مالك صقور
اضطرت السلطة السوفييتية في سبعينات القرن الماضي أن تسمح لليهود بالهجرة إلى فلسطين المحتلة ؛ نتيجة ضغط الغرب الهائل على موسكو ، بذريعة ” حقوق الإنسان ” و ” الحريات ” . . وركزت الدعايات المضادة للشيوعية والإشتراكية ، على اضطهاد اليهود في موسكو . وازداد سعار هذه الدعاية المضادة ، بعد أن قطع الإتحاد السوفييتي علاقاته الدبلوماسية مع حكومة الكيان الصهيوني الغاصب ، أثر عدوان 1967 – هزيمة العرب الكبرى -وصعدّت الدوائر الغربية والمؤسسات المختصة بالدعاية المضادة ، والبارعة والمشهورة بالتضليل الإعلامي ، وضخ الأموال من أجل تشويه بلد الإشتراكية الأول ونصير الشعوب المستضعفة .ومن المعروف أنها جندّت آلاف آلاف الجواسيس والمرتزقة للتخريب ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي ، . وبقي هذا الصراع تحت ظل أو مسمى الحرب الباردة .. لكن استطاع الغرب من تصنيع ( حصان طروادة ) في موسكو ، وتم تجنيد غوربتشوف ويلتسين اللذان خدعا الجماهير خلال ست سنوات بالوعود الكاذبة ، وفي النهاية نجحا بتفكيك الإتحاد السوفييتي . والعالِمون في الشؤون الدولية يدركون حقيقة ماجرى وكيف تم الأنقلاب – ” التمثيلية ” ، الذي على أثره تفكك الإتحاد السوفييتي ومنهم الباحث الدكتور وديع بشور الذي يؤكد في كتابه ( مملكة الشيطان – المؤامرة مستمرة ) أن أميركا وحدها دفعت ستمئة مليار دولار 600مليار فقط من أجل تفكيك الاتحاد السوفييتي .
وأعود لهجرة اليهود – سبب هذا الحديث – إلى فلسطين المحتلة .. والأكثرية من المهاجرين اليهود إلى فلسطين اصطدمت بواقع الحال واكتشفت هذه الأكثرية الرياء والكذب والخداع والتضليل من قبل الدعاية الصهيونية التي جرتهم إلى ” أرض الميعاد “!!!! وكثير من هؤلاء المخدوعين فرّوا هاربين إلى أوروبا بحجة السياحة ، وطلبوا العودة إلى موسكو ..ولكي يتاح للجميع معرفة الحقيقة ، أجرى تلفزيون موسكو لقاءات عديدة وكثيرة مع المهاجرين العائدين ، وشرحوا معاناتهم ، داخل ( المستوطنات ) جراء السياسة العنصرية التي تمارسها حكومة الاحتلال . وأنا كنت من مشاهدي هذه الحلقات التي أعاد بثها تلفزيون موسكو عدة مرات . ولقد صرح هؤلاء المخدوعون أنهم وقعوا في الفخ والمصيدة ، ومنهم من قال : إن انتقالنا من موسكو إلى ” تل ـبيب ” ، كان مثل الذي ينتقل من الجنة إلى جهنم دفعة واحدة ومباشرة ، ولات ينفع الندم “.
وبغض النظر عن ندامة من ندم أو من لم يندم ، وبغض النظر عن مقولة : ( كل صهيوني هو يهودي ، وليس كل يهودي صهيونيا ً )؛ فإن من قرأ ” المسألة اليهودية ” ل كارل ماركس . و ” المسألة اليهوديه ل دوستويفسكي . و ” المسألة اليهودية ” ل مالك بن نبي . وكل من قرأ شكسبير وعرف ( شايلوك) والشايلوكية سيكون على يقين أن اليهودي يهودي ، وسيبقى يهوديا ً.. وكل همنّا ، هي فلسطين .
لقد ورد في القرآن الكريم : (( ومِنْ أَهْلِ الكتابِ مَنْ إِنْ تأْمَنْهُ بقنطار يُؤَدِهِ إليك ومنهم مَنْ إنْ تأمَنْهُ بدينار ٍ لا يُوّدِهِ إليكَ إلاّ ما دُمتَ عليه قائٍما ))
وأهل الكتاب : هم المسيحيون و اليهود .. فالمسيحي يؤدي الأمانه ولو كانت قنطاراً ..أما اليهودي لا يردُ الأمانة ولو كانت ديناراً واحداً ..فتخيل !!! وهذا جاء في القرآن الكريم ..
