آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » عبء التاريخ على حاضرنا

عبء التاريخ على حاضرنا

 

 

عدنان كامل الشمالي

 

 

تنازعت بطون قريش منذ قرون، وكان بين بني أمية وبني هاشم اختلاف طويل، جوهره السلطة والنفوذ.

كتب التاريخ صفحات من الأحداث والصراعات، لكنها بقيت شأن من عاشوها، وحسابه عند الله وحده.

 

مرت القرون، وتبدلت الحياة، وذابت الفوارق القديمة، وتداخلت الأنساب والموروثات.

ومع ذلك، نجد اليوم من يظل يتمسك بالماضي، يرفع شأن أحداث مضت منذ قرن ونصف، ويجعلها معيارًا للحاضر، كأنها أكثر أهمية من حاضر الوطن ومستقبل أبنائه.

هذا التمسك بالماضي يضع عبئًا على حاضرنا، يضعف وحدتنا، يعقد مصالحنا، ويهدد مستقبل الأجيال.

 

اليوم، تتفكك الأسر وتضعف صلة الرحم، وتصبح المحبة بين الأقارب شحيحة، والزيارات نادرة.

وفي الوقت نفسه، تتصدر فضاءاتنا أحداث وموروثات قديمة، كأنها معيار للحاضر، بينما الروابط الحقيقية بين الناس تنهار، ويصبح الماضي البعيد أبلغ أثرًا من دفء البيوت الحاضرة والعلاقات التي تتضاءل أمامه.

 

أعداؤنا كثيرون، وخندقنا واحد، ومصيرنا مشترك، وعيوننا يجب أن تتجه نحو ما يهددنا من الخارج، لا نحو نزاعات مضت منذ زمن بعيد.

 

في النهاية، يظل الوطن أكبر من أي خلاف قديم، أكبر من أي أحداث مضت.

 

الماضي له زمنه وأهله ، أما حاضرنا ومستقبل أبنائنا، فهما بحاجة إلى صفاء الرؤية، إلى التلاحم، وإلى أن تتجه الطاقات نحو بناء ما يبقى، لا نحو إحياء ما أكلته السنون.

 

عبء التاريخ ثقيل على حاضرنا، يعيق خطواتنا، ويترك أثره في كل بيت، في كل علاقة، وفي كل فرصة للعيش المشترك.

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تسونامي الاعتراف بدولة فلسطين…

  حسن حردان يشكل اعتراف أغلب دول العالم، ومنها دول الغرب، بدولة فلسطين تطوراً لافتاً لا يمكن التقليل من أهميته، على الرغم من انه لا ...