| موفق محمد
علمت «الوطن» أن القيادة السورية ستستقبل غداً وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني.
وجددت مصادر في دمشق التأكيد لـ«الوطن»، أن العلاقات في المرحلة الحالية بين دمشق و«حماس»، ستقتصر على عودة حماس كفصيل مقاوم حصراً، وضمن وفد يمثل كل الفصائل المقاومة، من دون أن يكون لها أي تمثيل في سورية.
وتفيد المعلومات، بأن وفد «حماس» الذي سيزور سورية سيترأسه مسؤول العلاقات العربية – العربية في الحركة خليل الحية.
وسبق لـ«الوطن» أن كشفت في العاشر من الشهر الجاري أن القيادة السورية ستستقبل خلال الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة «حماس»، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، وذلك بعد إصدارها مؤخراً بياناً أكدت فيه «تقديرها لسورية قيادة وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة»، وعزمها على بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية.
ويأتي استقبال القيادة السورية لوفد فصائل المقاومة الفلسطينية وضمنه ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، بعد جولة الحوارات الفلسطينية – الفلسطينية التي تمت في الجزائر وانتهت يوم الخميس الماضي وصدر عنها «إعلان الجزائر» للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، أن القيادة المركزية لفصائل المقاومة ستعقد اجتماعاً بعد غد الخميس، تجري خلاله تقييماً لجولة الحوارات في الجزائر و«إعلان الجزائر» للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وزيارة وفد «حماس» إلى سورية ولقاءاته، وكذلك مناقشة ترتيبات القمة العربية المرتقب عقدها في الجزائر أوائل الشهر المقبل.
ورداً على سؤال إن كانت عودة «حماس» لدمشق من الممكن أن تسهم بتسريع المصالحة الفلسطينية أم إن المصالحة هي من أعادت «حماس» إلى دمشق؟ أوضح عبد المجيد أن «اللقاءات الفلسطينية – الفلسطينية التي تتعلق بالمصالحة بغض النظر عن الموقف منها، نعم ساهمت وتسهم في إعادة علاقة «حماس» مع سورية، وقد سبق ذلك العديد من اللقاءات بين الفصائل و«حماس» في بيروت وساهمت إلى جانب الجهود التي بذلت في عودة هذه العلاقة من أجل مصلحة سورية وفلسطين في ظل مفصل تاريخي كبير ومن أجل ترميم العلاقات بين أطراف محور المقاومة وبما يخدم الأهداف المشتركة».
وأكد عبد المجيد أن ما جرى في الفترة الماضية يوجب مراجعة نقديــة شاملة من قبــل حركــة «حمــاس» حتى نستطيع القــول: إن هذا الترابــط الفلسطيني السوري يتعزز.
وتمنى أن يتم تطبيق ما تم التوافق عليه في الجزائر فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، لكنه لفت إلى أن حوارات الجزائر هي العشرون التي تجري بين الفصائل، ولدينا ولدى شعبنا شكوك في إمكانية تطبيق النصوص التي تم التوافق عليها لأن «إعلان الجزائر» هو تكرار للعديد من الوثائق التي صدرت في عدة عواصم عربية وعالمية عقدت فيها جولات مثل هذه الحوارات.
وأوضح أنه: «نتفهم النيات المخلصة التي قد تكون للجزائر من أجل دفع الأمور إلى وحدة وطنية فلسطينية، لكن هذه النيات اصطدمت خلال الحوارات بخلافات جوهرية كادت تؤدي إلى تفجيرها».
وأشار عبد المجيد إلى أن الخلافات الجوهرية تتعلق بنهجين، نهج تقوده السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني «فتح» من خلال المراهنة مجدداً على مسار سياسي وقرارات الشرعية الدولية، وفي المقابل نهج المقاومة التي شكلت قوة ردع وآخرها ما حصل هذا العام والمتمثل بمعركة «وحدة الساحات».
وأضاف: «لذلك نحن لا نراهن على تطبيق هذا الاتفاق (إعلان الجزائر) وللأسف الشديد نقول إن هذه الجولة ستكون مثل بقية الجولات لأن حركتي «فتح» و«حماس» المتحكمتين بالوضع الفلسطيني لا تزال كل منهما لديها رؤية مختلفة عن الأخرى، والصراع قائم بينهما على السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى المعادلات الإقليمية والعربية التي تحكم هاتين الحركتين والتزاماتهما تجاه هذه العلاقات».
ولفت عبد المجيد إلى أن «إعلان الجزائر» لم يتطرق إلى ما يحدث في الضفة الغربية من حالة نهوض ومقاومة، ولا إلى دعم المقاومة، وكذلك لم يتم تحديد موقف واضح وثابت تجاه ما يجري في الوقت الذي تجتاح فيه إسرائيل العديد من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
وأضاف: «إضافة إلى ذلك هناك تخوف من أن يتم استغلال وثيقة «إعلان الجزائر» في القمة العربية القادمة، حيث ستسعى دول عديدة تتحكم في القمة العربية لمحاولة استغلال هذه الوثيقة لطرح مخططات ومراهنات جديدة تحت شعار عودة المبادرة العربية والسلام وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وقد تُقدم وعود للشعب الفلسطيني بدعم اقتصادي، ولكن للأسف الشديد هذه الدولة التي طبعت وتطبع علاقاتها ولها اتفاقات مع العدو تخطط لاحتواء المقاومة والنيل من حالة النهوض الفلسطينية لمصلحة علاقاتها مع إسرائيل وأميركا، ولذلك نحن نشك أن تأخذ هذه الوثيقة تطبيقاتها العملية بسبب الخلاف الداخلي الفلسطيني ومحاولات القمة العربية القادمة استغلالها وتوظيفها، وهذا ما نأخذه على عدد من الفصائل التي كانت يجب أن تحدد موقفاً واضحاً وأكثر وضوحاً وألا تشكل غطاء لمسارات سياسية في المرحلة القادمة».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن