تلفح رياح الدبلوماسية الروسية وجه واشنطن التي صوب مديرها التنفيذي بايدن على دور موسكو العالمي لتبثّ عبر حراك دبلوماسيّ نشط في المنطقة العربية رسائل تُسمع من به صمم سياسي في الغرب حجم وقيمة السياسة الروسية التي احتوت كل السياسات العدائيّة الأميركيّة تجاهها سواء إدارة ترامب السابقة أم هجوم بايدن المباشر على روسيا كنظام سياسي مؤثر في الخارطة الدولية.
العزف الروسي على أوتار ملفات المنطقة الساخنة ينتج ألحاناً لا تطرب لها الأذن الأميركيّة وخاصة إذا كان إيقاعها الحالي في مناطق تسمى مناطق نفوذ أميركيّة، فالروسي يتحرّك بثقة ويرتب أوراق مشهد إقليمي جديد تحمل ملامحه سمات الاستقرار والمسار الصحيح للعلاقات الإقليمية والتوازنات الدولية وفق الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي لطالما خرقها الأميركي ومن خلفه الأوروبي.
الحليف الروسي استطاع انتزاع مواقف تصرف في السياسة أنها إيجابية وخطوة متقدمة من أطراف ضالعة بالأزمة في سورية تشي بنسج حلحلة سياسية حتى لو كانت بدايتها على ألسنتهم بغزل غير معهود استوقف المتابعين والمحللين.
النشاط الدبلوماسي الروسي الحالي ما هو إلا تأكيد على ثبات السياسة الروسية الداعمة لسيادة ووحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية كأساس الحل بعيداً عن تصريحات الأطراف الأخرى التي تحمل شروطاً لابتزاز الدولة السورية بهدف فرض واقع غير قابل للتطبيق ويتعارض كلياً مع المصالح الوطنية السورية العليا.
التصريحات المعسولة التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة على لسان وزراء خارجية عرب التقاهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال جولته الحالية لا تسمن ولا تغني من جوع إذا ما رافقتها خطوات عملية جدية تبدأ بتغيير سلوك هذه الأطراف والاعتراف بحق الشعب السوري بتقرير مصيره لوحده وعدم التدخل بشؤونه الداخلية والتخلي عن دورهم كأداة لتنفيذ الأجندات الغربية والأميركيّة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة12-3-2021)