اكتشف فريق من علماء الفيزياء أن دورات النشاط الشمسي والتغيرات المرتبطة بها في بنية المجالات المغناطيسية للشمس، يرتبط بنشوء بؤر عدم الاستقرار المغناطيسي في الطبقات السطحية للشمس.
وحسب ما نقلت وكالة «تاس» الروسية، فإن كيتون بيرنر الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يقول: «كنا لفترة طويلة نعتقد أن المجال المغناطيسي للشمس، والمظاهر الدورية المختلفة لنشاطها، يتولد عن حركة البلازما في الطبقات السفلى من منطقة الحمل الحراري للشمس. وقد اقترحنا نظرية بديلة تفسر بشكل أفضل وجود المجال المغناطيسي للشمس والعمليات المضطربة المرتبطة به».
ويشير الباحثون، إلى أن الفيزيائيين وعلماء الفلك يهتمون منذ فترة طويلة بكيفية نشوء المجال المغناطيسي الشمسي وسبب ارتباطه بدورات نشاط التوهج الشمسي التي تستمر 11 عاماً، بالإضافة إلى العديد من خصائصه الأخرى، وقد افترض العلماء سابقاً أن المجال المغناطيسي للشمس يتولد مما يسمى بالدينامو الشمسي، وهو دوران بلازما معقد داخل ما يسمى بمنطقة الحمل الحراري، وهي إحدى الطبقات العميقة للشمس.
ووفقاً لبيرنز، توضح النظرية العديد من سمات بنية نواة الشمس والطبيعة الدورية لنشاطه، ومع ذلك، فإن تنبؤاتها تختلف بشكل كبير عن بيانات الرصد المتعلقة بالمجال المغناطيسي ونواة الشمس، وقد اكتشف الفيزيائيون الأمريكيون والأوروبيون أن هذه التناقضات يمكن تجنبها إذا افترضنا أن المجال المغناطيسي للشمس لا ينشأ في أعماقها، بل في الطبقات القريبة من السطح.
وأظهرت حسابات الفيزيائيين أن مصدره مراكز خاصة لعدم الاستقرار المغناطيسي تنشأ على عمق 35- 70 كيلومتراً من سطح الشمس نتيجة التفاعلات المغناطيسية بين تدفقات المادة السائلة للشمس التي تدور حول المركز، ويؤدي ظهور مراكز عدم الاستقرار إلى تكوين تدفقات مضطربة للمادة في أعماق الشمس، والتي تشكل حركاتها اللاحقة المجال المغناطيسي المعقد للشمس.
وقد أظهرت الحسابات التي أجراها العلماء أن النمذجة الحاسوبية لنواة الشمس، مع الأخذ في الاعتبار وجود مراكز عدم الاستقرار قادرة على تفسير وجود ما يسمى بالتذبذبات الالتوائية للمجال المغناطيسي الشمسي، وهجرة البقع على سطحه، بالإضافة إلى العديد من خصائصه الأخرى التي يصعب حسابها باستخدام نظرية الدينامو الشمسي، بما في ذلك انخفاض النشاط الشمسي لفترة طويلة. وهذا، وفقاً لهم، يؤيد صحة نظريتهم البديلة.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين