يمن سليمان عباس:
تشعر بالحزن والأسى وأنت تشاهد كيف تغتال يد العبث والإهمال الطبيعة والجمال وتفتك بمقدراتنا التي لا تقدر بثمن لا سيما تلك التي وهبها الخالق لنا من غابات وينابيع ونباتات قل نظيرها في العالم.
فمن المعروف أن الغطاء النباتي السوري هو الأكثر تنوعاً وجمالاً وفائدة ما ينمو في البوادي والجبال الساحل والداخل مع هذا الجمال كله لم نقدر قيمته التي يجب أن تكون مستدامة من خلال العمل على تنظيم الحصاد المنظم بعد نضج الأزهار وتكون البذور التي تعود بدورة حياة جديدة.
النباتات العطرية في الساحل السوري تعرضت لأكثر من خطر كاد يودي بها ويجعلها أثراً بعد عين لا سيما الزعتر البري والزوفا التي جار عليها القطاف غير المنظم والمتاجرة بها ومن ثم جاءت الحرائق التي أكلت قسماً كبيراً منها.
هذا الموسم كان الخطر واضحاً جلياً حين تبحث في البراري عن باقة من هذه الأعشاب فلن تجدها وسيكون جواب الجميع لم ينم شيء منها هذا العام حتى في الأماكن التي كانت تشتهر بها..
وكنا العام الماضي قد جمعنا بعضاً منها وعلى شرفة البيت نيبسها حتى تأخذ كفايتها من الشمس.. أمس حين عدنا إلى البيت بعد غياب ما يقارب نصف عام عنه .. كانت أجمل مفاجأة لي وأنا أخطو نحو العتبة برعمان من الزوفا نبتا بين الدرجات متحديين كل شيء بضع حبات من تراب كانت كافية لأن تكون الغذاء لهما.. شعرت بسرور ما بعده سرور هذه إرادة الحياة إرادة تقول لنا حافظوا على ثرواتكم، أنتم من يفتك بكل شيء … كونوا أبناء الحياة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة