عامر الياس شهدا
اشار السيد رئيس مجلس الوزراء الى ان سورية تعاني من ازمات مركبه فرضتها الحرب عليها . وتمت الاشارة في أكثر من مناسبة الى ان من اسباب العجز سعر الصرف . اضافة الى تردي الوضع المالي والاقتصادي والنقدي لسورية بسبب العقوبات احادية الجانب وقانون قيصر .
كل ما طرح اعلاه لا غبار عليه وكلنا يدرك ذلك . ولكن الا يتطلب ذلك عقول ادارية لتخفيف الاثار الناجمه عن هذه الاسباب .
نسأل أعضاء مجلس الشعب وأعضاء اللجنة الاقتصادية بكل احترام وهدوء ودون تشنج :كيف تصل اللجنه الاقتصادية لقناعه علميه فكرية تجعلها ترفع هذه التوصية او تلك للسيد رئيس الوزراء الذي يقوم بدوره باصدار القرار بناء على هذه التوصية ؟
في ١٢ ايلول ورد خبر عن رئاسة مجلس الوزارء يخص استيراد مليون واربعمئة ألف طن من القمح الخبزي الطري . في السابق كانت سورية تبادل قمح قاسي بقمح طري اليوم نستورده .
السؤال المطروح كيف وصلت اللجنه الاقتصادية في نيسان ٢٠٢٣ الى تسعير كيلو القمح ب ٢٣٠٠ ليرة سورية وكان السعر العالمي ٧٠ سنت وسعر الدولار بالسوق الموازي ٧٠٠٠ ليرة سورية . بينما “قسد” سعرته ب ٣٨٧٥ ليره سورية .
رفضت الحكومة بشكل قاطع رفع سعر كيلو القمح .اي رفضوا شراءه بسعر ٤٠٠٠ ليره سورية .ليعلنوا بعد اربع اشهر عن استيراد ١.٤٠٠الف طن قمح بسعر ٧٨ سنت اي ٩٠٠٠ ليره سورية لليكلو .اي لم يدفعوا لعشرات الاف المزارعين السوريين ليدفعوها لمستوردين وفلاحين اجانب!!
الجماعه وقت شراء المحصول لم تتوفر لديهم الكتله النقدية اللازمه لشراء القمح او انهم برروا ذلك ان الشراء سيحدث تضخم .الا انه حين تقرر الاستيراد توفرت لديهم الكتله النقدية اللازمه للاستيراد .ولن يكون هناك اي رفع لطلب الدولار من الاسواق لذلك لن يحدث تضخم فالدولارات قيمة الاستيراد ستنزل من السماء .
نرجو الهدوء وعدم التشنج والروية .
لو ان اللجنه الاقتصاديه رفعت سعر كيلو القمح الى ٣٥٠٠ ليره كانت اشترت كميه اكبر وخفضت من فاتورة الاستيراد .الا انها فضلت ان تدفع سعر الكيلو ٩٠٠٠ ليرة سورية اي بفارق ٥٥٠٠ ليره سورية . حملت خزينة الدولة هدر بقيمة
١٤٠٠٠٠٠طن قمح × ٥٥٠٠٠٠٠ = ٧،٧٠٠،٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠
سبعه تريلون وسبعمائة مليار ليره سورية
اذا حسبت على سعر الدولار اليوم في السوق الموازي نجد ان الخزينه تحملت ٥٥٠٠.٠٠٠.٠٠٠ دولار اميركي . بالامس السيد رئيس الحكومه في مجلس الشعب يقول ان تحريك اسعار بعض المواد المدعومه حقق تخفيض بالعجز ٥.٤٠٠.مليار ليره سورية .
اذا طرحنا هدر صفقة القمح ٧.٧٠٠ مليار من ٥.٤٠٠ مليار نجد ان العجز زاد بمقدار ٢.٣٠٠ مليار ليره سورية . وزاد عجز الميزان التجاري بمقدار ٥،٥٠٠ مليون دولار .اي ان كتلة الصادرات التي اعلن عنها السيد رئيس الوزراء بالامس ٥٢٠٠ مليون يورو باتت في مهب الريح وكل هذا بناء على توصيات اللجنه الاقتصادية .
نعود لنؤكد ان عجز الموازنه سببه نمطية التفكير وارتفاع نسب الهدر ولا يجوز ان تعالج الازمات المركّبة بهذه الطرق .نتمنى على رئيس وأعضاء اللجنة الاقتصادية الهدوء وعدم التشنج . فهكذا موضوعات يلزمها هدوء اعصاب وروية قبل رفع التوصيات والسؤال اين مجلس الشعب من ذلك؟
(سيرياهوم نيوز3-الكاتب)