من المخطط أن تطلق وكالة ناسا الفضائية التلسكوب الخاص بها الراصد للحياة الفضائية، ويعتقد الخبراء بأنه سيكشف وجود كوكب مأهول بالحياة بحلول عام ٢٠٥٠.
وسيبحث مرصد العوالم الصالحة للسكن عن مجموعة متنوعة من البصمات الحيوية التي تعطيها الكائنات الحية بعد إطلاقه حوالي عام ٢٠٤٠.
ومن جانبها، أعلنت د.جيسي كريستيانسن-كبيرة العلماء في وكالة ناسا: “أن مرصد العوالم الصالحة للسكن سيجد إشارة في الغلاف الجوي لكوكب في المنطقة الصالحة للسكن لنجم مثل شمسنا خلال حياتنا”.
كما حدد العلماء العاملون في المشروع 25 كوكباً شبيهاً بالأرض حول نجوم تشبه الشمس كمرشحين محتملين، ويستخدم مرصد العوالم الصالحة للسكن تلسكوب سوبر هابل الذي من شأنه تصوير حجم الأرض مباشرة وهو يدور حول نجوم أخرى، وسيحتوي المرصد أيضاً على مرآة مشابهة لمرآة تلسكوب جيمس ويب والبصريات فائقة الدقة لفحص أجواء هذه العوالم بحثاً عن علامات الحياة..
هذا والتقى فريق الكواكب الخارجية التابع لوكالة الفضاء من علماء الفلك والفيزياء والمهندسين والعلماء في نيو أورلينز للنظر في الأدوات اللازمة للوظيفة.
واقترحت، بدورها، عالمة الفلك في بيركلي، د.كورتني دريسنج، القائد المشارك لفريق مراجعة العمارة العلمية “ستارت” التابع لـمرصد العوالم تجهيز المرصد بالقدرة على اكتشاف مجموعة متنوعة من البصريات الحيوية، بما يسمى بالغازات “الأحيائية المنشأ” التي تنتجها الكائنات الحية؛ والهباء الجوي وغيره من الملوثات المحمولة جواً؛ “البصمات الحيوية على السطح”، مثل الحرارة تحت الحمراء الناتجة عن الغطاء النباتي، و “البصمات التقنية” الأكثر اصطناعية التي يمكن أن يصنعها فضائي متحضر يمكن اكتشافها جميعاً باستخدام المرصد.
وتابعت د.دريسنج:” إن معلومات إضافية عن الكوكب ونظام الكواكب، سيكون مطلوباً لتفسير البصمات الحيوية واستبعاد الإيجابيات الخاطئة”.
ومع ذلك، تعتقد د.جيسي كريستيانسن-عالمة الفيزياء الفلكية التي تشغل منصب كبير العلماء في معهد علوم الكواكب الخارجية التابع لناسا:” بأن مرصد العوالم الصالحة للسكن يمكن أن يجد دليلاً على الحياة خارج كوكب الأرض بعد وقت قصير من إطلاقه في عام 2040.
وقالت كريستيانسن:” أعتقد، في حياتنا، أن شيئاً مثل المرصد سيرى إشارة في الغلاف الجوي لكوكب صخري في المنطقة الصالحة للسكن لنجم مثل شمسنا التي نعتقد أنها حياة”، “جزء كبير من وظيفتي هو العمل على ذلك”.
“لقد توصلنا إلى أسئلة علمية نريد أن يجيب عليها هذا التلسكوب”، وفقاً لكريستيانسن.
وأضافت:” نحن نستخدم ذلك لتحديد حجم التلسكوب، بالنظر إلى أي جزء من الفضاء نحتاج”.
هذا ويعد جمع الأطياف الكهرومغناطيسية من خارج طيف الضوء المرئي، مثل الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وحتى الأشعة السينية، إحدى الطرق التي يستخدمها علماء الفلك للحصول على إحساس أفضل بما هو موجود في الكون، حيث اجتذب تركيز تلسكوب هابل الفضائي على الضوء البصري المزيد من النجوم الأكبر سناً والأكثر احمراراً في المجرة والنجوم الأصغر سناً والأكثر زرقة، على سبيل المثال، ولكن المستشعرات بالأشعة تحت الحمراء على جيمس ويب الأحدث أثبتت أنها أفضل في تصوير كتل الغاز والغبار التي تطفو بحرية على طول أذرع المجرة المتصاعدة، بالإضافة إلى إلقاء نظرة على النواة المجرية الكثيفة لأنظمة النجوم.
وأشارت د.كريستيانسن:” لقد تمكنا من النظر إلى النجوم بمثل هذه الدقة والأدوات الرائعة التي يمكننا من خلالها رؤية الكواكب من حولها، والآن، نحن نعلم أن هناك الآلاف من الكواكب، ومعظم النجوم لديها كواكب”.
ولكن، على الرغم من تسجيل أكثر من 5000 كوكب خارجي جديد وبضع عشرات من المرشحين الشبيهين بالأرض، أضافت:” ما زلنا لم نعثر على كوكب مثل الأرض، كوكب صخري في منطقة صالحة للسكن لنجم مثل الشمس”.
وسيبدأ المقاولون العسكريون بجزئهم من العمل على مرصد العوالم الصالحة للسكن هذا الصيف، وفقاً لوكالة ناسا، وستشمل جهود الشركات لمدة عامين، والتي تأمل ناسا أن تكون أبعد من أحدث التقنيات الحالية للمساعدة في الحفاظ على عمل مشروع المرصد الخاص بهم في المدار لأطول فترة ممكنة.
وبحلول نهاية مهمتها الرسمية، التي ستركز على التصوير المباشر لما لا يقل عن 25 مرشحاً رئيسياً لعوالم يحتمل أن تكون صالحة للسكن، تتساءل د.كريستيانسن عما إذا كانت البشرية ستكون هي نفسها.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة