معن بشور
العدوان الصهيوني الجوي على مطار دمشق الدولي المتزامن مع العدوان “البري” اليومي على الشعب الفلسطيني والعدوان البحري على لبنان وسيادته وثرواته، والمترافق مع وقف الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء واغتيال قادة عسكريين في إيران، يرسم خارطة الدول والقوى المستهدفة من العدو اولاً، كما يشير إلى نوايا تصعيدية لدى العدو يختبر خلالها جاهزية قوى المقاومة المخيّرة بين الانزلاق إلى حرب كبرى ليست مهيأة لها تماماً او التسليم بالأمر الواقع بما تستفيد منه حكومة بينيت المتداعية الأركان، بل الكيان نفسه المهدّد في وجوده. وكلّنا يذكر الغارات العنيفة على سورية كلها قبل أسابيع من حرب تشرين 1973 من أجل أن يكشف العدو مواقع صواريخ سام 7 التي قيل أن سورية استوردتها من الاتحاد السوفياتي، لكن القيادة السورية اكتفت يومها بمواجهة جوية حتى جاءت حرب تشرين المجيدة ،وبدأت طائرات العدو بالسقوط كالعصافير فوق الأرض السورية بعد أن أطلق سلاح الدفاع الجوي الصواريخ المضادة للطائرات. وفي جميع الأحوال، من المعيب أن تجري اعتداءات على سورية وفلسطين ولبنان ولا نرى النظام الرسمي العربي ومعه ما يسمى بالمجتمع الدولي يحرّك ساكناً، ولكن هذا الصمت الذي يصل إلى حدود التواطؤ لن يحمي العدو في عدوانه، بل سيجد في يوم قادم الردّ المطلوب الذي ترتعد منه فرائص العدو.. وكلنا يذكر كيف صبر لبنان على مدى 22 عاماً على الصمت العربي والتواطؤ الدولي على الاحتلال الصهيوني لأرضه رغم وجود القرار الدولي 425، ورغم اعتداءات دموية متواصلة أبرزها مجزرة قانا ، حتى تمكّن لبنان بفضل مقاومته الباسلة وجيشه وشعبه من دحر الاحتلال ومن بناء معادلة ردع مستمرة منذ 22 عاماً . والتاريخ علّمنا أن الظلم زائل والعدوان مرتّد على مرتكبيه مهما طال الزمن، خصوصاً حين يقف في وجهه شعب يمتلك إرادة المقاومة، ويمارس حقيقة الوحدة.
(سيرياهوم نيوز6-صفحة الكاتب12-6-2022)