آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » عصر السيليكون …. (الجزء الاول)

عصر السيليكون …. (الجزء الاول)

 

 

بقلم:باسل علي الخطيب

 

هذه الكلمات لن تحكم عليها التعليقات، هذه الكلمات ستحكم عليها الايام، احفظوا هذه المقالة لديكم، وعندما يحين الوقت اخرجوها من الإدراج….

هذا البحث كتبت مسودته قبل سنوات، وسأقدمه على شكل سلسلة من المقالات في موقع “سيرياهوم نيوز “، وتذكروا، ليست الحقيقة تلك التي تعرضها الشاشات….

هناك معايير لتقييم الأمور والحكم عليها أبعد وأسمى من المعايير النمطية….

 

ذات مزحة عابرة، قال الرئيس بوتين تعقيباً على قرارات ترامب أثناء فترة رئاسته الاولى ” أنه ينفذ ما تأمره به (الآلة)”……

وذات مؤتمر صحفي في مكتبة الأسد في دمشق، قال وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم ” لقد شطبنا أوروبا من الخريطة”….

اعتبر البعض كلام بوتين في سياق الدعابة السياسية، وتهكم الكثيرون على كلام المعلم…

 

ولكن دعوني اسألكم، هل ينطق بوتين أو المعلم عن مزاح؟؟!!..

 

ذات لقاء صحفي، قال السيد الرئيس ” أن سورية تقع على تقاطع عدة فوالق، وان أي عبث بهذه الفوالق سيؤدي إلى زلزال عظيم، سيكون له ارتداداته على مستوى العالم”….

هل كان السيد الرئيس يعطي درساً في (الجيولوجيا السياسية)، ام أنه كان يعرف مايحصل؟…

 

لنجيب على هذا السؤال دعونا نعود إلى الخطاب الأول للسيد الرئيس تحت قبة البرلمان بعد أيام من بداية الأحداث في سورية، في ذاك الخطاب قال السيد الرئيس هذه الجملة ” إن أرادوا الحرب فنحن جاهزون لها”….

الكل استغرب هذه الجملة، ومسار الأحداث آنذاك لايوحي أن هناك حرب قادمة….

 

على فكرة، أنا دائماً اعود الى السنة الأولى من بداية الأحداث في سورية، احداث تلك الفترة الضبابية على ضبابيتها تشرح الكثير مما حصل لاحقاً….

 

في عام 2008 قال الرئيس بوتين ” أن سقوط الاتحاد السوفييتي هو أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين”…..

تصريح فيه الحسرة وفيه القرار، أن ذاك الخطأ يجب تصحيحه….

 

لم يطل الأمر….

 

8 اب من عام 2008، الرئيس بوتين يحضر افتتاح الالعاب الأولمبية الصيفية في بكين، وهو على المنصة وصله خبر أن الجيش الجورجي قد اجتاح اراضي جمهورية اوسيتيا الجنوبية الواقعة في جورجيا وذات الغالبية الروسية وارتكب مجازراً بحق الروس هناك، غادر بوتين بكين على عجل، ومن على متن الطائرة التي اقلته إلى موسكو أصدر أوامره للجيش الروسي….

 

خلال أيام اجتاح الجيش الروسي جورجيا، وتمكن من سحق الجيش الجورجي الذي استسلمت أغلب قواته، وتم تجريدهم من السلاح، وقد توقفت القوات الروسية على بعد بضعة كيلومترات من تبليسي عاصمة جورجيا…

آنذاك كان الرئيس الجورحي سيكاشفيلي يلقي خطاباً في أحد ساحات تبليسي امام بعض الحشود، ينتقد فيه الهجوم الروسي، ارسل الروس طائرة اخترقت جدار الصوت فوق الساحة، ارتعب سيكاشفيلي واختبأ تحت المنصة….

الشاشات نقلت المشهد المضحك، وعلى الهواء مباشرة….

 

قامت روسيا بضم اوسيتيا الجنوبية كأحد جمهورياتها….

الغرب فهم الرسالة، روسيا عادت….

الرسالة الأعمق فهمتها (الآلة)، الاتحاد السوفييتي يعود…..

لاحقاً وبعد سنوات نال سيكاشفيلي عقوبته من (الآلة)، أنه أخفق في مهمته، حيث تم سجنه لسنوات

 

نعم، قد يكون السقوط السهل والسريع لتلك الإمبراطورية ( الاتحاد السوفييتي) هو أكبر الغاز التاريخ الحديث…

ودعكم من كل تلك الأسباب والتفسيرات التي تم ايرادها، تلك حكايا البرامج (التوك شو) السياسية، أو نصوصاً دراسية في الكتب لطلاب الجامعات والمدارس….

تلك الحكايا والنصوص هي جزء من منظومة التعليم الصندوقية التي تفرضها تلك (الآلة) على العالم ككل….

 

خذوا علماً، الدول لاتسقط من الاسفل، الدول تسقط من الأعلى….

(الآلة) إياها التي تحدث عنها بوتين هي من أسقطت الاتحاد و بأيدي قادته….

هوليوود أنتجت فلماً على عدة أجزاء عن تلك (الآلة) أسمته ( المصفوفة)….

هذا كان نوعاً من التمويه والتضليل….

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل كان انهيار الاتحاد السوفييتي نتيجة لعوامل خلل بنيوية ام أنه كان قراراً؟…

 

بعد كل هذه السنوات نستطيع أن نجيب وبأريحية أن انهيار الاتحاد السوفييتي كان قراراً….

نعم، لعبت ثقافة البيبسي كولا والجينز والمارلبورو والهوت دوغ وهوليوود ومادونا ومايكل جاكسون دورها في عملية التعمية وفي تهيئة الأرضية لتسريع الانهيار، ولكن لم يكونوا اسباب الانهيار….

 

خلال سنة واحدة بين عامي 1984 1985 توفي الزعيمين السوفيتيين يوري اندروبوف و قسطنطين تشيرنينكو، هناك الكثير من الريبة والشكوك حول طريقة موتهما، وهذا الريب أوردته الكثير من التقارير الروسية، على سبيل المثال اندروبوف مات بسبب مرض السكري كما هو معلن، ولكن

هناك شكوك كبيرة حول الفريق الطبي الذي كان يعالجه….

 

لاحقاً وفي لحظة عمه استراتيجي وايديولوجي معدة مسبقاً وصل ميخائيل غورباتشوف إلى سدة الحكم، غورباتشوف كان اصغر زعيم للاتحاد، وهو من أطلق خطة الانهيار، البداية مع إطلاق سياسة إعادة البناء والشفافية وحرية وصول المواطنين للمعلومات، هذه الخطوات لاقت شعبية كبيرة، تم تهيئة الأرضية وقد صار غورباتشوف زعيماً (شعبوياً)، هذا حماه وأعطاه القوة لمواجهة (الحرس القديم) ومن ثم الإطاحة به…

استكمل خطة الانهيار الرئيس السكير الهزيل (بوريس يلتسين)، والذي تم انتخابه رئيساً لروسيا في حزيران 1991، وذلك في لحظة فوضى وسيلان فكرية وثقافية و عقائدية وقومية، في لحظة عمه وطني روسي انقادت إليها النفوس عبر زركشات (الحضارة الغربية)…

اكمل يلتسين تدمير منجزات الاتحاد السوفييتي الروسية، ودخلت روسيا في التيه لمدة عشرة سنوات، حتى جاء بوتين وإعادها إلى موقعها كقوة عظمى….

على فكرة غورباتشوف حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1990، هذه كانت المكافأة، صحيح من تراه أدى ذات الدور الهدام وحصل على نفس الحائزة؟..

نعم، أنه انور السادات، حصل عليها عام 1979 مناصفةً مع مناحيم بيغن، بيغن إياه قائد عصابات شتيرن الإرهابية وبطل مذبحة دير ياسين في فلسطين المحتلة…

فائز آخر بجائزة نوبل للسلام، رئيس وزراء الكيان شمعون بيريز قال أن أعظم حدثين في القرن العشرين كانا تحرير المرأة وتحرير روسيا….

بيريز من بين كل مسؤولي الكيان هو الوحيد الذي كان يلعب دوراً أساسياً في المنظومة الحاكمة لتلك (الآلة)، قد يكون بن غوريون وصل لهذه المرتبة….

بالعودة للسادات، اعلام (الانفتاح) المصري والاعلام التفطي وإعلام الإخوان المسلمين لقب السادات بعد أن صلى في المسجد الأقصى في زيارته الشهيرة للقدس بالرئيس المؤمن….

الراحل الكبير حافظ الأسد قال وفي معرض تهكمه على ذلك

” لو أنهم راوني اصلي لمدة أربعين سنة لن يلقبوني بالرئيس المؤمن”…..

قولاً واحداً لن يطلقوا هذا اللقب على القائد الخالد، فشرط الحصول على هذا اللقب يقتضي أن تكون الصلاة وفق طقوس تلك (الآلة) وبإمامتها….

القائد الخالد رحمه الله لم يكن مجرد رئيس، كان رجلاً حكيماً ذو نظرة ثاقبة وأرضية عقائدية قوية، وكما هو الحال بين الأب والابناء، قولاً واحداً كانت هناك الكثير من الجلسات بين الرئيس الراحل والسيد الرئيس بشار الأسد….

النتيجة؟….

هذا العقل العبقري….

سورية نجت وتنجو من سطوة تلك (الآلة)…..

الثمن كان كبيراً؟…

نعم، ولكن كان ليكون اكبر بكثير لو حصل العكس….

على فكرة ذات الأمر حصل مع السيد الرئيس بشار الأسد، لم يبق (زعيم) غربي إلا هاجمه وبعضهم لغيظه منه شتمه وسبه، ولكن هؤلاء إياهم كانوا يغدقون مختلف الاوصاف الحميدة على كل أولئك الأمعات، ملك الببجي وكافور الإخشيدي وحكام المشيخات….

 

البشرية تدخل عصراً جديداً، هناك عصر قديم ينقضي، وعصر جديد بدأت تظهر تباشيره، وحتى يترسخ العصر الحديد، وهو سيترسخ، يجب أن تختفي كل مخرجات العصر القديم….. الولايات المتحدة الأمريكية هي أحد مخرجات العصر القديم، امريكا ستنهار خلال فترة مابين خمس إلى عشر سنوات……

 

يتبع…..

(موقع سيرياهوم نيوز-٣)ل)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عودة خدمة الإنترنت إلى دير الزور والحسكة بعد إصلاح عطل في كابل ضوئي

أعادت الشركة السورية للاتصالات خدمات الإنترنت فجر اليوم إلى ‏محافظتي دير الزور والحسكة، بعد إصلاح العطل الذي وقع ‏ظهر أمس على أحد الكوابل الضوئية الرئيسية المغذية ...