آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » عالَمُنا المَأْزومُ، والكِتابَةْ!.

عالَمُنا المَأْزومُ، والكِتابَةْ!.

 

أَحمدْ يوسف داود

لَيسَتِ الكِتابةُ مُجرَّدَ إِمْساكٍ بالقلمِ وجرِّهِ على الوَرَقِ، أَو فَتْحِ الحَيِّزِ المُتاحِ لَها على أَحدِ الأَجهِزةِ التي حَلّتْ (قَضيّةَ الكِتابَةِ) بحَركةِ الأَصابِعِ كيفَما اتّفقَ على الأَجهِزةِ الإِلِكتْرونيّةِ الحَديثَةْ، بَلْ هيَ – أَصلاً – عَمليّةُ إِرْسالٍ وإِيصالٍ لِتَلقّي مايُفتَرضُ أَنّهُ مُفيدٌ، إلى: آخَرَ، أَو آخرينَ، مِمَّنْ يَعنيهِم أَمرُ ماقد يُرسَلُ، ويُفيدُهُم – أو إنّهُ يَهمُّهم – بِهذا القَدرِ أَو ذاكْ.. إِلى آخِرِ الأُمورِ التي يُمكِنُ لَنا تَعدادُها هُنا منْ أَهدافٍ يَحمِلُها هذا الإِرسالْ!.
وبِقَدرِ مايُمكنُ أنْ يَكونَ ذلكَ مُفيداً، يُمكِنُ أَنْ يَكونَ ضارّاً، أو حتّى مُؤذِياً وقاتِلاً، بِهذا القَدرِ أَوْ ذاكَ أَيضاً، في ماباتَ يُسمّى بِاسمِ: (العالَمِ الافْتِراضِيّْ)!.
ومنَ المُفيدِ هُنا أنْ نُذَكِّرَ أنَّ هذا (العالَمَ المُسمّى افتِراضِيّاً) هُوَ جُملَةٌ منْ عَوالِمَ أَوْ (مَواقِعَ) يُقالُ في كلٍّ مِنها مايُريدُ مَنْ هم مُشتَرِكونَ فيهِ أَنْ يَقولَهُ كُلٌّ مِنهم، وغالِبيَّتُهم مِنْ ذَوي الشُّهرةِ، أَوْ ذَوي (المَقاماتِ الخاصّةِ!) على وَجهِ الإِجمالِْ لا الحَصْرْ، بُغيَةَ إِيصالِ مايُرادُ إيصالُهُ: إلى الخُصومِ أوْ إلى الأَصدِقاءْ!.
وبالطّبعِ، نَحنُ هنا لَسْنا مِمّنْ هُمْ مَعنِيّونَ بِشَيءٍ مِمّا قد يُقالُ هُناكَ: مِنْ قِبلِ كَثيرينَ مِمّنْ هُم أَصحابُ مَواقِعَ خاصّةٍ بِهِمْ فيهْ!.
وبالطَّبْعِ أَيضاً، لابدَّ لَنا هُناكَ من أَنْ نَهتَمَّ بِما يُصرِّحُ بِهِ نَفَرٌ منْ كِبارِ مَنْ هٌم رِجالاتُ الدُّوَلِ العُظمى – أَوْ حتّى غَيرِ العُظمى – لكَثيرٍ من الأَسْبابِ الّتي تَفرِضُها (حَركةُ عالَمِنا)، وتَوجُّهُ أَطرافِ صِراعاتِهِ، وَما لِكلِّ طَرَفٍ منْ حُلَفاءٍ ومِنْ خُصومْ.. إلى آخِرِ مالا يُمكِنُ لَنا هُنا تَعدادُهُ أَوِ الإحاطَةُ بِهِ، وبِمَدى جَدِّهِ أوِ عَدَمِ الصِّدقِيَّةِ فيهْ!.
لكنَّ كلَّ ماسَبقَ ذِكرُهُ حتّى الآنَ لايَعني أَنَّ العالَمَ بِخَيرٍ، أو إنّهُ ليس في حالٍ قد تَكونُ الآنَ مُنْذِرَةً بما هوَ أَفدَحُ الشُّرورِ على الإِطْلاقْ!.
إنَّ مايَهُمُّنا، بَعدَ الذي سَبَقَ كُلِّهْ، هو أَنْ نقولْ: إنَّ عالَمَنا هذا كُلِّهِ لم يَكنْ، منْ قَبلُ يَوْماً، على (كَفِّ عِفريتٍ!) بنَفسِ الحِدَّةِ المُريعَةِ الّتي هُوَ فيها الآنْ.. وهذِهِ (الحِدَّةُ) غَيرُ المَسبوقَةِ، خلالَ تاريخِ الجِنسِ البَشَريِّ كُلِّهْ، تَبدو الآنَ كأنَّما هِيَ (قَيدَ الإِنْجازِ) الذي هُوَ مُتَواتِرُ السُّرعَةِ تَواتُراً مُريعاً للتَّحَقُّقِ المُنتَظَرِ عَقِبَ (غَلطَةٍ كُبرى) واحِدَةٍ من قِبَلِ أَحَدِ فَريقَيْ (الصِّراعِ العالمِيِّ الحادِّ) الآنْ.. حَيثُ إنْ وَصلَ هذا الصِّراعُ إلى (الذُّروَةِ) التي لَيسَ بَعدَها كابحٌ لَها، فإنَّ (قَضيَّةَ بَقاءِ الجِنسِ البَشريِّ) سَتَكونُ أَمراً أَقرَبَ إلى حَدِّ الاستِحالَةْ، ورُبَّما قد لايَكونُ ذَلكَ (بالأَمر البَعيدْ)!.
(موقع سيرياهوم نيوز-٣)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أقوالٌ وأحٌوالْ!ْ.

!   أحمد يوسف داود     رَغمَ أنّهُ ليسَ لديَّ مايُفرِحْ، فليسَ هُناكَ بالمُقابلِ ما يُمكِنُ لي أنْ آسَفَ فِعلِيّاً عليهْ!. ومنَ المُؤكّدِ أنّني ...