آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » عروض فنية ومسرحية تداوي تروما الحرب: «حكاية بشنطة» تُعيد البسمة إلى النازحين الصغار

عروض فنية ومسرحية تداوي تروما الحرب: «حكاية بشنطة» تُعيد البسمة إلى النازحين الصغار

رنا علوش

 

 

بالتعاون مع مسرح «نور» في نيويورك، أطلقت مؤسسة «فضاء» المعنية بأرشفة المسرح في لبنان والعالم العربي أخيراً حملة «حكاية بشنطة»، التي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال النازحين في لبنان عبر الأنشطة المسرحية. تأسست «فضاء» أواخر عام 2022، وأعلنت في مؤتمر عن مهمتها المكرّسة لـ«أرشفة الوثائق والكتب والنصوص والموارد المسرحية المتعلقة بالمسرح في لبنان والعالم العربي». وصرّحت الأكاديمية والمسرحية عليّة الخالدي، المؤسسة لـ«فضاء»، في مقابلات عدّة معنا أنّ «فضاء» هو «المشروع الذي لطالما حلمت بتنفيذه على أرض الواقع». منذ تأسيسها، واجهت الجمعية عراقيل عدة، لكنها أصرّت على الاستمرار. وها هي الحرب الصهيونيّة الدامية، تخيّم اليوم على لبنان، فتواجهها المؤسسة كمحنة، حالها حال جميع الجمعيّات والمؤسسات القائمة في لبنان. لكن رغم الحرب، تتمسك «فضاء» باستمراريتها، وتقرر توجيه اهتمامها نحو الأطفال الذين نزحوا مع عائلاتهم من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية إلى المدارس في المناطق الآمنة.

منذ 25 أيلول (سبتمبر)، نزل أعضاء المؤسسة على الأرض لتقديم المساعدة وتوزيع مستلزمات العناية الشخصية والمواد الغذائية على النازحين في بيروت. وأخيراً، قررت المؤسسة توحيد جهودها للتركيز على تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأطفال النازحين، بمشاركة فنانين واختصاصيين نفسيين وخبراء في شؤون الأطفال، وأطلقت حملة «حكاية بشنطة». تتولى الحملة، التي يأتي برنامجها تحت اسم «مسرح بكل مطرح»، زيارة مراكز إيواء النازحين وتقديم برنامج مسرحي للأطفال على مدار ثلاثة أيام، يشمل أنشطة يشرف عليها اختصاصيون لمساعدة الأطفال على التعامل مع المشاعر التي خلّفتها الحرب والنزوح. وفي اليوم الثالث والأخير، توزع «فضاء» حقائب تحتوي على لوازم النظافة الشخصية وألعاب تعليمية وترفيهية تساعد الأطفال على اكتساب مهارات جديدة. تشير عليّة الخالدي إلى الأهمية المعنوية للحقائب: «الحقيبة تمنح الطفل حساً بالمسؤولية والخصوصيّة والفرديّة في ظلّ الحرب التي سلبته منزله وأغراضه».

في أولى زياراتها لمراكز الإيواء، قصدت «فضاء» المدرسة «الإنجيلية» في شارع المقدسي في منطقة الحمرا، التي تؤوي ستة وتسعين طفلاً. وقدّم فريق «فضاء» برنامجاً مسرحياً ما زال مستمراً حتّى اليوم، يشمل قراءة قصّة تقدمها المعالجة النفسيّة فاطمة فرحات، وعرض مهرّج بعنوان «شنطة عتيقة» يؤديه المسرحي حسين العبدالله، وعرضاً لمسرحية الدمى «أنا لما إكبر» للمخرج والكاتب أدون خوري، إلى جانب أنشطة فنية وترفيهية أُخرى تساعد الأطفال وتسهم في التخفيف عنهم.

بعد اختتام الزيارة للمدرسة الإنجيليّة، تعمل المؤسسة على جمع المزيد من التبرعات للتحضير لزيارة مراكز إيواء أُخرى في بيروت وخارجها. تقول الخالدي: «نلتزم بتقديم أكثر من مجرد إغاثة، بل نسعى إلى تقديم دعم شامل يلبّي احتياجات الأطفال النازحين وعائلاتهم على المستوى الجسدي والعاطفي». وترى أنّ العمل مع النازحين هو فعل مقاومة وتصدٍّ للعدو الذي يسلب الأطفال أمانهم واستقرارهم. كما توضح أنّ هذه المبادرة تهدف أيضاً إلى دعم استمرارية عمل المسرحيين والفنانين في لبنان في ظلّ الظروف الصعبة عليهم أيضاً.

في تعليقها على انخراط المؤسسة بالمبادرات الاجتماعية، ترى الخالدي أنّ «عمل «فضاء» هو في الأساس مبادرة اجتماعيّة تهدف إلى أرشفة المسرح لدعم المجتمع والحفاظ على تراثه وثقافته»، وتؤكّد أنّه في نهاية هذه المبادرة، ستعمل «فضاء» على أرشفة الأنشطة الإبداعية التي أسهم فيها الأطفال، ليتم استخدامها مستقبلاً في أعمال وقراءات مسرحية.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المخرج علي عباسي يعكس «الروح» الأميركية: «المتدرّب» دونالد ترامب… سيرة محتال عظيم

على حسابه على موقع «تروث سوشال»، هاجم دونالد ترامب فيلم «المتدرب» (The Apprentice) الذي عُرض للمرة الأولى في «مهرجان كان السينمائي» الأخير، ووصل إلى الصالات ...