| خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
تتجه الأنظار إلى لقاء وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو اليوم في العاصمة التركية أنقرة لمعرفة نتائج المباحثات الخاصة بالملف السوري، على خلفية التهديدات التي أطلقها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوع عن عزم نظامه غزو مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وعشية اللقاء المرتقب، وجهت القوات الجوية الروسية رسائل مهمة وذات دلالة لنظام أردوغان بتسيير حوامات عسكرية ومقاتلات على طول خطوط التماس التي تفصل مناطق انتشار الجيش العربي السوري وهيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة، ومناطق سيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة أخرى، وذلك في مناطق شرق وغرب الفرات، حيث تقـع تـل رفعت ومنبج في الأخيرة المنضويـة تحت نفوذ موسكو.
وذكرت مصادر محلية في مناطق شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن طيراناً حربياً ومروحيات تابعة لسلاح الجو الروسي حلقت وعلى مدار يوم أمس فوق خطوط الاشتباك، وعلى علو منخفض، شمال حلب وفي منبج وعين العرب شمال شرق المحافظة وصولاً إلى مدينة الرقة وريفها الغربي، فالقامشلي وريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي وأم راسين، واستمر بفرض هدوء حذر ولليوم الثالث على التوالي بعد إصابة 6 جنود من الجيش العربي السوري بقصف مدفعي لجيش الاحتلال التركي على قرية أم الكيف بريف المحافظة الحدودية مع تركيا.
وأكدت المصادر، أن الاحتلال التركي ومرتزقته امتنعا، في الأثناء، وبرغبة وضغط روسي، عن إطلاق القذائف المدفعية والصاروخية باتجاه المدنيين في أرياف الحسكة التي شهدت وعلى مدار أشهر استهدافاً مكثفاً لقراها وبلداتها، الواقعة تحت نفوذ «قسد»، ومنذ وعيد أردوغان بغزو المنطقة في تشرين الأول الماضي.
في الغضون، صعّد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من قصفهم المدفعي وبالأسلحة الثقيلة نحو قرى ريفي منبج الشرقي والغربي، ولليوم الثاني على التوالي، في توقيت حساس قبيل اجتماع وزيري خارجية روسيا والنظام التركي، وفي مؤشر أيضاً على أن نظام أردوغان قد ينفذ تهديداته باحتلال المنطقة، على الرغم من ممانعة الكرملين المعلنة برفض أي إخلال بخطوط تماس الجبهات الثابتة راهناً.
مصادر أهلية في منبج بينت لـ«الوطن»، أن ريف المنطقة الحيوية الشرقي والغربي شهدت أمس تسخينا وتصعيداً مستمراً من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته انطلاقا من القواعد المتمركزة في قرى غرب المنطقة كالزرزور والكريدية وقيراطة والشيخ ناصر والأشلي.
وأشارت إلى أن القصف التركي تركز باتجاه قرى ويران وقرط والجات شمال شرق منبج، إضافة إلى البوغاز والكاوكلي وحمرا وكورهيوك ومزارع الفوارس إلى الغرب من مدينة منبج على تخوم خط تماس نهر الساجور، وهي القرى ذاتها التي تعرضت للقصف في اليوم السابق والمرشحة لهجوم جيش الاحتلال، في حال حدوثه.
أما في ريف حلب الشمالي الأوسط، والمدرج على قائمة العدوان التركي أيضاً وصولاً إلى تل رفعت، استمر الاحتلال التركي بتصعيده العسكري بعدما نفذ رمايات مدفعية وصليات صاروخية نحو قرى حربل وأم القرى والسموقة، وتستهدف للمرة الثالثة في غضون أسبوع محيط النقطة الروسية قرب قرية الوحشية من دون تسجيل إصابات بشرية إنما مادية في ممتلكات المدنيين، وذلك انطلاقاً من قاعدته العسكرية في قرية ثلثانة قرب بلدة مارع.
مراقبون للوضع شمال وشمال شرق حلب، توقعوا لـ«الوطن»، أن نظام أردوغان يحاول فرض واقع ميداني جديد غرب الفرات، قبل حلول اجتماع دول حلف «الناتو» نهاية الشهر الجاري لرفع سقف مفاوضاته معها وقراره المعلن برفض انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية الحلف، بغية المساومة وابتزاز الحليف الأميركي وكسب نقاط سياسية وعسكرية واقتصادية.
وفي منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، بيَّن مصدر ميداني لـ «الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، استهدف بالمدفعية والصواريخ مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت وحدات الجيش العاملة بريف إدلب نقاط تمركز للإرهابيين بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح، أن إرهابيين كانوا اعتدوا برشقات رشاشة وصواريخ، على نقاط عسكرية بريف إدلب، في خرق جديد ومتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة ما دفع الجيش للرد عليهم.
وفي البادية الشرقية، لفت مصدر ميداني إلى أن الجيش استهدف بصواريخ موجهة، تحركات مؤللة للدواعش على الطريق الواصل بين مدينتي السخنة وتدمر ببادية حمص الشرقية، وهو ما حقق فيها إصابات مؤكدة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن