محام ومدرس ووزير سوري، لُقِّبَ بعلاّمة القانون ومفخرة سوريا في مجال الحقوق،
ولد في منطقة الدريكيش، محافظة طرطوس (قرية عين الجاش) عام ١٩١٩
وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارس المنطقة، وتعليمه الإعدادي والثانوي في مدارس طرابلس وحلب
بسبب تفوقه، تم منحه منحة مدرسية على نفقة وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم)
حيث درس الإعدادية والثانوية في مدارس طرابلس، ثم التحق بجامعة دمشق (الجامعة السورية) وحصل منها على شهادة الإجازة في الحقوق عام 1942
، وتابع تعليمه العالي في فرنسا، فحصل من جامعة باريس على دبلوم معهد العلوم الجنائية عام 1948، وعلى دبلوم معهد القانون المقارن، ودبلوم معهد الدراسات الدولية العليا عام 1949.
وحصل من جامعة باريس على درجة الدكتوراه في القانون عام 1949، وفي عام 1952 حصل على منحة دراسية من منظمة الأمم المتحدة لدراسة الأساليب الحديثة في النظم العقابية ومحاكم الأحداث في غربي أوروبا، والاطلاع على مناهج تدريس قانون العقوبات والإجراءات الجزائية، وعلم الإجرام، والتشريعات المالية والاقتصادية والجزائية في الجامعات الأوربية.
والتحق بجامعة كامبردج في إنكلترا، كما حصل عام 1961 على منحة دراسية من أكاديمية القانون الدولي في لاهاي للاشتراك في أعمال مركز البحوث الدولية والتعمق في دراسة القانون الدولي.
عُيّن إثر عودته من أوروبا عام 1949 مدرساً في كلية الحقوق بالجامعة السورية، ورقي إلى أستاذ مساعد فأستاذ وأصبح رئيساً لقسم القانون الجنائي وأصول المحاكمات الجزائية عام 1959، فعميداً لكلية الحقوق عام 1964، ورئيساً لجامعة دمشق عام 1976، وإلى جانب عمله الأكاديمي مارس المحاماة منذ العام 1944، واختير وزيراً للعدل في عام 1966. بالإضافة لكونه عضو القيادة القومية لحزب البعث ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية.
تجاوز نشاط محمد الفاضل العلمي حدود عمله، أستاذاً ومحامياً، فشارك في عضوية عدد كبير من المجالس والجمعيات ومراكز البحوث العلمية، العربية والأجنبية.
كما مثل سوريا في عدد كبير من المؤتمرات العلمية والدولية، العربية والأجنبية، رئيساً وعضواً في وفد الجمهورية وممثلاً لجامعة دمشق، وتميز بحضور لافت وشكل وجوده إضافة حقيقية على كل الفعاليات التي شارك بها.
مؤلفاته :
وضع الفاضل عدداً كبيراً من الكتب أهمها:
المذاهب السياسية وأنظمة الحكم
القضاء الإداري
العلاقات الدولية في العصر الحديث
الوجيز في أصول المحاكمات الجزائية
كما ألف باللغتين الفرنسية والإنكليزية كتباً وأبحاثاً في مختلف فروع القانون.
جوائز وتكريمات
مُنِح الفاضل جائزة الدولة التشجيعية على إنتاجه العلمي عام 1960، عن كتابه “الجرائم الواقعة على أمن الدولة”.
ونال جائزة الدولة عام 1968 تقديراً لمؤلفه “التعاون الدولي في مكافحة الإجرام”، ومنح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام التربية الممتاز من المملكة الأردنية الهاشمية.
ومُنِح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة من الجمهورية العربية السورية.
اغتي ل الشهيد محمد الفاضل رميا بالرص اص في حرم جامعة دمشق صبيحة يوم الثلاثاء في 22 شباط 1977، على يد جماعة الإخ وان المسلمين في سلسلة استهدافاتهم للكفاءات العلمية السورية.
وورد ذكر الدكتور الشهيد في مذكرات “أيمن الشربجي” قائد “الطليعة الإسلامية المقات لة للاخوان المسلمين” في دمشق على أن اختياره للاغتي ال جاء لأنه كان “أهمّ مُشرِّع قانوني في الشرق الأوسط”.
وشيع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه يوم الأربعاء 23 شباط، مخلفاً وراءه تراثاً علمياً ثرياً وآلافاً من الطلبة الذين دانوا له بالعلم والمعرفة الحقوقية.
وتشير بعض المصادر إلى أن “أول من أذاع خبر اغتياله هو التلفزيون الإس رائيلي حيث قال: قتل رجل القانون الأول في العالم”.
إعداد : محمد عزوز
من كتابه ( راحلون في الذاكرة ) برسم الطبع
( سيرياهوم نيوز 4-بتصرف عن صفحة الحرس القومي السوري )