وسط صمت دولي، لا يخرقه سوى تنديد عبر بيانات تسهم في تمادي الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، استباح المستوطنون الإسرائيليون، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، كما اقتحمت «مسيرة الأعلام» التهويدية الاستفزازية، البلدة القديمة بالقدس المحتلة من باب العامود، بمشاركة آلاف المستوطنين الذين دنسوا المكان.
وذكرت وكالة «وفا» أن المستوطنين المشاركين في المسيرة، رددوا الهتافات العنصرية، وأخرى تنادي بالموت للعرب.
وأصيب 24 مواطناً في اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في القدس المحتلة، خلال تصديهم لـ«مسيرة الأعلام» التهويدية.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بأن طواقمها تعاملت مع 24 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاعتداء بالضرب ورش غاز الفلفل وسقوط في محيط وداخل البلدة القديمة، حيث تم نقل 8 إصابات للمستشفى، وجرى علاج باقي الإصابات ميدانياً.
وأضافت إن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على طواقمها في محيط باب العامود، خلال محاولتهم الوصول لإحدى الإصابات.
وفي سياق متصل، خرجت مسيرة للأعلام الفلسطينية في القدس المحتلة، رداً على «مسيرة الأعلام» التهويدية التي ينظمها المستوطنون.
وأفادت مصادر محلية بأن عشرات الفلسطينيين خرجوا بمسيرة للأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة.
ونصبت قوات الاحتلال السواتر الحديدية في منطقة باب العامود، بعد ظهر أمس الأحد، وانتشرت قواتها في أحياء مدينة القدس المحتلة بشكل مكثّف، وأفرغت محيط منطقة باب العامود من وجود الفلسطينيين لتأمين «مسيرة الأعلام» التهويدية الاستفزازية.
كما أغلقت قوات الاحتلال محيط باب الساهرة وحي المصرارة في شارع صلاح الدين، واعتدت على مجموعة من الفلسطينيين رفعوا علم فلسطين بينهم مسن.
واعتقلت قوات الاحتلال 25 مواطناً على الأقل خلال وجودهم في محيط منطقة باب العامود ومن داخل أحياء البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
وسبق المسيرة الاستفزازية قيام أكثر من ألف مستوطن، من ضمنهم المتطرف بن غفير، باقتحام، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي أغلقت المصلى القبلي، وحاصرت المصلين والمعتكفين داخله، واعتقلت 10 شبان من باب السلسلة.
وذكرت «وفا» أن العشرات من عناصر شرطة الاحتلال استبقوا اقتحامات المستوطنين باقتحام الأقصى، وانتشروا في ساحاته، وأغلقوا المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، وحاصروا المصلين داخله.
وأشارت «وفا» إلى أن المستوطنين اقتحموا ساحات الحرم، على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة 40 مستوطناً، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا للمرة الأولى ما يسمونه «السجود الملحمي» في باحات المسجد، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، خاصة في المنطقة الشرقية، وقبالة مصلى باب الرحمة، وقبة الصخرة، وأمام باب القطانين، أحد أبواب الأقصى، وواجه المعتكفون والمعتكفات هذه الاقتحامات بالتكبيرات والهتافات.
كما أدى مجموعة من المستوطنين طقوساً تلمودية عند باب الحديد، واعتدوا على عائلة مقدسية في حي الشهابي، برش غاز الفلفل في وجوههم، ما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد العائلة بحروق.
واعتدت قوات الاحتلال على الشبان أمام باب القطانين في محيط المسجد الأقصى، وفرضت إجراءات مشددة على دخول المصلين للأقصى، ومنعت الشبان والفتية من الدخول لساحاته لتأدية صلاة الفجر، حيث سمحت فقط للمسنين ولمن تزيد أعمارهم على 40 عاماً بالدخول والصلاة في رحابه.
وفي السياق اقتحم مئات المستوطنين البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، ونظموا مسيرة استفزازية في شوارع البلدة، وتوجهوا إلى منطقة باب العامود ملوّحين بأعلام دولة الاحتلال، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال في المنطقة.
وذكرت «وفا» أن مئات المستوطنين، بينهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، نظموا مسيرة استفزازية طافت شوارع البلدة القديمة، لوحوا خلالها بأعلام دولة الاحتلال، ونظموا تجمعاً استفزازياً في منطقة باب العامود ورددوا هتافات عنصرية، بحماية شرطة الاحتلال التي اعتقلت شابّاً من شارع الواد بالبلدة القديمة، عقب الاعتداء عليه بوحشية.
وقالت جميعة الهلال الأحمر في القدس، إن مستوطنين اعتدوا على طاقم إسعاف تابع لها، في البلدة القديمة خلال محاولتهم الوصول لمصاب في حي الواد.
وأضافت إن طواقمها تعاملت مع ثلاث إصابات جراء الاعتداء بالضرب من المستوطنين، وجرى نقل إحدى الإصابات للمستشفى.
إلى ذلك اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في محيط جامعة القدس «أبو ديس»، جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.
ونقلت «وفا» عن مصادر محلية، أن مواجهات اندلعت في محيط الجامعة، أطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن