أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن سوريا ترفض رفضاً تاماً أي ذرائع تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي التسويق لها لتبرير جرائمها وأعمالها العدوانية على الأراضي السورية، وتقويض أمنها واستقرارها، مشيراً إلى ترحيب سوريا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وأملها في أن يسهم ذلك بإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وخلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية قال علبي في بيان: “كشعب يعرف ويلات الحرب وعانى منها، ترحب الجمهورية العربية السورية بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعرب عن أملها في أن يسهم هذا التطور بإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين وفتح المجال أمام الجهود الإنسانية والإغاثية العاجلة وإدخال المساعدات بما يمهد لمرحلة من الاستقرار الإقليمي”.
وشدد علبي على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار وضمان عدم عودة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى شن المزيد من الاعتداءات ضد قطاع غزة، معبراً عن تقدير سوريا للجهود والوساطات التي قامت بها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية التركية في سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق.
وقال علبي: “في الوقت الذي يتطلع فيه السوريون لإعادة إعمار وطنهم وطي صفحة المعاناة وتحقيق الأمن والاستقرار الذي افتقدوه طويلاً، تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارساتها العدوانية تجاه الشعب السوري من خلال الانتهاك المستمر لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974″، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال توغلت خلال الأشهر الماضية في المنطقة الفاصلة التي تشكل منطقة عمليات “الأندوف” وبنت فيها عشرة مواقع، كما توغلت في مناطق واسعة في الجنوب السوري، وأقامت حواجز عسكرية للتضييق على المدنيين السوريين وجرّفت الأراضي الزراعية المثمرة والأحراج والمحميات الطبيعية، ما هدد سبل عيش السكان المحليين وخاطر بالسلم والاستقرار في الجنوب السوري والمنطقة الأوسع.
وأضاف علبي: “إن سوريا ترفض رفضاً تاماً أي ذرائع تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي التسويق لها لتبرير اعتداءاتها، وتدين بأشد العبارات الجرائم التي تهدف إلى تقويض أمن واستقرار البلاد، وتحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تلك الانتهاكات التي تشكل خرقاً لسيادة سوريا وتهديداً لوحدة وسلامة أراضيها وأمن ورفاه شعبها”.
وطالب علبي الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك الحازم لوقف الممارسات الإسرائيلية ووضع حدّ لاعتداءاتها ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال بسحب قواتها من الأراضي السورية بما فيها الجولان المحتل والمناطق التي توغلت فيها مؤخراً، ومنع التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وقال علبي: “منذ أشهر تنخرط سوريا في محادثات جادة مع إسرائيل، وبذلك فهي تضع الوسائل السلمية والدبلوماسية لا المواجهة في صدارة أولوياتها، سعياً للتوصل إلى نتائج تعالج أي هواجس أمنية حقيقية لدى أي من الطرفين، غير أن ما تدعيه إسرائيل من مخاوف أمنية لا يتجلى إلا عبر ممارسات عسكرية تتجسد في توغلات برية ووجود غير مشروع على الأراضي السورية مقروناً بالسيطرة على مواردها الاقتصادية والمائية، في انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية ولقواعد القانون الدولي، في مشهد يتناقض كلياً مع ادعاء السعي إلى السلام”.
وأضاف علبي: عندما تكون النوايا صادقة في بلوغ الأمن والاستقرار فإن السبيل إلى ذلك لا يعبّد بالقوة والهيمنة بل بالحوار، أما استمرار الاحتلال وفرض سياسة الأمر الواقع لا ينتج إلا مزيداً من التوتر ويقوض فرص بناء السلام.
وأكد علبي على الأهمية البالغة لاستمرار عمل كل من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “الأندوف” وهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة “اليونتسو”، داعياً إلى الحفاظ عليهما ودعمهما لأداء مهامهما بكفاءة، ولا سيما في رصد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة وإبلاغ مجلس الأمن بها في الوقت المناسب.
وأعرب علبي عن القلق من تأثير خفض التمويل على قدرة “الأندوف” في تنفيذ ولايتها، ومشدداً في الوقت نفسه على ضرورة توفير الموارد الكافية لتمكينها من أداء مهامها دون تقليص أو تعطيل.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة: “إن سوريا ترى في الزخم الذي أوجده إعلان ترامب للسلام الدائم والازدهار فرصة تاريخية تستدعي من الجميع اغتنامها بروح المسؤولية الواقعية بما يحترم الحقوق الثابتة للشعوب ويضمن سلاماً عادلاً وشاملاً ومستداماً”.
وأكد علبي أن طريق السلام بالنسبة لسوريا واضح، ولن يتحقق إلا بالاحترام التام للسيادة السورية والالتزام الصارم بمبادئ الشرعية الدولية، وبالانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، ومن بينها الجولان الذي سيبقى عربياً سورياً وجزءاً لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية وحقاً أبدياً لا يمكن التنازل عنه أو إسقاطه بالتقادم.
أخبار سوريا الوطن١-سانا
syriahomenews أخبار سورية الوطن
