syriahomenews أخبار سورية الوطن
.
باولا عطية
يشهد قطاع العقارات السكنية الفاخرة في دبي نمواً غير مسبوق، مدفوعاً بزيادة الإقبال من أثرياء العالم الراغبين في الاستقرار طويل الأمد في الإمارة. وفي هذا السياق، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة “إنجل آند فولكرز” الشرق الأوسط دانييل هادي إلى “النهار”، عن العوامل الرئيسية التي تقف وراء هذا النمو القياسي، وتحولات السوق العقارية، والتوقعات المستقبلية للقطاع في ظل الطفرة المستمرة في مبيعات الفلل والمنازل العائلية.
وسجّل سوق العقارات الفاخرة خلال النصف الأول من 2025، نمواً قياسياً بنسبة 62.7% في قيمة الصفقات. ويعزو هادي هذا الأداء اللافت إلى مجموعة من العوامل المتكاملة، أبرزها تدفق الأفراد ذوي الثروات العالية إلى دولة الإمارات، إذ انتقل إليها نحو 6,700 مليونير خلال عام 2024، مع توقعات بارتفاع العدد إلى ما يقارب 10,000 في عام 2025، وهي أعلى نسبة في العالم.
وأشار هادي إلى أن دبي توفر مزيجاً فريداً من الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبيئة آمنة، إلى جانب نظام ضريبي منخفض، وخيارات إقامة طويلة الأمد مثل “الإقامة الذهبية”، ما يعزز جاذبيتها على الساحة الدولية كمركز آمن وجذاب للاستثمار والمعيشة.
وأضاف أن “السوق يشهد في الوقت ذاته نمواً في الثروة المحلية، ما يعزز الطلب الداخلي على العقارات الفاخرة”.
وفي المقابل، استجابت شركات التطوير العقاري لهذا الطلب من خلال إطلاق مشاريع فاخرة جديدة، مثل “ذا أويسس” و”نخلة جبل علي”، والتي بحسب هادي، أثبتت أداءً قوياً خلال النصف الأول من العام، متجاوزة مناطق تقليدية مثل “نخلة جميرا” و”تلال الإمارات”.
وفي ما يتعلق بتغيرات مشهد الاستثمار العقاري في الإمارة، أكد هادي أن دبي ما زالت تستقطب طيفاً واسعاً من المشترين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك البريطانيون والهنود، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في اهتمام المستثمرين من دول أوروبية مثل ألمانيا والبرتغال وإسبانيا، بالإضافة إلى أسواق إقليمية مثل مصر ولبنان والأردن. ويعكس هذا التنوع جاذبية دبي المتزايدة كمركز استثماري ووجهة للعيش طويل الأمد.
وأوضح أن الشقق لا تزال تهيمن على مبيعات السوق، لكن هناك تحولاً واضحاً نحو وحدات أكبر وأكثر ملاءمة للعائلات، ما أدى إلى نمو مبيعات التاونهاوس بنسبة 57% على أساس سنوي في النصف الأول من 2025. كما دفع ارتفاع الإيجارات وسعي السكان نحو الاستقرار إلى انتقال العديد من المستأجرين إلى التملك، ما زاد من الطلب من قبل المستخدمين النهائيين.
وفيما لا يزال الطلب مرتفعاً في المناطق المعروفة مثل “داون تاون دبي” و”المرابع العربية” و”مرسى دبي”، هناك اتجاه متنام نحو مجتمعات ناشئة مثل “ذا فالي”، و”دبي الجنوب”، و”داماك هيلز 2” التي توفر قيمة جيدة مقابل المال ومساحات أوسع وفرص نمو مستقبلية، بحسب ما أكّده هادي.
وفي ما يخص آفاق السوق العقاري في دبي، قال هادي إن المؤشرات المستقبلية إيجابية للغاية، في ظل الطلب القوي والمستمر، ليس فقط من المستثمرين بل أيضاً من السكان الذين يرون في دبي وطناً طويل الأمد. ويرافق هذا الطلب نمو اقتصادي متسارع، خصوصاً في القطاعات غير النفطية، ما يخلق المزيد من الوظائف والثروات، ويعزز فرص الاستثمار والاستقرار.
ولفت إلى أن أسعار العقارات في دبي لا تزال تنافسية مقارنةً بالمدن العالمية الأخرى، وهو ما يجعل خيار التملك جذاباً، لا سيما للمستأجرين. كما أن عدد السكان في تزايد مستمر، تماشياً مع “الخطة الحضرية 2040” التي تضع تصوراً شاملاً للبنية التحتية والسكن وأسلوب الحياة، ما يهيئ السوق لنمو صحي ومستدام على المدى الطويل.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار
