رنا علوش
«بدأ العمل على السياسة الشبابية في لبنان عام 2000. وفي عام 2012، أقرّت الحكومة وثيقة السياسة الشبابية الوطنية. احتفل الشباب بهذه الخطة، وانطلقت الوثيقة في مسار التطبيق حاملة الشباب ومستقبلهم وآمالهم وأحلامهم، انطلقت ووصلت إلى الجارور!». هذا ما تخبرنا إيّاه الممثلتان يارا زخور وجويل منصور، قبل أن تفتحا لنا «الجارور» ويخرج منه ستّة ممثلين من فئة الشباب، ليشاركونا على المسرح، واقع الشباب اللبناني الحالي. «من جارور لجارور»، هو عنوان المسرحية التي بدأت عروضها منذ 16 أيّار (مايو). تحمل المسرحية توقيع المخرج والكاتب اللبناني عصام بو خالد، ويؤدي أدوارها، إلى جانب زخور ومنصور، الممثلون: علي بليبل وطوني فرح ووسام بتديني وتالا محمود ومنير يحفوف وميشال فغالي. المسرحية التي تأتي بتقديم من جمعية «مسار»، تهدف إلى الإضاءة على السياسة الشبابية الوطنية التي أقرّتها الحكومة اللبنانية عام 2012، وعلى خطة عمل سياسة الشباب الوطنية عام 2022، وعلى أهمية تطبيقهما لتحقيق مصلحة الشباب اللبناني. بسينوغرافيا بسيطة، تتشكّل من عدّة خزائن ذات أدراج، وبمدّة تقل عن الساعة، اختصر بو خالد لنا، وضع الشباب الحالي، وبيروقراطية المؤسسات الرسمية، التي تتكدّس الملفات في جواريرها. كما وبأسلوب كوميدي ساخر، يوجه بو خالد النقد إلى المنظمات الدولية التي تخترق مجتمعنا وتستغل المأساة الشبابية بهدف الربح المادي، والتي تهتم بقشور القضايا مغفلةً جوهرها. هكذا تهتم بتأمين «مساحات آمنة» للشباب، تعلمهم فيها تمارين التنفس واليوغا، وكأنّ «وضعية الجنين» هي التي ستتمكن من حلّ أزمات البطالة والفقر. تأتي حوارات الممثلين وتشاحناتهم التي تتخذ منحى درامياً للحظات، لتسلّط الضوء على مواضيع متعلقة بالواقع الشبابي، كالحبّ الذي يتوّج بالزواج من دون تأمين مصدر معيشي كافٍ، والبطالة، والشهادات الجامعية التي لا تؤهل الخريجين للعمل في مجالاتهم من دون خمس سنوات خبرة على الأقل، وذوي الهمم الذين تغفل الدولة والأماكن العامة عن توفير وصول مريح لهم في الأماكن المرغوبة، مكتفية باختيار المصطلحات «الراقية» لتسميتهم. كما وتتناول المسرحية موضوع الهجرة، التي تراود أذهان الشباب باستمرار، علماً أنّه ليس كلّ الراغبين بها، قادرين على تأمين تكاليفها. باختصار، وبأسلوب خفيف لا يُحَمِّل قلوب الجماهير ثقلاً، تقدّم المسرحية نبذة عن «الذلّ» الذي يواجهه الشباب يومياً، وتضع بين أيديهم خيار عدم القبول به. اللعبة المسرحية التي تشاركتها زخور مع منصور، أضفت انسجاماً على العمل، كأنّنا به حلبة تنس لا تسقط الطابة على أرضها أبداً. المسرحية التي تتناول واقع الشباب، اختار مخرجها لها ممثلين من ذات الفئة، ليفتح الستار على مواهب جديدة، من بينها الشابة تالا محمود، التي أتقنت دور الشابة «الهيبية» المتفائلة والمتحمّسة التي تواجه خيبات دولتها بتمارين التنفس.
يقف الممثلون على خشبة المسرح، لينشدوا بصوت واحد «نحن الشباب، لنا الغدُ…»، ليقاطعهم أحد الشباب متسائلاً: «لماذا علينا انتظار الغد؟ لماذا لا يكون اليوم لنا؟»، لتسكته المؤسسة الرسمية، معتبرةً أن تساؤله هذا، بلا معنى ولا جدوى!.
مسرحية «من جارور لجارور»: 7 أيلول (سبتمبر) – «الرابطة الثقافية» (طرابلس) ــــ 14 أيلول – «ثانوية الإمام الباقر» (الهرمل) ــ للاستعلام: 76/955168
سيرياهوم نيوز١_الاخبار