه احد ابرز التحديات التي تواجهه وتؤثر في مستقبله .
وقال إن اساس هذا كله هو التخطيط الجيد والمحسوب بكافة ابعاده ومجالاته لهذه العلاقة العضوية الوثيقة بين التعليم والتنمية البشرية ، مشيرا إلى أن الفجائية والعشوائية والارتجال، مكمن الخطر علي التعليم والتنمية البشرية معا.
وقال إنه بغير تعليم جيد- عملية تعليمية متميزة ومتكاملة في كافة عناصرها ومكوناتها وتستند الي قاعدة واسعة من التوافق المجتمعي العام عليها وعلي قبوله وتحمسه لها واقتناعه التام بها- فإنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية بشرية حقيقية واعدة يمكن التعويل او البناء عليها، مشيرا إلى أنها اهدار للوقت والجهد في ما لا جدوي منه او لا طائل من ورائه.. اذ لا معني لان نستمر كل تلك السنوات في سلسلة لا تنتهي من التجارب المكلفة والاخطاء الفادحة التي لم نعد قادرين علي تحملها والاستمرار فيها وتجارب العالم التعليمية الناجحة كلها امامنا.
واختتم مقلد داعيا إلى وقفة معه للمراجعة واعادة التقييم ،مؤكدا أن هذا هو حق البلد علي الجميع.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم