آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » عربدة الإرهاب في عاصمة القيصر

عربدة الإرهاب في عاصمة القيصر

 

 

بقلم د. حسن أحمد حسن

 

عندما يحصد الإرهاب أرواح ما يقارب مئة وخمسين مواطناً روسياً، ويصيب عشرات آخرين فهذا يعني أن العالم بكليته في خطر، لأن من يستطع أن يلحق الأذى المباشر بروسيا اليوم سيكون أكثر جرأة على بقية العالم إن تمكن من تحمل تداعيات رد الفعل الروسي، وروسيا المؤهلة لتكون الندَّ المكافئ لمن احتكر الأحادية القطبية لعقود ملزمة على الارتقاء إلى ما يتناسب والآمال المعلقة عليها من كل أنصار الحق والانتصار لإنسانية الإنسان، وعلى ضوء تداعياته هذا التحدي القائم ترتسم المعادلات التي ستحكم في المستقبل القريب العلاقات الدولية التي ضاقت ذرعاً بشريعة الغاب المفروضة بالجبروت العسكري والاقتصادي الأمريكي…

نعم… لقد وصلت سكين الإرهاب إلى موسكو، ويمكن أن تصل إلى أي مكان آخر، وأخطر ما يهدد البشرية جمعاء أن يتحول القتل إلى مهنة يعتاش منها المجرمون القتلة، ويفرغون بواسطتها عقد نقصهم ونزواتهم الشيطانية التي استطالت وتمددت وتضخمت سرطانياً بفعل فايروس إيديولوجي مقيت حُقِنَ في أوردة أولئك لاستخدامهم قتلة مأجورين يوفرون فرصة ضرب عدة عصافير بحجر واحد، في حين يتفرغ المشرف على تفريخ الإرهاب ليعربد بلا حسيب أو رقيب، فيضرب هنا، ويتدخل هناك، وينفخ في النار تحت الرماد لإذكاء الفتن وإثارة القلاقل والاضطراب وعدم الاستقرار، ويسوق ما يشاء من أكاذيب وسرديات باطلة ليبرر احتلال مساحات جغرافية من دول مستقلة ذات سيادة بذريعة محاربة الإرهاب، في الوقت الذي تؤكد فيه كل القرائن الدالة ومعطيات الواقع القائم أن داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية التكفيرية إنما هي نشأة ومآلاً.. سيرورة وصيرورة صناعة الاستخبارات الأطلسية والمرتبطين بها بشكل عضوي، وما كان للإرهاب الممنهج أن يظهر ويتمدد لولا وجود قوى عظمى ترعاه وتمده بأسباب الانتشار والتنقل في شتى أنحاء المعمورة ، وهنا يصبح الأمر سيان إذا كان تنظيم داعش المنفذ للجريمة، أم إذا كان نظام كييف وراء إرسال أولئك القتلة المجرمين، فنظام زيلينسكي بكليته سِقْطٌ أفرزه خبث الاستخبارات الأمريكية، وتنظيم داعش وبقية توائمه التكميلية الإرهابية هي نسل التفكير الاستخباراتي الذي انتقل دور المشرف العام على إنتاجه ونشر سمومه من المخابرات الإنكليزية إلى نظيرتها الأمريكية التي حاولت التنصل من المسؤولية، ويبدو أن التسرع في إعلان الموقف الأمريكي يشكل الدليل على الأصالة بالجريمة المرتكبة وليس العكس.

نحن أمام احتمالين أو روايتين متقاربتين بالنتيجة، وإن ظهرتا على غير ذلك، فإما أن تنظيم داعش وراء الجريمة التي استهدفت المجمّع التجاري الروسي “كروكوس ستي هول” بضواحي موسكو، أو أن نظام زيلينسكي هومن يقف وراء ذلك، وإذا صح القول المأثور” يكاد المريب يقول خذوني” فإن مسارعة تنظيم داعش لإعلان المسؤولية بالتوازي مع إعلان رسمي أمريكي بتبني رواية داعش، ومحاولة تبرئة نظام كييف يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها، وفي جميع الأحوال طالما أن السلطات الروسية استطاعت وبزمن قياسي إلقاء القبض على المشتبه بهم جميعاً، ومن ضمنهم من نفذوا القتل بدم بارد، فهذا يعني بداية الوصول إلى أدق التفاصيل، ومن حق المتابع العادي أن لا يسلم بصحة ما يتم تسويقه، فأحد القتلة الإرهابيين اعترف أنه أتى قادماً من تركيا، وأنه شارك بتنفيذ الجريمة مقابل (500) ألف روبل، وهذا يعني أن الدافع مادي، وفي الوقت نفسه يعترف أنه تأثر بأفكار شيخ الجامع الذي كان يأمه في تركيا وتحريضه للقتال ضد الدول التي تحارب الإسلام، فكيف وصل من تركيا إلى موسكو؟ ولماذا لم يقم تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة بإلقاء حجر على الكيان الصهيوني الذي يمعن في سفك دماء الفلسطينيين منذ ستة أشهر؟ وهل يعقل أن يتم استقطاب قتلة مجرمين، بعد صقل خبراتهم الإجرامية عبر سنوات في سفك الدم السوري، ويتم انتقالهم إلى تركيا وإقامتهم هناك، ومن ثم التوجه إلى موسكو وارتكاب الجريمة من دون علم الاستخبارات التركية؟ …

سؤال أترك الإجابة عليه للقراء الكرام وفق ما يراه كل منهم.

 

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...