غانم محمد
بدايةً، كل عام والجميع بخير، قبل عيد الفطر، وبعده، وعلى مدار العمر، متمنياً بـ (حرقة قلب) أن تعود بلدي حضناً دافئاً، وغصناً مثقلاً بالخيرات لمن لم يتوضأ إلا بطهر ترابها، ولم يرَ فيها إلا أمّاً (تطبطب) على كتفه وقت الوجع!
سلام لـ (سوريتنا) النابتة في القلوب عشقاً، المعرّشة على الأهداب أملاً، الضاربة في أعماقنا انتماء وهويةً وأفقاً..
سلام لأبناء سورية الذين لم يتمكنوا من تقبيل أيادي أمهاتهم في العيد، لأنهم ركبوا زورق سفر محفوفاً بالمخاطر من أجل أن ترسل لهم أمهاتهم صور (المعمول والمرقد) وأن العيد مازال يطلّ عليهن ولو من ثقب إبرة!
سلام لروح النجم الأرجنتيني مارادونا…
قليلون جداً الذين لا يعرفون أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا… كان (رحمه الله) نجماً فوق العادة في الملاعب الخضراء، وحتى خارجها، على الرغم من كلّ الفوضى التي صبغت حياته، من تناول المخدرات إلى التهرّب الضريبي وغير ذلك، لكن كانت لديه مواقف تستحق أن تكون مدخلاً لكثير من (القول الفصل) في حياتنا…
ذات يوم، قال مارادونا: (ذهبت إلى الفاتيكان، فوجدت سقف الكنيسة مطلياً بالذهب، والبابا يخطب عن دعم للفقراء… تبّاً للجحيم، بيعوا السقف!).
لا أريد أن أسقط قوله على ما نعيشه من فقر وبؤس، لأن (الإيمان) يكتسح الجميع عبر (فيسبوك) ومن المؤكد أني سأُرجم لمجردّ الإشارة!
قمّ للحياة، ولو على عكازيّ وجع، فلا علاقة لا للعيد ولا لغيره بمن حاول أن يسرق منّا الطمأنينة، واذرف ما شئتَ من دمع، فإن كتب الله لك عمراً، فقد ترى أبناءك عائدين، ولو على عكازين أيضاً!
500 ليرة إضافية لكل ليتر بنزين، لا مشكلة، المهمّ أننا مازلنا على قيد الحياة، وأسوأ ما في هذا العمر أن أصحاب القرار لا يفرّقون بين الدواء والبنزين وأي شيء آخر، فكلّ شيء يخضع لسعر التكلفة كما يقولون، إلا دخل المواطن فلا يخضع لمعيار الحاجة والاكتفاء!
(سيرياهوم نيوز)