واستكمالاً عن هجرة بعضهم من موسكو إلى تل أبيب …ذكرني الصديق كمال بدران بحادثة تدل على خبث اليهودي و مكره وشدة دهائه . وهذه حادثة أو قصة من مئات القصص والحكايات عن اليهود ، التي يتندر بها الروس عن اليهود : ” هاجر يهودي من موسكو إلى تل أبيب . في أثناء مغادرته في مطار موسكو ، كشف خفير الجمارك في أثناء التفتيش على تمثال لينين . فسأل خفير الجمارك المسافر اليهودي : ما هذا ؟! فقال اليهودي : لا تقل ماهذا ؟!
قل : مَنْ هذا؟- هذا فلاديمير إيلتش لينين العظيم .. هذا الذي فجّر أول وأكبر وأهم ثورة في العالم . هذا الذي أجرى منعطفاً مهماً وعظيماً في التاريخ .هذا الذي بنى أول دولة عمال وفلاحين على الكرة الأرضية . هذا الذي قضى على سلطة الرأسمال ، وحطم الإقطاعية و الاستبداد . هذا الذي ساوى بين الملايين من البشر ، هذا الذي ألغى الطبقات ، وألغى استثمار الإنسان للإنسان .هذا رسول السلام . فأول مرسوم أعلنه بعد انتصار الثورة هو مرسوم السلام
وثاني مرسوم هو مرسوم الأرض .صارت الأرض ملكاً للشعب . هذا الذي بنى الإتحاد السوفييتي العظيم .. الذي بفضله هزمنا هتلر والنازية والفاشية . وبفضله انتعشت حركات التحرر في العالم . وبفضله طار أول إنسان إلى الفضاء و . و. ,لهذا كله وأكثر أحببت أن اصطحب تمثاله معي حباً و تقديراً واحتراماً وتعظيماً لكي تبقى القيم التي علمها لينين العظيم ماثلة أمامي كي لا أنسى …أُسقط بيد خفير الجمارك الذي هو عضو في ” الشبيبة اللينينية ” –
( الكمسمول ) ويضع شعار الكمسمول على صدرة ؛ وبعد هذه المحاضرة التي لم يسمع مثلها من قبل اضطر أن يسمح للمغادر المهاجر اليهودي بالسفر ..
في مطار ” تل أبيب ” سأل خفير الجمارك المسافر الواصل عن تمثال لينين : ماهذا ؟ فقال له حالاً : لا تقل ماهذا ؟ قل : من هذا ؟هذا أسوأ رجل في التاريخ . هذا الذي أذّل اليهود واضطهدهم وشتتهم ، وأممّ مصانعهم ، ونهب خيراتهم ، هذا الذي خرق الشرائع السماوية ، واضطهد المؤمنين، وأعلن الإلحاد ، هذا الذي تعلم من كارل ماركس القضاء على سلطة الرأسمال التي يعبدها اليهود .. هذا الملحد الكافر عدو اليهود وعدو يهوا … أنا أحمله معي من أجل السباب والشتم واللعن … فأومأ له بالمغادرة ..
بعد ان استقر به المقام في مستوطنة متواضعة لا تليق به .. وضع اليهودي تمثال لينين على منضدة في غرفته الضيقة ؛ وعندما سأله جاره : من هذا ؟! قال له : لا تقل من هذا ؟ قل : ماهذا ؟! – هذا تمثال – عشرة كيلوات غراماً من الذهب الصافي الخالص ، صهرتها وجعلت منها تمثال ( لينين ) ، ولولا ذلك لم استطع أن أهرب هذه الكمية من الذهب الصافي إلى ”إسرائيل ”
إلاّ بهذه الطريقة ..
1- سورة آل عمران الآية 75
2 في اللغة الروسية : يقال : من هذا ( للعاقل ) ..وماهذا لغير العاقل ..
(موقع سيرياهوم نيوز-١)