سعاد سليمان
صدر الجزء السابع من سلسلة علياء الشروق الشعرية للأديب الشاعر وائل غازي شعبان الذي يقدم نتاجاته الأدبية هدايا إلى الأهل , والأحبة الخلان , كما يقول في مقدمة كتابه , فقد نذره لسورية الحبيبة نفيا للعقوق ..
وهو يسأل الفرد الديان الغني ذا السبحان أن يغفر لنا ما تقدم من الذنوب , وما تأخر , وأن يلين أمامنا من القلوب ما تحجر .
من الرياض يرسل الشاعر نتاجه الجديد اليوم هدايا للمحبين , وللمتابعين , كما يفعل عند كل إصدار لنتاجاته المميزة .
في الجزء السابع لعلياء الشروق يبدأ الكاتب ب – مدائح , ونوافح – ويعنون قصيدته الأولى : أكرمتني فملكتني , ومنها :
جبرت فؤادك من تلوح فتجبر وتسوق طوعا ما تشاء فيحضر
ومنها ..
فشهدت للنور الذي لا ينجلي عن فيضه إلا الضياء المبهر
وينهي القصيدة بالقول :
يا يوسف بن رئيف أصفح ثم قم فارفع أذان من اتقوا , وتفكروا
وأقم بنا صلوات عفوك للذي يمحو ذنوب التائبين , ويغفر
وينطلق عبق الشعر الجزيل ببحوره كافة من قصيدة إلى أخرى , فيتحدث عن الطير الناطق , ومنها :
حباك الذي كناك بالطير عطفه ولم تك ذا ريش , ولم تك ناطقا
فأصبحت بازا لا يضار جناحه قؤولا فعولا ساعة الجد , سامقا
وإلى قصيدة بعنوان ” عروة الشعر ” ومنها :
الشعر ضرب من الترياق نعصره طورا , ويعصرنا كالأحمر العنب
ولأخيه ذو الفقار .. ومما قال :
بواو وداده تخفى الجروح وميم مداده تحفى الصروح
فتى كالسيف منطقه رزين وفي ساح العلا صقر صدوح
على شفتي خليلي , وابن أمي ومن هو في صباح البرد يوح
ومن هو للجمهور يد , وظهر ومن هو للمسر غد , وروح
ومن قصيدة ” أبلغ الأجوبة ” يقول :
قالت , وقد أدركت ما لا يحيط به نسر , ولا جهبذ من غابر العرب
قد أطربا خافقي بيتاك من عجب وليس مثلي من ينغشَ بالذهب
ومن ” صباح الحسن ” :
صباح الحسن يجلس باتئاد ويرسل بالجمال إلى العباد
يحرك أعين العشاق رهوا وينثر سحره في كل واد
ويكتب الشاعر أبياتا تدفع الأدباء , تحرضهم , فيردون عليه بأبيات دوَنها الشاعر في كتابه , ومنهم الشاعر حسن عبد اللطيف الذي قال في رد عليه :
تنادي الروح , والقنديل صاد لفيض النور من إشراق باد
ولإسمك في شغاف القلب ركن كركن البيت في سر اعتقادي
و يرد على شاعرنا عدد من الشعراء ممن فاضت قريحتهم من عبق الشعر , وأصدقه , ومنهم الباحث نبيل فياض , ومما قال :
فعشت غريبا والنبال قريبة وغبت نبيلا بالفخار مكللا
ويرثي شاعرنا عمه الشيخ محمد علي عبود شعبان بقصيدة رائعة , ومنها :
أقام بنا إحدى وستين حجة مطهرة طهر الرهام المواطر
عليا عن الدنيا , حييا إزاءها جليا كأجرام النجوم الزواهر
صبورا يرى في النائبات غنيمة لكل شكي في البلاء, وصابر
وفي قصيدة لطرطوس يقول :
أحن إلى أهلي , وربعي , وصحبتي بكل صباح عائد , ومساء
فأغفو , وآمال اللقاء ملاحفي وأصحو , وبركان الحنين كسائي
وأغدو بقلب بات جل شغافه رمادا نديا مثقلا بدعائي
سقت ديم الرحمن طرطوس إنها طبيبة آهاتي معا , ودوائي
عن السوري .. ومن قصيدة ” زهو الهندباء ” يقول :
أنا السوري تعرفني صفاتي بأسماء تلاحظ في السماء
أنا الصنديد في وجه المآسي أنا البسام أرفل في حيائي
ونصل ” درر , وعبر ” ومنها :
لا أنثر الشعر عند الفجر هرطقة ولا رياء , ولا سكرا , ولا كرما
لكنني , والمعاني أصبحت وطني وأصبح العقل في تغريبتي علما
آوي إلى أسطري مما يؤرقني وقد بنيت بها من حرقتي حرما
ومن ” بطاقة تعريف ” يقول :
أسمياني لما أتيت ضرارا وائلا لا تيمنا بل فخارا
ورضعت العلوم في المهد إني من دمشق التي تضيء المدارا
ورعتني طرطوس ثم احتواني أهل حمص الألى أراهم كبارا
لي بمصياف عترة , وبدرعا وبأرض الشهباء قد حزت دارا
فجذوري في اللاذقية عرقا وفروعي في بعلبك انصهارا
ويختم علياء الشروق بأبيات تغلف ديوانه بالقول :
يهواك قلب تخال الناس جوهره صخرا , ولكنه كالماء لو سبروا
وأنت في سره من لا مشاكله مليكة تستحي من حسنها الفكر
شمس إذا طل صبح الأمنيات , وإن جاء المساء بزي الملتقى قمر
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)