حسين صقر:
لا يعرف الكثير عن العوامل الخطيرة المرتبطة بما يسمى رهاب النخاريب، ولكن إحدى الدراسات المتعلقة ببعض الأمراض الشائعة وجدت صلة محتملة بين المصابين بذاك المرض والاكتئاب الشديد واضطراب القلق العام.
ووفقاً لفريق من الباحثين في الأمراض النفسية، فإن الأشخاص المصابين بهذا المرض هم أكثر عرضة للاكتئاب أو القلق العام، فيما أشارت دراسة أخرى إلى وجود صلة أيضاً بين القلق الاجتماعي وذلك النوع من الرهاب، وأوضحت الدراسة بأن رهاب النخاريب يعتبر استجابة تطورية للأشياء المرتبطة بالمرض أو الخطر، وضربت مثال ذلك الجلد المصاب، والطفيليات، وغيرها من الأمراض المعدية، على سبيل المثال، قد تتميز بوجود الثقوب، وهذا بذاته يتوافق مع ميل أولئك المصابين بمرض رهاب النخاريب إلى الشعور بالاشمئزاز أكثر من الخوف عندما يرون كائناً محفزاً من هذا النوع.
وفي هذا السياق أوضحت الاختصاصية النفسية سناء سعد: أن التريبوفوبيا أو رهاب النخاريب تعرف بأنها الخوف والاشمئزاز من الثقوب، حيث يشعر المصابون به بالغثيان عند النظر إلى الأسطح التي تحتوي على ثقوب صغيرة بالقرب من بعضها مثل تلك الموجودة في الإسفنج البحري أو الفراولة، كما تثير لدى هؤلاء العجينة الفقاعية، أو خلايا النحل و تصيبهم بالقشعريرة والتنميل.
وأضافت سعد أن هناك جدلاً فيما إذا كان هذا النوع من الرهاب يندرج في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية والعقلية المعترف بها من قبل علماء النفس، وإذا كان حالة حقيقية رغم انتشار الحالة، منوهة بأنه تشمل محفزات رهاب النخاريب العديد من الأشياء من بينها قرون بذور اللوتس، وأقراص العسل، والإسفنج، والمرجان والرمان، والفقاعات، والبخار المتكاثف.
ونوهت الاختصاصية التفسية أن تلك الأعراض تحدث عندما يرى الشخص كائناً به مجموعات صغيرة من الثقوب أو الأشكال التي تشبه الثقوب حيث يصاب هؤلاء المصابون بخوف واشمئزاز ويترافق مع الصراخ والشعور بالرفض والانزعاج البصري، والتعرق، والحكة والغثيان ونوبات الهلع.
وأوضحت أن هناك طرقاً مختلفة لعلاج الرهاب، والشكل الأكثر فعالية للعلاج هو العلاج بالتعرض الذي يركز على تغيير رد فعلك تجاه الكائن أو الموقف الذي يسبب خوفك، كما ينطوي على تعريض المصاب تدريجياً إلى الكائن الذي يخشاه، وتبدأ بمجرد تصوره في عقله أثناء إغلاق العينين، وبعدها مرحلة النظر على صورته، ثم الانتقال إلى لمسه شخصياً.
ونوهت سعد بأن العلاج الشائع الآخر للرهاب هو العلاج السلوكي المعرفي والذي يجمع بين العلاج بالتعرض وبعض التقنيات الأخرى لمساعدتك في التحكم في قلقك والحفاظ على أفكارك قوية، حيث يتضمن العمل مع معالج نفسي لتغيير الأفكار والسلوكيات الأساسية التي قد تسهم في رهاب النخاريب، وقد يتضمن ذلك مناقشة الأفكار غير الواقعية، واستبدالها بأفكار أكثر واقعية، ثم إجراء تغييرات في السلوكيات.
وذكرت سعد أنه تشمل خيارات العلاج الأخرى بعض الأدوية مثل المهدئات للمساعدة في تقليل أعراض القلق والذعر، وتقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوغا، والنشاط البدني وممارسة الرياضة لإدارة القلق، والتنفس العميق، وغيرها من الاستراتيجيات الواعية للمساعدة في التغلب على التوتر.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة