آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » على حافة الذكاء المصنوع

على حافة الذكاء المصنوع

 

راغب ملّي

 

القلق من استبدال الإنسان بالآلة ليس وليد اللحظة. لطالما راودت البشرية هذه الفكرة منذ بداية الثورة الصناعية، حين رُبط التقدم التكنولوجي بفقدان الوظائف وضياع المهارات. واليوم، يعيد الذكاء الاصطناعي إحياء هذا القلق، ولكن بوتيرة أسرع، وبأبعاد أعمق.

 

 

 

السؤال المطروح اليوم لم يعد “هل ستحل الآلة محل الإنسان؟”، بل “من سيكون التالي؟”. مناصب إدارية، تحاليل طبية، خدمات تعليمية، وحتى الإنتاج الفني… لا يبدو أن هناك مجالاً في مأمن من موجة الذكاء الاصطناعي التي تكتسح العالم.

 

 

 

فكل يوم تقريباً تظهر تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي، تتجاوز ما كان متوقعاً قبل شهور فقط. من المهمات التحليلية الدقيقة إلى التواصل مع البشر بلغة طبيعية تمامًا، تزداد قدرة هذه الأنظمة على اجتياز “اختبار تورينغ” — أي أن تبدو في ردودها indistinguishable عن الإنسان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الثقافة الشعبية، من أفلام إلى روايات، لطالما عبّرت عن هذا القلق بصور سوداوية أو تحذيرية. ليست هذه الرؤى ضرباً من الخيال المجنون، بل انعكاس لخوف مشروع: ماذا لو وصلت الآلة إلى مرحلة لا تحتاج فيها إلينا؟ ماذا لو استخلصت أننا العائق الأكبر أمام الكفاءة؟

 

 

 

القلق لا يقتصر على البطالة، بل يمتد إلى سؤال أعمق: هل نحن، كبشر، نفقد تدريجاً قدراتنا الذهنية بسبب اعتمادنا المتزايد على أنظمة ذكية؟ دراسات حديثة بدأت تلمّح إلى ذلك، خصوصاً في التعليم.

 

 

 

الذكاء الاصطناعي ليس عدواً بطبيعته، لكنه يفرض علينا مسؤولية أخلاقية وفكرية كبيرة: أن نستخدمه من دون أن نتنازل له عن دورنا في التفكير والتقييم واتخاذ القرار.

ربما حان الوقت لإعادة التفكير: ليس في حدود قدرات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في حدود تخلينا نحن عن دورنا البشري. فالخطر الحقيقي قد لا يكون في الآلة… بل في استسلامنا لها.

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

باحثون يطورون بدائل ذكية من بطاريات الليثيوم باستخدام الذكاء الاصطناعي

  تمكن فريق بحثي من معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا (NJIT) من استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مواد جديدة قد تمثّل بديلاً مستداماً من بطاريات الليثيوم-أيون، التي تواجه ...