خالد العبود
-تُعقدُ القمّةُ العربيّةُ في مدينة “جدّة”، في ظلّ صعود “نظامٍ دوليٍّ جديدٍ”، يُزاحمُ بكفاءةٍ كبيرةٍ، وبانجازاتٍ واسعةٍ وهامّةٍ، “نظاماً دوليّاً قديماً”، وفي ظلّ نجاحِ “محورٍ إقليميٍّ عميقٍ”، طالما كان رئيسيّاً في صعود هذا “النظام الدوليِّ الجديد”، حيث ربطتْهُما مشتركاتٌ جوهريّة رئيسيّة، ساهمت في كبح جماح تغوّل “النظام الرأسماليّ – الليبراليّ” الذي قادته الإدارة الأمريكيّة، لأكثر من ثلاثة عقود!!..
-وتُعقدُ هذه “القمّة” في ظلّ “تقاربٍ” عربيِّ سّريع، جاء يوازي هذا المتغيّر العميق الذي يحصل على المستوى الدوليّ والإقليميّ، حيث تبحث فيه معظم الأنظمة والحكومات العربيّة، عن الحدّ الأدنى لحماية مصالحها، في ظلّ ما لاقته من إخفاقات عميقة، نتيجة خياراتها السابقة الخاطئة!!..
-ويحضر الرئيس الأسد هذه “القمّة”، وبلادُهُ منهكةٌ ومتعبةٌ ومفجوعةٌ ومذبوحةٌ، تُعاني اقتصاديّاً ومعيشيّاً وخدميّاً واجتماعيّاً وروحيّاً، لكنّها في الآن ذاته، تتسلّح بأهمّ رئيسيّتين قادرتين على أن تمنحاها، ورقة النفوذ الأولى في هذا “التقارب”، وفي هذه “القمّة”، وهما:
-الموقع والدور اللذان لعبتهما سوريّة، في تشكل “النظام العالميّ الجديد”..
-الموقع والدور الذي لعبتهما سوريّة، في المحور الذي أفشل الأمريكيّ في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان وفي اليمن وفي سوريّة!!..
-وهما ورقتان جوهريَّتان رئيسيَّتان، موجودتان في حقيبة الرئيس الأسد، قادرتان على المساهمة، في الدفاع عن مصالح كثيرٍ من الدول العربيّة، من خلال إعادة انخراط هذه الدول من جديد، في البيئة الإقليميّة والدوليّة التي تتشكّل الآن، على أعتاب تلك التحولات الكبرى التي تحصل على مستوى العالم!!..
-كذلك فإنّ سوريّة تعوّل على دورٍ عربيٍّ جديدٍ، يكون رئيسيّاً في إطفاء الحرائق في أكثر من دولة عربيّة، وعلى مساحةِ نفوذٍ عربيٍّ فعّال، يكون أساسيّاً في إيقاف الانهيارات في جسم هذه الأمّة!!..
(سيرياهوم نيوز4-الصفحة الرسميّة للكاتب)