آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » عالم متعدد الأقطاب.. كيف غيّر صعود دول الجنوب في موازين النظام العالمي الجديد؟

عالم متعدد الأقطاب.. كيف غيّر صعود دول الجنوب في موازين النظام العالمي الجديد؟

ملامح مختلفة يحملها النظام العالمي الجديد، في وقتٍ تتطور فيه العلاقات الاقتصادية بين دول الجنوب وتتصاعد بشكل مستمر. عالم التعددية القطبية بات قريباً مع الحراك المستمر لتلك الدول، وتأسيس هيئات مثل الـG77 والبريكس.

 

سياسة

اليوم 14:26

عالم متعدد الأقطاب.. كيف غيّر صعود دول الجنوب في موازين النظام العالمي الجديد؟

من اجتماع “g 77” في مدينة تاريخا البوليفية 2014 (أرشيف)

“نموذج جديد للعلاقات والتكامل يُنتج عالماً متعدد الأقطاب”، هذا ما صرّح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الاقتصادي الشرقي الثامن. في ظل مساعٍ للتخلص من الهيمنة الأميركية وشقّ الطريق نحو عالمٍ متعدد الأقطاب.

 

يأتي ذلك في وقتٍ تتطور فيه العلاقات الاقتصادية بين دول الجنوب وتشهد تصاعداً مستمراً. فأيّ ملامح يحملها النظام العالمي الجديد؟

 

عالم جديد متعدد الأقطاب، عالمٌ يختلف شكلاً ومضموناً عن النظام الدولي القائم ويطوي صفحة النظام الأحادي الذي فرضته الهيمنة الأميركية بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي، هذه المساعي تشمل ما تقوم به روسيا وما تروّجه بالتعاون مع شركائها، ولا سيّما دول الجنوب العالمي التي تشهد صعوداً اقتصادياً مستمراً.

 

بات العالم اليوم نموذجاً للتعددية القطبية مع التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موجّهاً الاتّهامات إلى الدول الغربية بتخريب المنظومات الاقتصادية والمالية والزراعية في العالم.

 

إعلان بوتين جاء بالتزامن مع زيارتين رئيسيتين لروسيا، الأولى زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وسط تحذيراتٍ أميركية، والأخرى زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، وتأكيد بوتين أنّ العلاقات الروسية الصينية وصلت إلى مستوىً تاريخي.

 

زياراتٌ تحمل الكثير من الرسائل إلى واشنطن وحلفائها، وتُبرز معالم النظام المتعدد الأقطاب الذي بات واقعاً يترسّخ مع عدم تسليم هذه الدول بما تريده الولايات المتّحدة وتأمر به.

 

 

ولعلّ زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للصين وإعلانه رغبة بلاده الانضمام إلى مجموعة البريكس لتسريع ولادة عالمٍ جديد خير دليلٍ على ذلك.

 

بات الجنوب العالمي قطباً أساسياً في النظام العالمي الجديد، القائم على نموذجٍ اقتصاديٍ عادل، يدعو فيه إلى توطين الثروات لمصلحة الشعوب في العالم، لا لمصلحة الشركات الكبرى الخاصة، أو دولٍ دون سواها، بعد أن ذاق هذا العالم ما يكفي من الهيمنة الأميركية على الدول وثرواتها.

 

محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية، مسلم شعيتو، يرى أن روسيا رفعت شعار العالم متعدد الأقطاب، وتبنته وبدأت تسلكه بكل الأشكال السياسية والعسكرية، ومن ثمّ الاقتصادية بهدف الوصول إلى تعدد الأقطاب.

 

ويضيف شعيتو أن المنتدى الاقتصادي في الشرق هو جزء من الخطوات التي تسعى روسيا لتحقيقها باتّجاه تعدد الأقطاب، بكل أشكاله، والمظهر الاقتصادي هو أهم وسيلة من أجل تحقيق ذلك.

 

مواضيع متعلقة

قام الرئيس شي جين بينغ حفل ترحيب على شرف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

الرئيس الصيني يرفع مستوى العلاقات مع فنزويلا خلال لقائه مادورو في بكين

اليوم 14:24

 

من المتوقع أن تمدد السعودية وروسيا خفضهما الطوعي بمقدار مليون برميل يومياً الشهر المقبل

الطاقة الدولية: تخفيضات “أوبك+” ستتسبب بعجز كبير في السوق خلال الربع الرابع

اليوم 13:39

 

أما عن صعود دول الجنوب العالمي في التحليلات الغربية، وكيفية إثارته هناك، يقول محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عز الدين، إن الحديث قد بدأ بعد فشل بايدن في تجميع دول من عالم الجنوب، في المعركة التي شاء أن يخوضها ضد روسيا، ورفض معظمهم أن يتّخذ موقفاً معادياً لروسيا.

 

من جهته، يتحدث منذر سليمان محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، عن العامل الداخلي الأميركي المهدد لمكانة الولايات المتحدة الأميركية عالمياً، قائلاً إن “مكانة أميركا مرتبطة بعوامل داخلية وأخرى خارجية”.

 

ويضيف سليمان: “داخلياً وعلى المستوى الاقتصادي كل سنة، تأتي مسألة رفع سقف الديون في أميركا، التي تبلغ 31 تريليون دولار، 24% منها خارجي، إذاً، فإن الوضع الاقتصادي الأميركي يفيد بأن أميركا لا يمكن أن تستمر في العيش”.

 

 

أما عن مكان الجنوب في التعددية القطبية، فيرى عز الدين أنه فضلاً عن الجانب السياسي، هناك النموذج الاقتصادي، الذي عبّر عنه الرئيس الكوبي في خطابه في قمة البريكس في جنوب أفريقيا، حين قال إن البريكس ومجموعة الـ77 ، اللتان تمثل دول الجنوب عمادها، هما المحركان المزدوجان في تغيير النظام الدولي الحالي.

 

وعن إمكانية أن تحاول واشنطن تعطيل هذا النظام العالمي متعدد الأقطاب وعرقلته، يتحدث سليمان عن أهمية القوة الاقتصادية بالنسبة للسياسيات الأميركية، ويرى أنّها “أساس الهيمنة الأميركية، ومن هنا نجد تركيز أميركا على الصين وروسيا بالتحديد وجزئياً الآن ربّما على الهند، فتسير الولايات المتّحدة في مسارين، مسار نسج التحالفات العالمية، ومسار تطويق الصين”.

 

ويضيف سليمان: “لن يكون هناك إعلان رسمي لنهاية القطبية الواحدة، بل سيكون هناك نتائج تقول إنّ الإجراءات الأحادية الجانب لأميركا أصبحت من دون مفعول، وعندما نصل إلى هذه الحالة، يمكننا القول إننا باشرنا في عالم متعدد الأقطاب”.

 

 

ويؤكد شعيتو أن “دور مجموعة الـ77 والصين بالاتّجاه نحو عالم متعدد الأقطاب، هو الأساس قبل البريكس، لما تجمعه من عناصر ودول عانت من الاستعمار وترفع شعارات أكثر تطوراً من البريكس، التي تبدو كأنها محايدة في صراعاتها الدولية”.

 

ويضيف: “أعتقد أن على البريكس والـ77 أن يتعاملا ضمن هدف سياسي مشترك، وأن تكون كل منهما عضواً في المنظمة الأخرى على خلفية سياسية، وأيضاً على خلفية اقتصادية”.

 

من جهته، يقول عز الدين إن هناك تقصير كبير في العالم العربي في حجم مشاركته بحراك دول الجنوب، ويرى أنه “نحتاج في العالم العربي والإسلامي إلى إعادة نهضة، وتغيير موازين القوى والمواجهة الأميركية، التي تخوضها إيران ومحور المقاومة، واستكمالها مع عالم الجنوب بالتطوير والتكامل”.

 

بينما يجد سليمان أن قدرة سوريا على الصمود، خلال الحرب المفروضة عليها، كانت إحدى المحطات التي تؤدي دوراً هاماً في تعطيل هيمنة الولايات المتّحدة، ويتابع: “كذلك لاحظنا في قمة العشرين الأخيرة أن البيان الختامي الذي تحدث عن أوكرانيا كان بياناً عمومياً، بالتالي فإن قبضة الولايات المتّحدة تتراخى، ونتائج الحرب في أوكرانيا ستكون الدلالة الفاصلة الواضحة على كيفية تشكيل النظام الدولي الجديد”.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الغضب يجتاح إسرائيل.. الآلاف من الإسرائيليين ينزلون للشوارع للمطالبة بانتخابات مبكرة وإبرام صفقة تبادل مع “حماس”

تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مدن منها تل أبيب وحيفا، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”، وإسقاط الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ...