آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » عقدة الباركنسون: هل نقترب من حلّها؟

عقدة الباركنسون: هل نقترب من حلّها؟

 

 

في تطور علمي لافت، سلّطت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JCI Insight الضوء على احتمال وجود رابط بين فيروس شائع يُعرف باسم فيروس البيجي البشري (HPgV) ومرض باركنسون، وهو اضطراب عصبي تنكسي يؤثر في الحركة ويصيب أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم.

 

ما هي أعراض الباركنسون؟

يتميّز باركنسون بأعراض تشمل الرعشة، بطء الحركة، تيبس الأطراف، واضطرابات التوازن، ولا يزال السبب الدقيق للمرض مجهولًا، وسط اعتقاد سائد بأن تداخلاً معقداً بين العوامل الجينية والبيئية يقف وراءه.

 

يتميّز باركنسون بأعراض تشمل الرعشة، بطء الحركة، تيبس الأطراف

يتميّز باركنسون بأعراض تشمل الرعشة، بطء الحركة، تيبس الأطراف

اكتشاف فيروس البيجي البشري (HPgV)

 

أجرى فريق بحثي من جامعة نورث وسترن الأميركية فحوصات دقيقة لأدمغة 10 مرضى توفوا بعد إصابتهم بمرض باركنسون، وقارنوها بعينات من 14 شخصًا سليمًا. النتيجة كانت مفاجئة: عُثر على فيروس HPgV في أدمغة نصف مرضى باركنسون، مقابل غيابه التام في المجموعة السليمة.

 

لا يسبّب هذا الفيروس عادة أعراضاً واضحة، وينتقل عبر الدم وسوائل الجسم، لكن الباحثين يعتقدون أن العدوى المزمنة والمنخفضة الشدة قد تُحدث التهابات عصبية تسهم في تطور المرض.

 

الدور المحتمل للفيروسات في تطور الأمراض التنكسية العصبية

تعتبر الفرضية الرئيسية لهذه الدراسة أن الالتهابات المزمنة تُحفّز جهاز المناعة بطريقة تؤدي إلى تلف تدريجي في الدماغ. على سبيل المثال، البروتين الالتهابي IL-4 الذي وُجد بمستويات أقل لدى مرضى باركنسون المصابين بالفيروس قد يشير إلى خلل في تنظيم الالتهابات يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية.

 

إضافة إلى ذلك، يبدو أن الاستجابة المناعية للفيروس تختلف لدى المرضى الذين يحملون طفرة جينية مرتبطة بباركنسون، ما يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والبيئية.

 

الاستجابة المناعية للفيروس تختلف لدى المرضى الذين يحملون طفرة جينية مرتبطة بباركنسون

الاستجابة المناعية للفيروس تختلف لدى المرضى الذين يحملون طفرة جينية مرتبطة بباركنسون

رأي الخبراء: خطوة أولى نحو فهم أوسع

 

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، الباحثة باربرا هانسون، إنّ «الافتراض هو أن العدوى الطويلة الأمد والمنخفضة الحدة قد تكون عاملاً خفياً في أمراض مثل باركنسون».

 

أما أستاذة الأعصاب في جامعة ستانفورد والتي لم تشارك في الدراسة، مارغريت فيريس، فوصفت البحث بأنّه «شامل جداً»، مضيفةً أنّ النتائج تسهم في تفسير آلية تفاعل المناعة مع العوامل الوراثية والفيروسية في الأمراض التنكسية.

 

تحديات مستقبلية: هل الفيروس سبب أم نتيجة؟

 

رغم أهمية النتائج، تبقى الحاجة إلى دراسات أوسع وأطول أمداً، لتحديد ما إذا كان فيروس HPgV يلعب دوراً مباشراً في نشوء مرض باركنسون، أم أنّ وجوده مجرد مصادفة.

 

يبقى مرض باركنسون معقّداً وصعب الدراسة، نظراً إلى تعدد أسبابه وتباين أعراضه من مريض إلى آخر، لكن هذا الاكتشاف قد يشكّل نقطة تحوّل في فهم أحد أكثر الأمراض العصبية انتشاراً وتعقيداً.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حملة “شفاء 2” تستمر بتقديم خدماتها الطبية والجراحية المجانية في سوريا

تواصل “حملة شفاء 2” التي ينظمها المكتب الطبي للتجمع السوري في ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين (أيدا)، تقديم خدمات طبية وجراحية مجانية، مستهدفة المرضى المحتاجين في مختلف ...