بقلم: ميرفت أحمد علي
ينعقدُ قريباً في العاصمةِ دمشقَ المؤتمرُ السنويُّ لاتحادِ الكتَّابِ العربِ في أدقِّ مرحلةٍ تاريخيةٍ و أَحرجِها على السوريينَ و مُبدعيهم، و هوَ بمثابةِ فرصةٍ لا تُفوَّتُ للقاءِ الأدباءِ مُخضرمِيهم بمُستجدِّيهم، و لتفقُّدِ القاماتِ الأدبيةِ الرفيعةِ، و لترسيخِ حضورِ المواهبِ الشابةِ و الصاعدةِ في هذهِ المؤسسةِ المعنيَّةِ بالدرجةِ الأولى بالمؤلفِ السوريِّ. و بالتفاتةٍ مُنزَّهةٍ عنِ الغاياتِ الشخصيةِ إلى عامٍ منصرمٍ من عمرِ المكتبِ التنفيذيِّ الحاليِّ للاتحاد، أجدُني مدفوعةً بإملاءاتٍ من ضميري إلى تسجيلِ بعضِ الملاحظاتِ المؤسَّسةِ على استنتاجاتٍ ووقائعَ و مشاهداتٍ ملموسةٍ، تُوجزُ وجهةَ نظري الشخصيةَ في أداءِ هذهِ المؤسسةِ، إذ لوحظَ منذُ إقلاعِ المكتبِ التنفيذيَّ بالعملِ، برئاسةِ الدكتور (محمد حوراني)، و بنيابةِ الأستاذ (توفيق أحمد)، تدفُّقُ حالةٍ منَ الحيويةِ و الانتعاشِ في أوصالِ المؤسسةِ و فروعِها في المحافظاتِ. و غدا التنافسُ في إثباتِ الموجوديَّةِ و الجدارةِ هو الشغلُ الشاغلُ لهذهِ الفروعِ، بدءاً من تحقيقِ أعلى حصيلةِ مبيعاتٍ في معارضِ الكتبِ الصادرةِ عن الاتحادِ، و التَّباهي باستقدامِ المواهبِ الشابَّةِ و الصاعدةِ، و تمكينِها من أخذِ دورِها في الحياةِ الإبداعيةِ، و نقلِ المناشطِ الأدبيةِ إلى الأريافِ و البلداتِ القصيَّةِ النائيةِ التي لم تشهدْ مناسباتٍ أدبيةً، و السعيِ الحثيثِ لإقامةِ مشاريعَ تجاريةٍ و تنمويَّةٍ ربحيَّةٍ تدرُّ مدخولاً مادياً على خزينةِ الاتحادِ و فروعهِ، و تُسهمُ في سدِّ حاجاتِ الأعضاءِ الماديةِ، و رفعِ سقفِها تماشياً مع الأوضاعِ المعيشيةِ الشاقَّةِ التي يرزحُ تحتَ ثقلِها المواطنُ السوريُّ، و إحياءِ و إنعاشِ العلاقةِ و الأواصرِ معَ أعضاءِ الاتحادِ القُدامى و الأجِلاَّءِ، و تفقُّدِ أوضاعِهم الصحيةِ و الاجتماعيةِ، و إشراعِ أبوابِ المكتبِ التنفيذيِّ أمامَ المهتمِّينَ بالشأنِ الإبداعيِّ من غيرِ الأعضاءِ. و ما يسترعي الانتباهَ ـ بحقِّ ـ الروحُ الخالصةُ مِن شوائبِ الغرورِ و التَّعالي التي يتَّسمُ بها رئيسُ و أعضاءُ المكتبِ، جاهدينَ لنقلِ عَدواها إلى هيئاتِ مكاتبِ الفروعِ، بَدءاً من رئيسِ المكتبِ التنفيذيِّ الذي أوكلَ نفسهُ بتلبيةِ طلباتِ زملائهِ الأدباءِ، و بتلقِّي اتصالاتِهم و بمتابعتِها شخصياً، دونما إحالةٍ إلى الموظفِ المختصِّ، كما لا بدَّ منَ الإشادةِ بجريدةِ (الأسبوع الأدبي)، و بهيئةِ تحريرِها برئاسةِ الشاعرِ (توفيق أحمد)، العينِ الساهرةِ على أناقةِ الحرفِ، و على اختيارِ الأجودِ مِن بينِ الموادِّ الإبداعيةِ المتهافتةِ على النشرِ في الجريدة. و ليسَ لي مِن مُقترحٍ أضعُهُ في عنايةِ الدكتور (حوراني) و فريقِ عملهِ الجميلِ، إلَّا الإسراع ما أمكنَ بتكريمِ الأدباءِ و الباحثينَ و النقَّادِ السوريينَ القُدامى و البارزينَ قبلَ فواتِ الأوانِ، و لو كان ذلكَ في محفلٍ جماعيٍّ، و برعايةِ وزارةِ الثقافةِ، بحيثُ يَلحظُ التكريمُ صرفَ مكافآتٍ ماديةٍ قيِّمةٍ، و منحَ شهاداتِ تقديرٍ و دروعٍ بحضورٍ إعلاميٍّ حاشدٍ؛ فقد خسرَ الوسطُ الأدبيُّ مؤخراً مبدعينَ أفذاذاً غيَّبهُم الموتُ على حينِ غرَّةٍ، و ليسَ آخرهَم الأديبُ و الإعلاميُّ البارزُ (وليد معماري)، رحمهُ الله. و تكريمُ أَساطينِ الإبداعِ السوريِّ ضرورةٌ؛ كيْلا تبقى مقولةُ الروائيِّ (حنا مينة) غصَّةً في قلوبِنا، فقد قالَ ما في معناهُ: في مجتمعاتِنا العربيةِ، لا يُذكرُ الأديبُ إلَّا في مناسبتيْنِ: عندَ موتهِ، و عندَ تقديمِ المساعدةِ الصحيَّةِ لهُ.
(سيرياهوم نيوز7-2-2022)