اعتادت هدى شغري أن تقضي عيد الأضحى المبارك في سورية لكنها لم تتمكن من ذلك هذا العام لمشاركة أهلها فرحة العيد بسبب الإجراءات الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا ما جعل من مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصال عبر الشبكة الوسيلة الوحيدة لتبادل التهاني مع أهلها.
واستجابة لإجراءات التصدي والحد من انتشار فيروس كورونا اقتصرت المعايدات داخل سورية على تبادلها عبر الاتصالات الهاتفية أو المرئية والرسائل القصيرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى دون زيارات.
ورغم أن هذه الطرق بتبادل التهاني والمعايدات بالعيد لا تحمل ذات الالفة إلا أنها باتت الأكثر أماناً لمنع التجمعات في ظل انتشار الجائحة وفق رأي السيدة رندة التي اختارت قضاء العيد في المنزل دون زيارة والديها والاكتفاء بمعايدتهم عبر وسائل التواصل خوفا من أي احتمال لنقل الفيروس لهما كونهما كبيرين في السن مبينة أنها قامت مع زوجها وأطفالها صباح العيد بإجراء مكالمة عبر الفيديو مع والديها وكأنها موجودة معهم وأدخلت لقلبهما الفرح والسرور وحافظت على صحتهما.
السيدة أم علي ربة منزل كانت منهمكة في البحث عن صورة تعبر فيها عن مشاعرها في معايدة جميع معارفها وأحبابها من خلال رسالة عبر الفيسبوك لتأكيد أمنياتها لهم بعيد أضحى مبارك وتقول إن الظروف التي تمر بها البلاد فرضت علينا الالتزام بمنازلنا فكانت المعايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعويضاً مناسباً عن الزيارات المنزلية.
“المعايدة عبر وسائل التوصل الاجتماعي حل مؤقت لحين الانتهاء من وباء كورونا” وفقاً لعلي ميهوب مشيراً إلى أن إلغاء الزيارات الأسرية وبين الأقارب والمعارف واجبة على الجميع للحفاظ على السلامة العامة فيما تبين فاتن كساب المقيمة في ألمانيا أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت خيارها دائما لاختصار المسافات ومعايدة أقاربها وأصدقائها.
المدرب المعتمد في مجالات التدريب والعلاقات الأسرية ميساء خلوف أشارت في تصريح لمراسلة سانا إلى أن طقوس العيد في زمن الكورونا أصبحت مختلفة مع متطلبات التباعد المكاني الملزمة للجميع للوقاية من الفيروس ولذلك بات التركيز على منصات التواصل الاجتماعي كمنفذ حيث أصبحت اللقاءات والمعايدات عبر مكالمات صوتية أو عبر الفيديو الحل السليم والصحي داعية الجميع إلى الالتزام بمنازلهم خلال هذه الفترة الحساسة لأن الوقاية خير من العلاج.
ومن جانبه ذكر عضو مجلس إدارة جمعية حقوق الطفل ومدرب تنمية بشرية يحيى النشواتي أن الوضع الحالي لا يسمح بالزيارات المنزلية حرصاً على سلامة الجميع إلا أن من الواجب إيجاد بدائل لصلة الأرحام تحقق الهدف المنشود معتبرا أن استبدال الزيارات ببوستات تهنئة جامدة مكررة تعتمد على النسخ واللصق يعطي عكس المعاني التي تحتويها الزيارة من حب وتراحم وتدارس لأوضاع الأسر والتكافل معتبرا ان اتصال الصوت والصورة يجعل المعايدة أكثر حيوية وقادراً على إيصال المشاعر الحقيقية.
نور يوسف
سيرياهوم نيوز 5 – سانا